تشكو العديد من المستشفيات بالوطن من الكثير من النقائص ، سواء في ظروف العمل من نظافة وقلة عدد الأسرة و عدم قدرتها على استقبال عدد كبير من المرضى ونقص في الأدوية والأجهزة ، ويزيد هذا النقص كلما ابتعدنا عن المدن الكبرى ، وسعيا لتغيير هذه الظروف المأساوية التي آلت إليها أغلبية المصحات الجزائرية، رفع مرصد حقوق الإنسان لتيزي وزو عارضة ، دعا فيها كافة المواطنين للتضامن من أجل المطالبة بتحسين الظروف العلاجية والرعاية الصحية للمرضى، وذلك حفاظا على الكرامة الإنسانية التي اعتبرها "من أهم أولويات أي مجتمع متحضر". محمد بن حاحة مرصد حقوق الإنسان ذكر في ذات العارضة، و التي تلقت "الجزائر الجديدة" نسخة منها، جملة من المواد الواردة في الدستور، والتي تضمن حق المواطن في الرعاية الصحية، على غرار المادة 54 التي تنص على أن " الرعاية الصحية حق للمواطنين، تتكفل الدولة بالوقاية من الأمراض الوبائية والمعدية وبمكافحتها"، ومواد تابعة لمعاهدات دولية كالعهد الدولي الخاص بالحقوق الاجتماعية، الاقتصادية والثقافية. وحسب العارضة فإن حق آلاف من الجزائريين ينتهك يوميا ، فهم يصارعون المرض بمفردهم بسبب نقص الأماكن بالمستشفيات ، و بعد مسافة المؤسسات الصحية العمومية بل حتى ندرة الأطباء المتخصصين، وتطرق المرصد في عارضته للمعاناة التي يتكبدها مرضى السرطان، " هناك تقصير أو شبه انعدام تقديم رعاية صحية للمرضى المصابين بالسرطان". وأضاف مرصد الحقوق أنه في الوقت الذي تعرف فيه بعض أنواع السرطان في العالم تراجعا بفضل التشخيص المبكر، فإن المرضى بالجزائر يصطدمون بواقع غياب مراكز الإستشعاع و ندرة مواد العلاج الكيماوي . و أكد مرصد تيزي وزو على ضرورة تغيير مصالح الاستعجالات الطبية نحو الأحسن، إذ يفيد أن " الاستعجالات شبه منعدمة عندنا " حيث أن ضحايا حوادث المرور أو العمل تصل بعد فوات الأوان إلى المستشفى، ونادر جدا وصولها في الوقت المناسب ، بالإضافة إلى نقص سيارات الإسعاف، و وجوب زيادة عددها تسهيلا لنقل المرضى ، وتحسينا لظروف نقل المرضى والمصابين جرّاء الحوادث الخطيرة ، إذ يتم نقلهم حتى الآن في السيارات من طرف المواطنين . و لم يغفل المرصد في عارضته معاناة كبار السن العجزة ، والذين يعانون الأمرين جراء مرضهم منبهين إلى ضرورة تدريب الأطباء على طب الشيخوخة وضرورة إنشاء خدمات طبية متخصصة في معالجة أمراض كبار السن، بالإضافة إلى تعيين موظفين طبيين وشبه طبيين ، ليتنقلوا إلى البيوت، ليتمكنوا من علاج المرضى المسنين والعاجزين عن التنقل إلى المستشفى، فالواقع في الكثير من العائلات الجزائرية أن ذوي المرضى المسنين و المصابين بأمراض مزمنة ، يضطرون لتقديم بعض الإسعافات للمريض كالحقن إلى غير ذلك ، مشيرة و في الأخير إلى ضرورة استجابة السلطات المعنية لمطالبهم ، و في أقرب أجل ممكن، كونها أولوية أساسية، فلا يعقل أن يكون وضع صحة الإنسان على هذه الحال خاصة في مجتمع تحكمه قيم التعاون والتضامن .