ظهر للمشاهدين ومتابعي المنتخب الوطني لكرة القدم أمس، في مباراته الثانية أمام نظيره الغاني في الجولة الثانية من منافسات، كأس أمم إفريقيا، كيف كان بعض لاعبي "الخضر" يعانون بدنيا منذ بداية اللقاء، وبدا على بعضهم عدم الجاهزية في الدخول في التشكيل الأساسي الذي إختاره الناخب الوطني، الفرنسي كريستيان غوركوف. وكان الجناح الهجومي، سفيان فيغولي أبرز اللاعبين إلى جانب زميله، ياسين براهيمي، الثنائي الذي كان يعول عليه الجمهور الجزائري العاشق للمستديرة للذهاب بعيدا في هذه المنافسة، حتى وإن كانت الفرصة لا تزال في يد رفقاء القائد بوقرة في المباراة الأخيرة عن المجموعة الثالثة، لكن بمثل المستوى الذي ظهر به أمس منتخبنا الوطني لا يمكن الحلم حتى بلعب الأدوار الأولى، خاصة وأن الجمهور الجزائري ينتظر منهم العودة باللقب الثاني إلى أرض الوطن بعد 25 سنة من الإنتظار. فيغولي الذي كان منتظر ان يقدم مستويات كبيرة رفقة المتألق مؤخرا، براهيمي، كانا في المبارتين الأولين لمنتخبنا الوطني بعيدان كل البعد عن المستوى، وهو ما منح الأفضلية للمنتخب الغاني في وسط الميدان، وجعل الخط الخلفي للخضر يتحمل المباراة في اطوار كثيرة. الغريب في الأمر ليس فقط التراجع والمستوى المحدود الذي تميز بهما نجما المنتخب الوطني، بل بقاء المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف، على خط التماس يشاهد في الثنائي وهو تائه معهم وسط تألق نجوم المنتخب الغاني في الشوط الثاني، خاصة وأن دكة البدلاء تعج بأسماء يمكن لها أن تقدم أفضل من ما كان من الثنائي سالف الذكر. كما كان بعض اللاعبين في مباراة أمس عاجزين على إيجاد الحلول، وعطلوا سير الكرة للمنتخب نحو الأمام، كما كان الحال لمتوسط الميدان الدفاعي، مدحي لحسن، الذي ضيع العديد من الكرات، ونفس الشيء لزميله نبيل بن طالب اللذان ينشطان في نفس المركز، واعتمد عليهما التقني الفرنسي منذ البداية وفي نفس المركز، وربما هو الشيء الذي عطّل الجهة اليسرى للمنتخب، كون انها معروفة بالنشاط في الحالات العادية بتواجد المدافع اليسر فوزي غلام. الدفاع نقطة إيجابية من جهة أخرى، لم تكن التغييرات التي قام بها المدرب الفرنسي أمس، في المستوى المنشود، بإشراك الثلاثي، إسلام سليماني مكان إسحاق بلفوضيل، مركز بمركز، وكان الثاني قدم مباراة في القمة بتدخلاته وخلق مشاكل عديدة للخط الخلفي للمنتخب الغاني قبل مغادرته أرضية الميدان، والتغيير الثاني كان بإقحام رياض محرز وهو الخيار الذي لم يقدم أي إضافة في الوقت الذي شارك فيه، والتغيير الأخير أشرك متوسط الميدان، فؤاد قادير، مكان ياسين إبراهيمي، والمشكل في هذا الأخير أنه كان من المفروض أن يكون المستبدل الأول، والجميع شاهد أنه كان بعيد عن مستواه كما أن طاقته البدنية بدت منهارة تماما. تبقى النقة الايجابية التي لوحظت في مباراة أمس، إيجاد غوركوف لتوليفة الدفاع بغلق الشوارع التي ميزت المنتخب الوطني في مباراته الأولى أمام جنوب إفريقيا، فبخبرة بوقرة مكان حليش، غلقت المنافذ أمام النجوم السوداء.