جدّد قاطنوا بلدية براقي نداءاتهم إلى السلطات المحلية بذات البلدية، القاضية بضرورة رد الاعتبار لمحطة نقل المسافرين المتواجدة عند مدخل البلدية، والتي تشهد حالة كارثية من كل النواحي وذلك منذ عدة سنوات خلت، مضيفين أن هذه الوضعية تزداد سوءا يوما بعد يوم، فمن يراها للوهلة الأولى تبدو له وكأنها منطقة نائية، تفتقر لأدنى متطلبات المحطات المتحضرة وتغرق في حالة من الفوضى اللامتناهية. وفي هذا السياق عبّر العديد من مستعملي المحطة سواء المسافرين أو أصحاب الحافلات عن استيائهم الشديد إزاء تدهور الحالة العامة للأرضية والأرصفة، حيث باتت هذه الأخيرة تغزوها الحفر من كل ناحية، وما زاد الطين بلة هو أن المحطة تغرق في كم هائل من الأوساخ، حيث تحوّلت بعض الأماكن منها إلى شبه مفارغ عمومية، وفضاءات لقضاء الحاجة في الهواء الطلق، وما يوحي بشكل قاطع أنها لا تخضع للمراقبة والتنظيم ولا تنظف أبدا نظرا لعدم التزام بعض المواطنين بإلقاء الأوساخ في الأماكن المخصصة لها، والأدهى من ذلك تحول بعض المسالك إلى برك للمياه القذرة المتسربة من إحدى قنوات الصرف الصحي المتصدعة، فمن يقصدها خلال هذه الأيام ينفر منها مسرعا، هروبا من برك المياه القذرة التي اجتاحت السكان وعرقلت حركة المسافرين بين أرجاء المحطة والحافلات التي لم تجد مكانا للتوقف فيه بعيدا عنها، وللعلم فإن المحطة تشهد هذه الحالة المأساوية منذ أزيد من أسبوع دون أن تحرك الجهات المعنية ساكنا لحل المشكلة المخزية التي باتت تدق ناقوس الخطر وتهدد بوقوع كارثة صحية وبيئية، هذا دون الحديث عن الغياب التام لمختلف المرافق الأساسية التي ينبغي أن تحتوي عليها أي محطة حضرية على غرار الواقيات التي تحميهم من الأمطار الغزيرة وأشعة الشمس الحارقة، الأمر الذي ضاعف من حجم معاناتهم، كما يشتكي قاصدوها من حالة التعسف والاضطهاد الممارس ضدهم من قبل أصحاب الحافلات الناشطة على مستوى خط 2 ماي وبراقي، فرغم وجود عدد هائل منها، غير أن هؤلاء يعمدون على فرض منطق الربح السريع من خلال إبقاء الحافلة على مستوى الموقف لمدة 15 دقيقة قبل الإقلاع، حتى تمتلئ عن آخرها بالركاب، مما يخلق حالة من الفوضى والازدحام الخانق على مستوى الموقف، حيث تتراكم أعداد هائلة من المسافرين في انتظار الحافلة الموالية، الأمر الذي يضطرهم للتدافع حتى يتمكنوا من الصعود والظفر بمقعد شاغر، مما يتسبب وفي غالب الأحيان في نشوب العديد من الشجارات باستعمال العنف الجسدي أو اللفظي بين المتزاحمين، وذلك كله حسب المواطنين يعود إلى غياب الرقابة الصارمة على قطاع حساس ومهم كقطاع النقل، مما ساهم في تعقيد الأمور أكثر فأكثر. وعلى وقع هذا الكم الهائل من المشاكل التي تغرق فيها محطة نقل المسافرين ببراقي، يناشد المواطنون الجهات المعنية الإسراع في إعادة تهيئتها بشكل يسمح لها باستعادة الوجه اللائق بها مع بذل المزيد من الجهد في مجال النظافة، ناهيك عن القيام بحملات تحسيسية في أوساط المواطنين من أجل دفعهم إلى المساهمة في نظافة المحيط والحفاظ على الوجه الناصع للمدينة.