أكد ألان جوبيه، وزير الخارجية الفرنسي، خلال اجتماع مع لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية، المخاوف الفرنسية من السلاح المهرب من ليبيا باتجاه دول الساحل الإفريقي. وجاءت تصريحات الوزير الفرنسي في رد على أحد أعضاء اللجنة عن امتلاك القاعدة لأكثر من 10 آلاف صاروخ (سام 7) أرض- جوقادرة على استهداف رحلات مدنية لطائرات الخطوط الجوية الفرنسية. وقد تحدثت مصادر فرنسية عن مخاوف لدى باريس من امتلاك القاعدة لعدد كبير من صواريخ أرض-جوبإمكانها استهداف الرحلات المدنية، فيما قالت مصادر صحفية إن "الهدف الأول لهذه الصواريخ التي بحوزة القاعدة هوالطائرات الفرنسية والغربية". من جهة أخرى قام الأميرال جيامباولودي باولو، رئيس اللجنة العسكرية التي تضم قادة أركان دول حلف شمال الأطلسي، بعقد اجتماع سري مع النواب الألمان نهاية الشهر الماضي، ليعبر أمامهم عن قلق حلف شمال الأطلسي تجاه "أكثر من 10.000 صاروخ (SAM-7) أرض-جو، التي تشكل تهديدا حقيقيا على الطيران المدني، من المحتمل خروجها من ليبيا لتسقط في الأيدي الخطأ". الجنرال محمد عاديا، المكلف بالتسلح بوزارة الدفاع التابعة للمجلس الوطني الانتقالي، يقدر أن "هنالك 5.000 صاروخ أرض-جو(SAM-7) ما تزال مختفية" مبديا في نفس الوقت قلقه من سقوط هذه الأسلحة في "الأيدي الخطأ". وذكر الجنرال الليبي بأن معمر القذافي سبق وأن اشترى حوالي 20.000 صاروخ أرض جوسام 7 من صناعة سوفيتية وبلغارية، مؤكداً أن ما يزيد على 14.000 من هذه الصواريخ إما تم استعمالها أوتدميرها. ويضيف الجنرال بأن "هذه الصواريخ خفيفة، صغيرة الحجم، من السهل التعامل معها ويمكن استعمالها لتدمير طائرة مدنية". وتجدر الإشارة إلى أنه سبق وأن تم استخدام هذا النوع من الصواريخ لاستهداف طائرات مدنية من طرف القاعدة، ففي نوفمبر 2002، تم إطلاق صاروخ (SAM-7) ضد طائرة تابعة للخطوط الجوية الإسرائيلية في مومباسا على الساحل الكيني، إلا أن الصاروخ أخطأ هدفه بفارق بسيط لتتبنى القاعدة الهجوم فيما بعد. كما استخدمت نفس النوعية من الصواريخ في العاصمة العراقية بغداد في العام 2003 حيث أصاب طائرة شحن تابعة لشركة (DHL) العالمية. ناقش مراقبون ومسؤولون عسكريون سابقون في ندوة بالجزائر العاصمة هذا الأسبوع تداعيات الأزمة الليبية التي تتواصل لأشهر على منطقة الساحل والصحراء. ومن بين أبرز دواعي القلق تهريب الأسلحة وأمن الحدود. وقال العقيد المتقاعد، بن أعمر بن جانة، خلال ندوة 5 أكتوبر التي نظمها مركز البحوث الإستراتيجية والأمنية إن "ما يحدث في ليبيا أصبح يهدد حدودنا الجنوبية التي يصعب التحكم فيها وبالتالي يشكل تهديدا للأمن الوطني". فالحدود الليبية الجزائرية تمتد على طول 950 كلم ويصعب التحكم فيها على حد تعبيره، نتيجة نقص الإمكانات التكنولوجية المتطورة المستعملة لدى الجزائر التي تساعد على رصد كل التفاصيل. ص.م