هناك بشارع المقراني " الليدو" بالمحمدية بالعاصمة أين تتواجد العديد من البنايات المطلة على شاطئ البحر والمهددة بالانهيار في أي لحظة، تقطنها أكثر من 50 عائلة تصارع الموت البطيء يوميا تحت تهديد شبح الانهيار الذي طال حتى الفيلات حديثة النشأة . عندما توجهنا إلى المحمدية، توقفنا تحديدا عند حي " الليدو" قصد تشخيص المعاناة الحقيقية التي تعيشها عائلات المنطقة، تغلغلنا داخل بعض المنشآت حديثة النشأة، وأول ما اصطدمنا به هو صوت أمواج البحر الهوجاء التي كانت تعصف بإحدى أعمدة بناية متآكلة واقعة ضمن مجمع سكني بحي الليدو، تقدمنا وبصعوبة كبيرة من البيوت الأخرى التي لم نتمكن من فحصها كلية بسبب قوة الأمواج الهوجاء والموقع الجغرافي لنحو 50 بناية قديمة أضحت اليوم جزءا من شواطئ البحر، ولمعرفة تفاصيل الكارثة تقربت "الجزائرالجديدة" من ممثلي السكان بالمنطقة، والذين صرحوا لنا أن الظاهرة تفاقمت بشكل أكبر إثر نفاذ مياه البحر إلى أساسات الموقع، وهو الأمر الذي أدى إلى تآكل معظم البنايات، وهو ما جعل قاطني الحي يتخوفون من وقوع كوارث كبيرة تؤدي بحياتهم خاصة بعدما تم تسجيله من حوادث انهيارات مروعة خلفت العديد من الجرحى، وشرّدت الكثير من الأفراد، ورغم إشعار البلدية بالخطر الذي يهدد سلامة السكان إلا أن المعنيين لازموا الصمت والحياد حسما أكده لنا السكان. مخلفات الكارثة تحكي نفسها مأساة كبيرة تعيشها العديد من العائلات المشردة بعد أن فقدت مأواها بالموقع إثر انهياره بالكامل منذ سنتين، حيث لازال الحادث المروع راسخا في أذهان أصحاب حي الليدو بمشاهده الأليمة بعدما تحول هيكله الإسمنتي إلى ردوم، حيث روى لنا في هذا الشأن شاهد عيان وقائع الحادثة بكل تفاصيلها المؤلمة التي حولت الموقع في لحظات قليلة إلى ردوم.ونحن نتفقد البناية من وضعها الداخلي أصابنا الذهول لحجم الخسائر المادية الفادحة التي بقيت آثارها شاهدة على مأساة أصحابها على غرار باقي البنايات المتضررة والمهجورة لشبح الرعب الذي بات يراود قاطنيها يوميا بمحاذاة أمواج البحر، وفي هذا الصدد قال شاهد عيان أن مصير هؤلاء نفسه ينتظر 15 عائلة أخرى، لتبقى قائمة الخسائر البشرية مفتوحة في ظل تفاقم وضع أساسات البنايات يوميا، ويضيف محدثنا قائلا:" إنه من واجب السلطات المعنية وحدها التكفل بالأضرار واتخاذ الإجراءات الاستعجالية لحماية المواطنين من هذا الخطر المداهم لعدة سنوات . خطر قريب جدا ...ومصير مجهول فعلا في سياق حديثنا مع العائلات المتضررة عن مستقبلها المجهول، قالت لنا إحدى العائلات أنه ورغم الظروف الخطيرة المحيطة بهم إلا أنهم لم يستفيدوا لحد الساعة من أي مشروع سكني، مشيرة إلى طريقة توزيع السكنات وخلفيات الاستفادة من السكنات المبنية -حسبما صرحه لنا المتضررون- على اعتبارات شخصية، لتكتفي العائلات المتضررة فعلا بمجرد وعود غير منتهية من قبل المعنيين الذين تفننوا في إيجاد الإجابات العديدة التي من شانها أن تسكت هؤلاء المتضررين ووعدهم في كل مرة بقروب موعد ترحيلهم، لكن الواقع لم يحدد بعد ساعة تجسيد ذلك لأسباب تبقى مجهولة. إلى متى سينتظر السكان...؟ عندما أردنا مغادرة الواقع الأليم مخلفين ورائنا العديد من علامات الاستفهام التي لم نجد لها أية إجابة وأي توضيح، تاركين إلى جانب ذلك العديد من العيون الحزينة والعقول الحائرة المستفسرة عن مصيرها الغامض، اصطدمنا بمشكل آخر، فعندما تخطينا مجمع المياه القذرة للعبور التقينا بحجم هائل من القذارة المتصلة مباشرة بمياه البحر، وهو الأمر الذي شد انتباهنا واستوقفنا مرة أخرى للاستفسار عن الوضع المتعفن أين كشف لنا مصدرنا أن القناة الجامعة لشبكات الصرف الصحي لبعض أحياء بلديات مقاطعة الدارالبيضاء لازالت تصب أطنانا من القذارة في قاع البحر رغم المبادرة التي قامت بها السلطات المحلية المتعلقة بإطلاق برنامج يتضمن محطات معالجة وتطهير المياه المستعملة للحد من ظاهرة التلوث البحري، هذا على غرار مشاريع حماية الساحل والتنوع البيولوجي مع مخطط تهيئة الشاطئ الهادف إلى الاستعمال العقلاني والدائم لموارد الشواطئ وهي المشاريع التي لم تجسد بعد على أرض الواقع حسبما أكده لنا سكان الحي .