المسرح من أجمل الفنون التي يمكن أن يحبها الناس، غير أنه لم يحظى بالاهتمام في ال 20 سنة الاخيرة، ورغم التحسن الذي شهده مؤخرا واعتماده على جذب الجمهور، يبقى يعاني من مشاكل عديدة. هذا المسرح، لم يتعود عليه أحد، فالأعمال التي كان المعلمون يقرّرونها ضمن فترة النشاطات في مختلف المستويات لم تكن بالقدر الكافي، كما لم تكن بالعدد الكافي، دون التغاضي على أنها كانت تؤجل في بعض الأحيان بل وتلغى في أغلبها، وكلما مر الوقت قلت النشاطات في المدارس. وإن كانت المدرسة قد غيبت دور المسرح وتجاهلته في مختلف الأطوار الدراسية، كان للأسرة دور أيضا في دعم هذا التجاهل لهذه الثقافة، فهي الأخرى لم ترسخ ثقافة المسرح في أبنائها، فلم تأخذ بيدهم إلى قاعات المسارح لمشاهدة العروض، وبالتالي لم يكن الأطفال يعرفون هذا الفن ولم يشاهد أغلبهم خشبته عن قرب. وقد يكون السبب في عدم توجيه الأسرة لأبنائها نحو المسرح وتعويدهم عليه هو نقص النشاطات آنذاك، كما قد يكون عدم اكتراثها به في الأصل، فالاهتمام بشيء معين ينبع من الاهتمام والحب بالدرجة الأولى، فإن لم تتوفر هذه الشروط لا يمكننا المواظبة على أي ممارسة. من جهة أخرى فإن مسرحنا أصبح مرتبطا بالمناسباتية ولا نسمع به إلا عند اقتراب مناسبة معينة، وفي أحيان كثيرة ورغم تحديد موضوع المناسبة يخرج الكثير من المسرحيين عنه، ففي مهرجان المسرح المحترف لسنة 2013 والذي كان يحمل عنوان "خمسينية الاستقلال"، تقدم أي مسرحية ما حدث بعد ثورة التحرير وإن كانت "ذكرى من الألزاس" من أجمل العروض..يبقى خروجا عن الموضوع. عكس سوريا التي أبدعت في عرضها عندما تحدثت عن الأوضاع الحالية لبلدها. يرتبط هذا المسرح بمناسبة معينة فنرى تهافت الناس عليه لرؤية العروض وتمتلىء الصالات والقاعات غير أنها تقترب من "الخالية" في الأيام الأخرى الأمر الذي جعل العروض تتراجع، ناهيك عن نقص النصوص والاعتماد على الاقتباس. المسرح ليس مجرد عرض لا هدف له، وإنما لابد وأن يرتبط بالحدث حتى يكون مواكبا للأحداث والظروف، لكنه في النهاية يبقى ثقافة لم نكبر عليها.زينب بن سعيد