تتجلى مظاهر البؤس الصارخ الذي تعانيه العائلات القاطنة بالمناطق النائية لولاية سيدي بلعباس منذ الوهلة الأولى وهذا بسبب الأوضاع الأمنية التي عاشتها سابقا ،أين عشش فيها الإرهاب لعدة سنوات وحولها إلى مداشر ليس إلا..تعيش أزيد من 40 عائلة قاطنة بدوار المالح الفوقاني التابع لدائرة تنيرة بولاية سيدي بلعباس في عزلة عن العالم الخارجي حتى أصبح يخيم على منطقتهم شبح الفقر ما دفع بهم إلى مناشدة والي سيدي بلعباس مطالبين إياه بتخصيص زيارة للدوار و الوقوف على الوضع المزري عن كثب. و حسب ما صرح به جمع من السكان فان الوضع يزيد ازدراء يوما بعد يوم دون أن يحرك مسئولوهم ساكنا أو ينظروا في حوائجهم ، ومراعاة السكنات التي أكل عليها الدهر و شرب حتى أضحت تشكل خطرا على حياتهم و عائلاتهم و بالرغم من إيداع ملفات لهذا الغرض إلا أنها ما زالت تراوح أدراج المسئولين منذ سنة 2004 بالنسبة للعديد منهم و حتى المشاريع السكنية الاجتماعية لم تحض بها قريتهم و تبقى العائلات تتقاسم المسكن الهش بالرغم من كثرة عدد أفرداها و ما يزيد من غبن السكان اهتراء الطرق و المسالك الرابطة بين دوارهم و مقر البلدية و التي لم تعبد حيث تستحيل عليهم التنقل بسبب الوحل كلما تهاطلت الأمطار على المنطقة. ويشتكي القاطنون بدوار المالح الفوقاني انعدام شبكة الصرف الصحي بمساكنهم و بالأحياء ما يترك الروائح الكريهة تنبعث طول اليوم و ما ينعكس سلبا على صحتهم و كذا عدم ربط سكناتهم بشبكة الغاز الطبيعي حيث يجبرون على اقتناء قارورة غاز البوتان و نقلها مما يكلفهم ضعف ثمنها و حتى الماء الصالحة للشرب تشح حتى في فصل الشتاء . و ما ينغص على القرويين عيشهم بقاء أبنائهم دون عمل فلم يتحصل احد منهم على منصب شغل في إطار برنامج إدماج الشباب كما كان الشأن لغيرهم من سكان البلدية بالإضافة إلى الانعدام التام لمرافق الترفيه التي قد تفك من عزلتهم. و ينتظر السكان الناقمون على وضعهم التفاتة من المسئول الأول عن الولاية لرفع الغبن عنهم و تفريج كربهم. سيدي بلعباس: ص.عبدو