أعلنت وزارة الخارجية، أمس، أن الوزير الأول المالي، السيد شيخ موديبو ديارا، حل بالجزائر في زيارة عمل تدوم يومين، تلبية لدعوة من نظيره السيد أحمد أويحيى. وأوضح بيان لوزارة الخارجية أن السيد ديارا جاء حاملا لرسالة من رئيس الجمهورية بالنيابة، السيد دياكوندا تراوري، لرئيس الدولة السيد عبد العزيز بوتفليقة. قالت وزارة الشؤون الخارجية إنه خلال هذه الزيارة التي ''تندرج في إطار المشاورات المنتظمة بين البلدين''، سيجري الوزير الأول المالي محادثات مع المسؤولين الجزائريين حول ''الوضع في مالي ومنطقة الساحل، وكذا حالة التعاون الثنائي وآفاق تفعيله وتعزيزه''. وتعد هذه الزيارة ذات أهمية قصوى بالنظر إلى تطورات الأوضاع في شمال مالي، خصوصا بعدما طفت إلى السطح نداءات من رئيس الاتحاد الإفريقي ودولة النيجر بضرورة التدخل العسكري في مالي، من خلال إخطار مجلس الأمن، كما أنها تأتي غداة دعوة اجتماع أبيجان للعسكر الانقلابيين بالانسحاب من السلطة وعدم التدخل في المرحلة الانتقالية. وينظر إلى الاجتماع بين الوزير الأول أحمد أويحيى، عراب اتفاق سنة 91 في مالي، مع نظير المالي، شيخ موديبو ديارا، بأنه يشكل بداية حقيقية لمعالجة الأزمة في شمال مالي، بالنظر لما تملكه الجزائر بفضل ثقلها السياسي والعسكري من مفاتيح لحلحلة هذه الأزمة التي ازدادت تفاقما منذ انقلاب 22 مارس الماضي. ومن شأن الموقف المعتمد من قبل الجزائر في تغليبها لمبدأ الحوار مع المتمردين في الشمال واحترام وحدة مالي وسيادته الترابية ومحاربة الإرهاب، في سياق ما يعرف ب''دول الميدان''، أن يساعد في جمع الفرقاء في مالي حول طاولة المفاوضات لإيجاد حل سياسي توافقي ينهي الأزمة ويمكّن من عودة مالي إلى الشرعية الدستورية. ويعكس عدم كشف وزارة الخارجية عن هذه الزيارة للوزير الأول المالي إلى الجزائر حتى آخر لحظة، أن الدبلوماسية الجزائرية حريصة على عدم التشويش على هذا اللقاء، خصوصا في ظل تصاعد محاولات تدويل الأزمة المالية إلى مجلس الأمن وحل الملف عسكريا، وهو ما تتحفظ بشأنه الجزائر وترى أن فرص الحوار لم تستنفد، وهو ما ينتظر أن يتوج به لقاء أويحيى مع نظيره المالي الذي سيدوم يومين. ومباشرة بعد لقائه في الجزائر، سيقوم الوزير الأول المالي بزيارة، غدا الخميس، إلى باريس من أجل مقابلة الرئيس المالي بالنيابة، دياكوندا تراوري، الموجود في رحلة علاج عقب الاعتداء الذي تعرض له في القصر الرئاسي بمالي في احتجاجات لمواطنين، وهو اللقاء الذي ينتظر منه إطلاعه على نتيجة محادثاته في الجزائر. وحسب بيان للحكومة المالية، سيلتقي الوزير الأول المالي مع وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الذي تشجع بلاده إخطار مجلس الأمن من أجل التدخل في مالي.