يستمر منذ أسبوع، إضراب عمال حافلات النقل العمومي والذي طالبوا من خلاله بتحسين ظروفهم المادية، غير أن حركة المواطن صارت مشلولة حيث يمنعه انعدام الحافلات من التنقل وقضاء مختلف الحاجات ، بل قد يؤثر حتى على عمله بسبب التأخر المتكرر ، خاصة وان هذا الإضراب غير محدود المدة وسيبقى قائما ما لم يستجاب للمطالب. وما فاجئ المواطن هذه الأيام وخاصة من لم يصلهم خبر بشان الإضراب القائم، هو حافلات النقل الخاص التي حلت محل الحافلات العمومية وصارت تتخذ نفس مسارها وتقف بنفس محطاتها، أمر مثير للدهشة، خاصة إذا علمنا أن معظم المواطنين لا يحبذون ركوب الحافلات الخاصة والتي يعمل بها غالبا شباب منحرف عبوس قلق كثير الشجار ثم إن تلك الحافلات مهترئة في أغلبيتها وملوثة للهواء، فهم يفضلون الحافلات العمومية التي هي أنظف وأسرع وعمالها أكثر احتراما للركاب. "الجزائر الجديدة" تنقلت إلى "ساحة الشهداء"، إحدى محطات الحافلات العمومية الرئيسية بقلب العاصمة واستفسرت أحد القابضين بالحافلات الخاصة عن ظروف عملهم مكان الحافلات العمومية وكيف كان رد فعل المواطنين حيال هذا التغير المفاجئ. بمحطة ساحة الشهداء، تغير مشهد الحافلات الزرقاء الطويلة لتجد مكانها الحالات البيضاء الصغيرة وقابضون شباب بهيئة بسيطة عوض ما تعودعليه البعض من لبس قابضي حافلات ال "إيتوزا" لبدلة كلاسيكية و قبعة تحمل رمز المؤسسة. تقدمت يوميتنا إلى أحد القابضين والذي كان ينادي بصوت عال اسم الوجهة التي ستقصدها الحافلة، والمواطنون بين مضطر للركوب فيها كونها الحل الوحيد المتبقي له وبين ممتنع عن الركوب كون الحافلة مكتظة بالركاب، سألنا القابض عن سبب تواجدهم مكان الحافلات العمومية فأجاب قائلا "عمال النقل العمومي في إضراب مفتوح منذ الأسبوع الماضي ولأجل غير مسمى وإن لم يعمل أحد مكانهم فسيكون المواطن هو المتضرر الوحيد إذ سيكون منعزلا تماما ولن يتمكن من التنقل". وفي سؤال حول ظروف العمل في هذه الأيام هل تغيرت خاصة وأن الناقلون الخواص قد اضطروا إلى العمل في غير مسارهم وفي اوقات مختلفة ومع زبائن مختلفون إلى حد ما، فأجاب " لا يختلف العمل ما بين النقل العمومي والخاص سوى في بعض التفاصيل الطفيفة كالإنضباط الذي يكون أكثر في النقل العمومي ثم إن الركاب المتعودون على النققل العمومي المتسع لا يمكنهم احتمال الركوب بحافلات صغيرة كهذه في حين أننا تعودنا على ملأ حافلتنا خاصة في الساعات المتأخرة حيث يقل عدد الحافلات ويكثر بالمقابل عدد الركاب". وبخصوص إن كان سعر التذاكر قد تغير في هذه الفترة فرد قائلا "لا لم يتغير سعر التذاكر ولا الوجهة فنحن نوصل الركاب إلى كافة الوجهات التي كان يذهب إليها بواسطة النقل العمومي وبنفس الثمن أي بين 20 دج و30 دينارا للمسافات البعيدة ". وأضاف قابض الحافلة الخاصة أن " حافلتنا تحترم محطات النقل العمومي و هي توصل الموان حيث أراد الذهاب و نحترم القانون ولم نتلقى خلال عملنا مكان الحافلات العمومية أي مضايقات ولم يعترض رجال الأمن على هذا خاصة وأنه يعفي المواطن من عراقيل عديدة وينفس عليه في أصعب الظروف". ومادام الإضراب متواصلا تبقى الحافلات الخاصة الحل الوحيد أمام المواطنين للنجاة من أزمة المواصلات هذه.