تمكن المتمردون الطوارق أمس الأحد من السيطرة على مدينة تومبوكتو التاريخية، في تطور خطير ينذر بتفكك دولة مالي، التي تعيش واحدة من أخطر أيامها، ما من شأنه أن يكرس حالة اللا استقرار التي تعاني منها المنطقة الممتدة إلى جنوب البلاد. وأوردت كالة الصحافة الفرنسية (فرانس براس) عن أحد سكان مدينة تومبوكتو، قوله: "دخل المتمردون إلى تومبوكتو. في هذه اللحظة بالذات أراهم (متجهين) إلى احد مصارف المدينة"، وهي المعلومات التي أكدتها الوكالة من مصادر أخرى، الأمر الذي خسرت باماكو بموجبه كافة المناطق الشمالية والشمالية الغربية. وأفادت مصادر متطابقة أن "الثوار تفاوضوا على دخول المدينة، وتم الاتصال بميليشيا عربية موالية للسلطة كانت تمركزت في المدينة بعد فرار أغلبية الجنود النظاميين"، فيما تتحدث المعلومات المستقاة من جبهة القتال أن المتمردين لا يواجهون أية مقاومة، ولا سيما بعد الانقلاب الذي أدى بنظام الرئيس المخلوع، أمادو توماني توري في ال 22 من مارس المنصرم. وكان المتمردون الطوارق قد سيطروا على "غاو" كبرى مدن شمال مالي، قبل أن يقدموا على محاصرة مدينة "تومبوكتو" قبل دخولها. وافاد بعض السكان في اتصال هاتفي عن دوي أسلحة ثقيلة صباحا في معسكر تومبوكتو الذي فر منه الجنود وقد ترك الكثيرون منهم الزي العسكري وانسحبوا من مواقعهم في النقاط الاستراتيجية بالمدينة. وأورد موقع ما يعرف بالحركة الوطنية لتحرير الأزواد، عبر موقعه على الأنترنيت، بيانا جاء فيه: "في هذا اليوم العظيم، في هذه اللحظات التاريخية في حياة الشعب الأزوادي الأبي، التي تم فيها تحرير مدينة تنبكتو التاريخية، بعد كيدال، وغاوو، وباقي أراضي أزواد، يهنئ المكتب السياسي للحركة الوطنية لتحرير أزواد باسم كافة هيئات الحركة وهياكلها جيش التحرير الوطني الأزوادي وكافة أبناء الشعب الأزوادي بهذه الانتصارات العظيمة التي حققتها الانتفاضة الأزوادية المباركة. وأضاف البيان الموقع من طرف محمود حاج علي، رئيس المكتب السياسي للحركة المتمردة: "إذا كنا قد قمنا ببعض واجبنا في كفاحنا التحريري، فقد بدأ واجبنا في حماية وصيانة الحرية، والحفاظ على مكتسبات ثورتنا الميمونة، وبناء نهضتنا الشاملة، التي تستهدف خير الأمة، ورفع شأنها، وتحريرها من الاحتلال الذي أثقل كاهلها"، مشيرا إلى أن "المعركة لم تنته بعد، فعلينا أن نثق بأنفسنا وقدراتنا، وأن نكون يدا واحدة على قلب رجل واحد، للمضي قدما في المشوار الذي بدأناه". ويؤكد البيان أن "الشعب الأزوادي قد صمم على نيل الاستقلال عن الاحتلال المالي الغاشم، وأن يقطع العهد مع سنوات القمع والإذلال والقهر والقتل التي عاشها منذ أكثر من 50 سنة، وقد بذل الشعب الأزوادي، وسيبذل الغالي والنفيس لتكتمل فرحته، يوم يعلن عن استقلاله التام، وميلاد دولة أزواد الفتية وعلى شعوب المنطقة أن تستبشر خيرا بهذا التحول الذي سيكون قطعا عامل استقرار وازدهار في منطقة الساحل الافريقي، على عكس ما يروج له المناوئون"، فيما دعا البيان " كافة أبناء الشعب الأزوادي رجالا ونساء، أينما كانوا، أن يعودوا إلى الأرض الأم، للمساهمة في النهوض بأمتنا، وإدارة شؤون حياتنا، والدفاع عن أمننا".