تسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى التواجد الفعلي وبشكل مكثف في منطقة الساحل بدعوى متابعة تحرك العناصر الارهابية التابعة لتنظيم الجماعة السليفة للدعوة والقتال التي غيرت اسمها الى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وتركز أكثر على دول موريتانيا ومالي، خاصة على الحدود مع الجزائر اي في منطقة الساحل. كشفت صحف موريتانيا تواجد ضباط أمريكيين حاليا في مدينة "روصو" لتدريب قوات عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية السادسة، فيما يتولى ضباط وخبراء عسكريون فرنسيون تدريب وحدات الجيش في المنطقة العسكرية السابعة شمال البلاد، وهي خط متقدم لمواجهة خلايا ما بات يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ويعد اهتمام أجهزة الاستخبارات الغربية بالمنطقة أمرا غير مسبوق، ويتجلى ذلك من خلال الدعم اللوجستي لوحدات مقاومة الإرهاب في شمال موريتانيا على الحدود مع الجزائر . ورغم أن الجزائر استطاعت أن تخلق تحالف في المنطقة وتؤثر فيه سلبا من أجل مواجهة الارهاب ووضع حد أمام التدخل الاجنبي إلا أن هذا لم يوقف بعض الدول من مد يدها الى دول اجنبية مثل فرنسا وامريكا من اجل مواجهة بقايا ارهابيين مختبئين في الصحراء، كما كان الحال مع مالي التي اطلقت سراح ارهابيين نزولا عند رغبة فرنسا، مقابل تحرير رهينتين، او ما تفعله الان موريتانيا مع امريكا رغم ان العلاقات بين البلدين متوترة بسبب عدم موافقة امريكا للانقلاب الموريتاني الى حد الان. ولا يمكن فصل الصراع الامريكي الفرنسي حول من يتحكم اكثر في المنطقة، فرغم الرغبة الأمريكية في اختراق دول المنطقة وخصوصا موريتانيا فإن حربا غير معلنة تدور رحاها على الساحة الإقليمية بين الأجهزة الأمنية الأمريكية ونظيرتها الفرنسية على النفوذ في المنطقة، وتسند لبعض المراقبين قولهم إن المعركة ستكون شرسة بين الطرفين فرنسا التي تعتمد خبرتها كقوة استعمارية والولاياتالمتحدة كقوة دولية تسعى لبسط هيمنتها على العالم.