افتتحت أول أمس فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي في طبعتها الخامسة بقصر مصطفى باشا مقر المتحف الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط بالجزائر العاصمة، والمقرر أن يمتد من 28 ماي إلى غاية 4 جوان ،وقد تم افتتاح المعرض الرسمي الذي يضم أعمال أكثر من 90 خطاطا جزائريا وأجنبيا ،وقد تم الافتتاح بحضور الامينة العامة لوزارة الثقافة وسفيري إيران والصين والعديد من الخطاطين والفنانين . ويضم المعرض العديد من الأعمال الفنية التي تم انجازها بمختلف أنواع الخط وأساليب الكتابة في الخط الكلاسيكي أو المعاصر ، الخط الكوفي والثلث الخط والنسخي والمغربي والرقعة أبدعت فيه أنامل الخطاطين جزائريين وأجانب قدموا من 20 دولة من بينها، تركيا وسوريا والصين وتونس والمغرب واليمن والولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران، السعودية ،أوزبكستان ،العراق ،الكويت ، باكستان . وتجسد الأعمال الفنية المعروضة بمختلف مضامينها مدارس الخط العربي وخصائصها من المدرسة التركية والمدرسة الإيرانية والتجربة الجزائرية وغيرها والتي تتخذ في مجملها من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية متنا لها إلى جانب الإبداعات الشعرية الصوفية. واعتبر الفنان التشكيلي علي مشطة لدى افتتاح المعرض "أن ميزة مهرجان هذا العام تكمن في ازدياد عدد المشاركين مقارنة بالسنوات الفارطة فضلا عن وجود اهتمام بهذا النوع من الفن" منوها "بالتحسن الملحوظ لدى الخطاطين الجزائريين والدليل على ذلك الجوائز التي تحصد في المهرجانات الدولية". وقد لاحظ من جهته الفنان والمتخصص في التراث الدكتور محمد بن مدور أنه لا بد من الإبداع في مجال الخط وأن ما عرض يبقى حسبه مجرد محاكاة للقرون السابقة في مجال الخط ،فلا بد من الإبداع في الإبداع ، ورأى بأن تأسيس مدرسة خاصة بالخط ضرورة ملحة خاصة وأن الفنانين العصاميين من كل ربوع الوطن ومن المدية تحديدا يطالبون بإنشائها في المتحف الوطني للخط والزخرفة والمنمنمات وفي كل المتاحف الجهوية مثلما أكد ذلك بن مدور . وقد شاركت لبديري خديجة بلوحة في الخط الكوفي " سورة القدر" ، ومحمود فارس العمري من العراق بلوحة " محمد رسول الله والذين معه.. " ومن الصين شارك " مي قوانقجيانق " بلوحة البسملة ، ومن إيران شارك " أريمناش أحمد بلوحة " إسم الجلالة " ، ومن الولاياتالمتحدةالامريكية شارك الشاب اليافع " إفرت باربي " بلوحة في الخط الديواني . وسيتنافس الخطاطون المشاركون في مسابقة دولية مفتوحة ستعلن عن نتائجها لجنة التحكيم تتألف من خبراء دوليين في الخط العربي فيما ستمنح جوائز في اختتام التظاهرة تضم جائزة للخط الكلاسيكي وأخرى للخط المعاصر. ويرى الخطاط السوري سامي نده الذي يشارك بلوحتين فنييتين تحويان آيات قرآنية كتبت بنوع " الثلث الجلي" بتركيب حر أن الخط العربي يحظى الآن ب"أهمية بالغة" مقارنة بما كان عليه في السابق. ويعتبر الخطاط الذي تعلم أحكام الخط العربي من المدرسة التركية "أن استخدامه للخط العربي جاء تأكيدا على تشبثه بالتراث وبرموز الفن الإسلامي الذي يتجلى في الخط برونقة حروفه". من جانبه تأسف الخطاط الجزائري زوهير بن شعبان الذي يشارك بلوحتين تحويان أحاديث نبوية في خط الركعة التي تعلمها من المدرسة التركية من كون الجزائر "تفتقد" إلى مدارس في الخط العربي وهو ما جعله عصاميا مضيفا انه بالرغم من ذلك "استطاع الخطاطون الجزائريون إثبات أنفسهم من خلال المشاركات في المهرجانات والورشات الوطنية". وسينظم في إطار المهرجان محاضرات علمية حول الخط العربي بمشاركة مختصين في مجال الخط من إيران وتركيا. وبالموازاة مع المعرض الفني تم تخصيص ورشات مفتوحة بين الخطاطين قصد خلق فضاء يمكن الفنانين من التواصل عبره بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين مختلف الخطاطين. للعلم تشارك بنغلاداش للمرة الأولى في المهرجان كما تشارك من الجزائرأم البواقي لأول مرة . وسترصد لهذه المسابقة ثلاث جوائز نقدا للخط العربي المعاصر وثلاث جوائز للفن العربي الكلاسيكي، وتخص ميدان الخط ذات الطابع العربي والإسلامي، إذ تقدم الأعمال على الورق الرق أو ما شابه ذلك بشرط أن تستجيب لخصائص فن الخط . وقد سمح لكل فنان بالمشاركة بلوحتين على أن يكتب خلف كل لوحة اسم الفنان اسم الدولة و عنوان اللوحة توقع الأعمال المشاركة باسم الفنان أو اسمه الفني. كما يشترط في الأعمال المشاركة أن لا يكون بها مساس بحقوق الآخرين أو تكون محل نزاع أو غش. إلا انه لوزارة الثقافة الحق في حرمان المشارك من المسابقة في حالة كان احد أعضاء لجنة التحكيم وكل المنظمين والمساهمين في تحضير المهرجان ، ولوزارة الثقافة الجزائرية الحق في إقصاء الأعمال الفنية المخالفة للأخلاقيات والقيم المتعارف عليها عالميا. و عن لجنة التقييم فحسب الوزارة المعنية فتتكون لجنة التحكيم من (05) أعضاء مختصين في الفن يتم تعيينهم من طرف وزارة الثقافة الجزائرية حيث يكون رئيس اللجنة ونائبه من الجزائر والأعضاء الثلاثة من البلدان التي تتعامل مع فن الخط ولهم مهمة تعيين الفائزين بالجوائز. وتباشر لجنة التقييم عملها في سرية تامة وفقا لشروط المهرجان وتطبيقا للقانون العام والتي يجب إن تأخذ العملية الإبداعية إلي جانب التقنية وأساليب التلوين كأساس للتحكيم ولا يسمح لأي جهة التدخل في مهامها. للإشارة فقد رصدت قيمة مالية للجوائز الخاصة بالمهرجان علي الشكل التالي:بالنسبة الخط المعاصر الجائزة الأولى 6.000 دولار والجائزة الثانية 4.000 دولاروالجائزة الثالثة 2.000 دولار. و بالنسبة للخط الكلاسيكي الجائزة الأولى 6.000 دولارو «الجائزة الثانية 4.000 دولار والجائزة الثالثة 2.000 دولار، و تسلم الجوائز للفائزين من الجزائر بالدينار الجزائري. أما جائزة لجنة التحكيم فتمنح لجنة التحكيم جائزتين تشجيعيتين للمشاركين الجزائريين قيمتها 50.000،00 دج لكل واحد في فن الخط العربي والتي تشيد بأنهما أعمال فنية رائعة متميزة. الجدير بالذكر انه يتم إشعار الفائزين يوم 04 جوان 2013 و الأعمال الفائزة بالجوائز لا تعاد إلي أصحابها وهذا بغرض إدخالها إلي المتحف لإنشاء جناح خاص. عدة خليل