قال أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم أمس إن الجزائر حكومة و شعبا أكبر من أن تلهيهم مباراة في كرة القدم عما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة و التجاوزات الإسرائيلية في غزة و القدسالمحتلة، حيث أكد على أن الحركات الإسلامية في الوطن العربي تم إزاحتها و إبعادها عن الإطار العريض للقومية العربية و تخديرها في أطر إقليمية ضيقة وأصبحت منشغلة بقضاياها المباشرة. و قال إن الخلاف مع مصر بشأن تداعيات مباراة الخرطوم التي تأهل بموجبها المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا قد أصبحت من الماضي، ودعا إلى الانشغال بالقضايا ذات الأولوية بالنسبة للعالمين العربي والإسلامي وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ودعا سلطاني إلى عدم الانغماس في الخلاف المصري الجزائري على حساب القضايا القومية، وقال أنه لا ينبغي أن تحجب مباراة كرة القدم التي جمعت بين الفريقين المصري والجزائري في الخرطوم عنا ما يجري في غزة والأراضي الفلسطينية، فهذه مسألة جوهرية بالنسبة إلينا، ولا يمكن أن نسمح لأي جهة أن تحجب عنا هذه القضية وأن تنسينا التهديدات الصهيونية للمسجد الأقصى. صحيح أن الوطنية من الدين، وقد ربط ربنا عز وجل قتل النفس بالإخراج من الوطن وقصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع مكةالمكرمة مشهورة في التاريخ، لكن الوطنية لا تقزم القضايا القومية، ولذلك نحن نتمسك بقضايانا الوطنية ونوسع الدائرة لندافع عن قضايانا الإقليمية والقومية والإسلامية". وفيما يخص الصدامات الداخلية التي مازالت تشوش على حركته أرجع سلطاني سبب الصدام الموجود في صفوفه إلى عدم تقبل بعض القيادات التي لم تجد مكانا لها في المؤتمر الرابع بفعل عدم تزكيتها من أبناء الحركة على حد تعبيره ما جعلهم ينفصلون عن الحركة الأم ، وذكر أبو جرة أن الانفصال لم يضر ودعا لهم بالتوفيق كي يكونوا شيئا مذكورا في الميدان، وبرر الأزمة التي حصلت بالقول إنها لم تحدث قطيعة مع حركة الإخوان كون أنّ لكل قطر له خصائصه وأولوياته وحريته وبراءة ذمته السياسية والتربوية وقال "نحن لا نلتفت إلى الأصوات التي تريد أن تربطنا بأي جهة خارجية إطلاقا".