صدر عن دار النشر والأوطان مولود أدبي جديد بعنوان " قلّة أدب " لصاحبه سعيد بن زرقة، ضمنه أزيد من 120 مقالا عالج فيه المؤلف مواضيع اجتماعية والسياسية في قالب فكاهي ساخر. هذا الكتيب هو عبارة عن مقالات سبق وأن نشرها سعيد بن زرقة عبر صفحات يوميات إخبارية وطنية تمت كتابتها خلال فترات زمنية متباعدة ومتقاربة، ويتمثل هذا الشمل في سرديات بهوية حربائية وبنكهة تبدو ساخرة، القصد منها كما اعتقاد سعيد رسم البسمة والفرح وزرع روح الدعابة على نفسية القارئ، الهدف منها تنويه بما يجري على الساحة المحلية والدولية بشكل ساخر. تطرق سعيد في عمله هذا بالشرح المفصل لمصطلح السخرية الذي قال بخصوصها أنها ليست حقدا بل تصور الأبعاد الخفية في كل ما تكتب، هو أن ترى رؤية تكعيبية بيكاسو، هي مرآة مقعرة هي تكبير الفاصل بين الشعور واللاشعور، أن تقوم بفعل السخرية بحسب الكاتب لا يعني في كل الأحوال أنك تهدم بل يحاول صاحب المقال استعراض ما يجري على أرض الواقع من حراك اجتماعي وسياسي على الصعيدين المحلي والخارجي عن طريق استعمال ألفاظ تهكمية في خط نص المقالة. وسيلة للبناء، فتستعمل الريشة بدل الفأس، والكلمات الموحية الدالة بدلا من لغة الصدام والتشفي، فالسخرية هي تجربة ذاتية التي تعد كما قال ذات الكاتب بمثابة الحاسة السادسة. ومن رواد السخرية في العالم حسب ما ورد في هذا الكتاب الذي هو من قطع المتوسط نجد ابن المقفع، توفيق الحكيم، أبو العيد دودو محمود السعداني، شريف الراس، رضا حوحو، وكل واحد من هؤلاء تطرق لموضوع السخرية بطريقته الخاصة.