" فخر الجزائر" هو عنوان لمؤلف جديد، الصادر مؤخرا عن دار دليمان للنشر والتوزيع، للكاتبة سميرة بن دريس أولبصير، و هو عبارة عن مجموعة من المقالات حاولت الكاتبة رصدها في هذا المؤلف. جمعت سميرة أولبصير في كتابها الجديد و الذي يقع في 101 صفحة من الحجم المتوسط، مجموعة من المقالات المتنوعة المواضيع، و نصوص أدبية و شعرية منها ما كتبته بقلمها والبعض الآخر من إمضاء 15 مؤلف، من مختلف دول العالم. تناولوا فيها العديد من المواضيع التي تخص الجزائر قبل وبعد الثورة، ومن جملة الأشياء التي تم معالجتها في هذا المؤلف نجد موضوع تمحور حول" من الثقافة عامة والموسيقى بصفة خاصة" بقلم لمين بشيشي الذي تحدث فيه عن قطار الثقافة الذي انطلق سنة 1964 متجها نحو ولايات الوطن من جهاته الأربع الذي أعطى إشارة انطلاقه الفنان محمد بوديا، حمل في رحمه كبار رجال ونساء عالم الفن الجزائري من ممثلين، ومخرجين وموسيقيين والبالي المنار الذي كان يقوده الفنان الكوريغرافي إبراهيم بهلول، في حين كتبت سميرة بن دريس حول" حلمي اسمه الجزائر" تقول فيه" الجزائر هذا البلد الرائع الذي يسكن القارة الإفريقية، إنها جنة فوق الأرض، وطن تنوعت فيه التضاريس من الجبال والوديان والسهول والهضاب والصحراء، جغرافيا جمعت بين الشمس والثلج، والأمطار وحرارة الشمس الوهاجة، وطن متنوع فسيفساء الكون العذري، أرض السلام والأمن والعدالة، أرض غنية بمعادنها بجمالها، بسحرها، في بلدي لا أحد يسألني بأي لغة أتحدث، أنا حرة في بلد عشق حب الحياة حد الثمالة.."، وبخصوص مساهمة المرأة الجزائرية في مواجهة العد الفرنسي كتبت زهور لمقامي، زهية تامي في مقال " نساء مجهولات خلال حرب التحرير" أكدت فيه دور المرأة الجزائرية في الدفاع عن الوطن، مشيرة إلى انه وبعد مرور خمسين سنة عن استرجاع السيادة الوطنية نجد الجيل الحالي يجهلهن، تلك النسوة اللائي قدمن أرواحهن قربانا للوطن من أجل الحرية وحفظ الكرامة للشعب الجزائري، وأضافت تقول أن أغلبهن فقدن أعضاء من أسرتهن، وأحرقت منازلهن، واغتصبن بوحشية، هكذا هن حرائر الجزائر. بينما تطرقت ليلى صبار إلى موضوع أخر رأت فيه سعادة الجزائر يمل عنوان " الجزائر سعيدة" و ذكرت فيه"أعيش بين جدران وطني حرة مستقلة، الجزائر مولدي مربع الصبا، عزتي، كرامتي، أمشي مفتخرة بانتمائي لبلد اسمه الجزائر..."، كما حضر نص نصر الدين ڤنيفي المخرج، الذي حمل نظرة قاسية لما تحقق من استقلال 50 سنة، مثملا حضرت فاطمة كروش المولودة في مونبوليي، لكنها مرتبطة بأرض الجزائر دوما، لأنها الأصل والمنبع والهوية، وهناك نص آخر لمحمد مقامي من مناضلي المالغ، الذي قرأ بعض من مستقبل أجيال الجزائر. وحضرت زوجته السيدة مقامي بمقال عن المجاهدات المجهولات بتلمسان. الكتاب يحمل أيضا عنوانا فرعيا هو «كلمات القلب.. كلمات العقل»، يبرزه مضمون الكتاب، فهناك نصوص تفيض إحساسا وحبا للجزائر، من خلال حنين أو أمل أو ذكريات، وهناك نصوص يظهر فيها صوت العقل والمنطق من خلال سرد الواقع والتحديات التي تواجه هذا البلد الكبير وعلى أبنائه من الأجيال الصاعدة، وكذا استعراض بعض الانحرافات وبعض الكبوات التي واجهتها بلادنا. هذا و قد أكدت سميرة بن دريس أن النصوص الموجودة في الكتاب، كتبت خصيصا لهذا الكتاب بتشجيع وإلحاح من السيدة سميرة، ومن هؤلاء من يعيش داخل الوطن، ومنهم من يعيش خارجه خاصة بفرنسا، و أن فكرته بسيطة لكنها تتناول موضوعا حساسا متعلقا بعلاقة كل واحد منا بالجزائر، كلٌّ يتحدث عن آماله فيها وعن استيائه من بعض الظواهر والنقائص التي لا تتلاءم وقامة هذا الوطن، كلٌّ كَتب بحرية وطلاقة وإحساس، مما أعطى مصداقية وجمالية للنصوص. نسرين أحمد زواوي