بالرغم من الحرب الطاحنة الدائرة رحاها بين روسياوأوكرانيا وتداعياتها المرتقبة على استيراد القمح في العالم، الا ان الوقائع والمؤشرات تؤكد ان الجزائر لن تتأثر في هذا الجانب بهذا الصراع العسكري بين البلدين الذين يعتبر كلاهما منتجا كبيرا للحبوب في العالم. وتشتهر روسيا بزراعة القمح فيما تشتهر أوكرانيا بزراعة القمح ايضا ولكن خصوصا الذرى التي تعتبر أحد منتجيها الرئيسيين في العالم. وحذرت عدة جهات متخصصة من ان الحرب الدائرة بين البلدين والتي أدت الى دخول القوات الروسية الى اوكرانيا سوف تكون لديها انعكاسات كبيرة بالنسبة لدول من افريقيا والشرق الأوسط التب تستورد الحبوب والذرى من روسياوأوكرانيا. وبالنسبة للجزائر فإنها وفق المعطيات الميدانية الحالية للحرب بين البلدين فإنها لن تتأثر بهذا الوضع المتأزم على اعتبار انها تستورد القمح من روسيا، التي لا تشهد أراضيها اية معارك، و ليس من أوكرانيا باعتباره البلد الذي تعرض الى دخول قوات عسكرية روسية، حيث اشارت معطيات نشرتها المصلحة الروسية للمراقبة البيطرية والصحة النباتية الى ان الجزائر استوردت خلال السنة الفلاحية الجارية 2021 – 2022 ما يصل الى 363 ألف و 500 طن من القمح الروسي وهو ما يمثل 13 ضعفا مما تم استيراده من هذا البلد خلال السنة الفلاحية الماضية 2020-2021 . وكانت وكالة بلومبرغ المتخصصة في الأخبار الاقتصادية قد اشارت في وقت سابق الى ان الجزائر تعهدت في نوفمبر الماضي باستيراد ما يصل الى 200 ألف طن إضافية من القمح الروسي. عامل آخر يرجح عدم تأثر الجزائر بهذه الأزمة من حيث استيراد القمح، هو أن الجزائر باتت تعتمد سياسة تنويع الشركاء التجاريين أثناء استيراد المادة الغذائية، بعدما قلصت اسيتراد القمح من فرنسا بنسبة تفوق 50 بالمائة، وذلك بعد اصدار دفتر شروط جديد يفتح باب المنافسة أمام عدة موردين أجانب، اثر تقليص شروط النوعية والجودة التي كانت تفرضها الجزائر. وكانت أسعار القمح قد ارتفعت الى اعلى مستوى لها الخميس الماضي( اليوم الذي اندلعت فيه الحرب بين البلدين) في الأسواق الدولية على خلفية مخاوف من ان تؤدي الحرب الدائرة بين أوكرانيا و روسيا الى تعطل الامدادات و ذلك على اعتبار ان كلا البلدين يعتبران من اكبر المنتجين لهذه المادة الغذائية في العالم ، وذلك بواقع زيادة في السعر قدرها قرابة 6 بالمائة قياسا الى الأسعار التي كانت متداولة قبل اندلاع الحرب. ويرى محللون ان انعكاسات الحرب على دول من شمال افريقيا والشرق الأوسط ستكون كبيرة بالنظر الى ان بعض دول المنطقة كانت تستقبل 40 بالمائة من الصادرات الأوكرانية من القمح و الذرى لا سيما و ان جزءا كبيرا من الأراضي المنتجة للحبوب في أوكرانيا تقع شرق البلاد الذي يعتبر الأكثر عرضة للهجمات العسكرية الروسية.