رابح فيلالي/إعلامي جزائري مقيم في واشنطن يا أيتها النسوة الطيبات أخبرنني رجاء ..كيف وجدتن قبر أمي ..أعرف أن قلبها في ملكوت الرحمان كان يسال عني ..كيف هو مقامك هناك فوق تلك الربوة الهادئة يا أمي ..أعرف أنك امرأة من سكينة وسلام أبديين ..أدرك بروحي أنك الآن أكثر سلاما وسكينة أكثر من كل الذي مضي هل قلتن لها يا أيها النسوة الطيبات ..أن الدنيا أخذت سرها وهي تغادرها وأن المواسم جميعها توحدت في بردها وصقيعها من بعدها .. يا أيتها النسوة الطيبات هل قلتن لها بان النوم غادر أجفاني من ساعتها وان الدمع في قلبي لا ينقطع سيلانا حتى وان حاولت الإعلان للمدينة أني واحد ممن تعنيهم شؤونها هل قلتن لها أني أقيم في لمسة من حنان أصابعها ولا أزال أطبع قبل الصباح على جبينها واني أصلي لأجل راحتها في كل لحظة أتنفس فيها هل قلتن لها ..أنها لم تغادرني ..تراها المدينة قد غادرت والى غير رجعة واراها قد أقامت وبلا فراق يا أيتها النساء الطيبات أخبرنني رجاء كيف وجدتن قبر أمي في هذا الصباح هل أورقت تلك الوردة التي زرعتها عند طرفي قدمي أمي ،وتركت للسماء مهمة رعايتها سقايتها أعرف أنا وتعرف المدينة جميعها أن روح أمي كانت تقيم دوما في الأرض والنبات والزرع لذلك أهديت لها في جوارها الأبدي نبتة وزهرة يا أيتها النساء الطيبات هل قصصتم على مسامع أمي قصة المحبة التي تقيم في قلبينا ..تحب أمي أن تسمع دوما من يحدثها عني ومن يحدثني عنها ..أعدن على مسامعها رجاء إخباري وقصة حبي لها ..أنها حتما ستسعد لسماعها يا أيتها النساء الطيبات اخبرنني رجاء كيف وجدتن قبر أمي هل قلتم لها سلامي. وسلام أطفالي ..محبتي ومحبة جاراتي هنا في هذه المدينة القصية البعيدة .. أخبرنني يا أيتها النساء الطيبات وأنتن أكثر حظا مني ترون في هذا الصباح قبر أمي، ولا أرى من هذه المسافة غير طيفها الذي لا يغادر قلبي