أشاد الدكتور بلقاسم ساحلي كاتب الدولة المكلف بالجالية الجزائرية بالخارج بالدور الذي تقوم به الدولة تجاه جالياتنا بالخارج، مؤكدا في السياق ذاته على ضرورة تقديم كل المساعدات الضرورية للتكفل بهذه الفئة لتحسين ظروف إقامتها. وقال ساحلي خلال إشرافه على افتتاح أشغال الملتقى الدولي الذي ينظمه المجلس الأعلى حول " الجاليات الجزائرية في الخارج وقضايا الدينية والاجتماعية والثقافية" الذي يحتضنه فندق الشيراطون على مدار ثلاثة أيام، أن الجالية المغتربة تختلف انشغالاتها بحسب ارتباطها بمكان الإقامة والدولة المضيفة، إلا أنها وبالرغم من بعدها عن الوطن الأم تبقى هذه الشريحة مرتبطة ارتباطا وثيقا ببلدها، وعن مرجعية اختيار المهاجرين الجزائري الإقامة بفرنسا يقول ذات المتحدث عن جاليتنا الوطنية المقيمة بالخارج يجرنا حتما إلى التذكير بالموجات الأولى لمهاجرينا التي ظهرت مع بداية الحقبة الاستعمارية، وكذا البعد الجغرافي الموجود بين الجزائر وفرنسا، وأضاف إن الهجرة إلى هذا البلد قد عرف تطورا ملحوظا تمس في أساسها ثلاث أبعاد، فالبعد الأول أن فكرة الهجرة والإقامة بالخارج ، تهم رب العائلة بمفرده بحثا عن القوت ليعيل به عائلته التي بقيت بالجزائر، حينئذ كنا نتكلم عن الهجرة العمالية،تحمل في طياتها فكرة العودة إلى أرض الوطن، أما البعد الثاني فهو مبني على الحاجة إلى الاستقرار فبدأت الهجرة تأخذ طابعا عائليا مستبعدا بذلك فكرة العودة إلى الوطن الأم، مما وضع السلطات العمومية أمام رهانات وتحديات جديدة منها ازدواجية الجنسية، بينما البعد الثالث حسبه فيتعلق بتنوع تركيبة جاليتنا، فبعدما كانت عمالية في الأساس، إلا أنها اتخذت منعرجا أخر حيث أصبحت تضم ألاف الكفاءات الوطنية، مما دفع كمال قال بالسلطات العمومية إلى وضع آليات أكثر نجاعة وانسجاما مع الوضع الجديد للتكفل بالجالية . وأضاف أن الجالية المقيمة بالقارة الأوروبية بدأت تسترجع أنفاسها تدريجيا والعودة إلى مكانتها الطبيعية داخل البلد المضيف، بما يتماشى مع حجمها وأقدميتها، كما أشاد ساحلي في السياق حديثه عمل الحركات الجمعوية لأبناء جاليتنا بالمهجر والتي تعمل على تنظيم نفسها والتكفل بانشغالات الجالية بشكل يسمح لها بالدفاع بصفة أحسن عن مصالحها وكذا حشد المواهب والطاقات التي من شأنها المساهمة في مسيرة التنمية الوطنية الشاملة. إن العائلات الجزائرية بالخارج يقول ساحلي تصر على أن يحافظ أبناؤها على ارتباطهم ببلدهم الأصلي عن طريق تعليم اللغة العربية والأمازيغية والإطلاع على العادات وتقاليد مجتمعهم ومعرفة تاريخهم، وعليه يضيف ذات المسؤول فقد تم إمضاء اتفاق مع فرنا سنة 1981 لتعليم اللغة والثقافة الأصلية، كما تقوم هيئته بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية على تحسين موقع المخصص لتعليم اللغة العربية والأمازيغية والتربية الدينية والمدنية والتاريخ والجغرافيا، داعيا في الوقت إلى ضرورة إشراك الكفاءات الجزائرية بالخارج في الحركية التنموية الوطنية من خلال البرامج المسطرة لذلك. كما تنوي الجزائر استنادا إلى ذات المتحدث الى وضع مجموعة عمل بالتنسيق مع الجهات الرسمية المعينة حتى تتمكن أعضاء الجالية من الاستفادة من التكوين المهني ضمن مؤسسات التكوين الوطنية، وكذلك إمكانية الحصول على مسكن عبر صيغ الملائمة، كما عملنا على اقتراح سياسة ناجعة خاصة بتأمين نقل الجثامين إلى أرض الوطن عبر اكتتاب عن طريق الانترنت ومباشرة لدى وكالات التأمينية المعتمدة بالجزائر. من جانبه ركز الشيخ بوعمران رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في كلمته على أهمية فتح الحوار مع الأخر، و حوار الديانات الذي يسعى المجلس و العديد من الهيئات الرسمية إلى تحقيقه، مشيرا أيضا في كلمته إلى أن هذا الملتقى سيعمل على فتح الفرص أمام المهتمين بكشف و بعمق عن انشغالات الجالية بالخارج، دون الاهتمام بقضاياها السياسية التي تبقى لها مؤسساتها و مسؤوليها. نسرين أحمد زواوي