دعت الإعلامية صورية بوعمامة أصحاب مهنة المتاعب الذين عايشوا معها جحيم العشرية السوداء التي عشتها الجزائر، إلى الكتابة و التأريخ لهذه المرحلة و تقديمها للجمهور الذي هو بحاجة إلى معرفة ما كان يحصل داخل مبني التلفزيون و بأروقته و قاعات التحرير فيه. و أضافت المتحدثة خلال استضافتها أول أمس بمنتدى "الكلمة" الذي تنظمه جمعية الكلمة للثقافة و الإعلام بمقرها الكائن ببني مسوس لتقديم إصدارها الأول الذي يحمل عنوان "أوراق لم تكن للنشر"الصادر عن منشورات و كالة النشر والإشهار، أن مرحلة التسعينات و رغم صعوبة العمل فيها إلا أنها كانت أهم مرحلة التي حقق فيها الإعلام الجزائري الكثير من المهنية ، و أن كل من كان يشتغل في تلك الفترة في التلفزيون الجزائري و أصر على عمله ما هو إلا دليل على مواطنته و حبه لهذا الوطن الذي ضح من أجله مليون و نصف مليون شهيد، و أنهم حاولوا المحافظة على صورة الجزائرالتي لا يمكن أن تركع أمام آلة القتل والدمار. مشيرة إلى ان كتابها و الذي جاء متأخرا بسبب ظروف العمل حاولت من خلاله التوثيق و التأريخ لهذه المرحلة التي لم تكن سهلة لها و لكافة زملاءها الذين كانوا يعيشون وينتظرون الموت في كل لحظة لاسيما و أمام رسائل التهديد التي كانت تصلهم دائما، و أن وطنيتهم هي التي كانت سبب في مقاومة جحيم تلك المرحلة. و بخصوص كتابها تقول المتحدثة أنه جاء بأسلوب و لغة بسيطة يفهما كل قارئ، وقالت في هذا السياق " لا أدعي امتلاك ناصيةاللغة لكن كتابي " أوراق لم تكن للنشر " جاء بسيطا يروي سيرةصحفية ويقدم شهادتها حول الأوضاع الأمنية التي عانى منهاالصحفي الجزائري في التسعينات ، و أنه مرافعة وشهادة لأجلأولئك الذين اغتيلوا بسبب التطرف والعنف ، لينيروا دربن ". و بخصوص الأسباب التي دفعتها لكتابتها لهذا المؤلف تقول أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها تونس، و التي ذكرتها بمآسي العشرية السوداء كانت حفزا لها للكتابة و البوح بكل ما لديها. و في سياق أخر و بخصوص إيقاف بث حصتها "منتدى التلفزيون" الذي كانت تستقبل فيه وزراء وشخصيات مسؤولة في الجزائر تقول المتحدثة " توقفت حصتي عندما تولّى إدارة التلفزيون الجزائريمديرون لا علاقة لهم بالإعلام، و هذا ما تسبب أيضا في تدهور التلفزيون الجزائري". من جانب أخر أعابت الإعلامية صورية بوعمامة عن قانون السمعي البصري الجديد، و علقت بخصوص ذلك أن من وضعه هم مجموعة من البيروقراطيين لا علاقة لهم بالإعلام و لا بالصحافة، لان اهتماماته تقتصر فقط على قنوات البث دون الاهتمام بالمادة الإعلامية، و هذا حسبها ما سيفتح المجال للاستثمار في الإعلام. أما فيما يتعلق بمشاريعها المستقبلية تقول صورية أنها ستعمل على كتابة الجزء الثاني لمؤلفها، و ستركز فيه من فترة 2000 إلى 2013، حيث تتعرض لأهم الأحداث و التغيرات التي شهدها مبنى التلفزيون و الجزائر عموما.