تراوحت معاناة سكان منطقة الغربي الواقعة عند مخرج بلدية بواسماعيل ولاية تيبازة بين الإستياء والسخط، بسبب الوضعية التي يعيشونها على الرغم من الشكاوى والنداءات التي راسلوها إلى السلطات المسؤولة إلا أنهم ولحد اليوم لم يروا النور .منطقة الغربي تحوّلت منذ السنوات الأخيرة إلى تجمع سكاني يجمع أفخر الفيلات وبمختلف الطوابق، ولكن كلها مبنية في فوضى عارمة زادتها الأرضية وخيوط الكهرباء التي تربط تلك المنازل وبعض الأعمدة الكهربائية تدهورا. "الجزائرالجديدة" وخلال زيارتها إلى هذه المنطقة التقت سكانها الذين أعربوا عن تأسفهم جراء ما يعيشونه منذ سنوات، حي ذكروا بأن نسبة الكثافة السكانية ارتفعت والبناءات انتشرت كالفطريات بين سنة وأخرى، ولكن ديكورها مشوه بسبب سوء التنظيم، ومازاد الطين بلة حسبهم هو وضعيتها التي جاءت بالقرب من الطريق الوطني رقم 11 الرابط بين العاصمة ومدينة بواسماعيل، فموقعها الإستراتيجي الذي تمتاز به لم يغير من طعمها شيئا بل أزم معيشتهم. السكان صبّوا حديثهم بخصوص الأرضية التي ينعدم فيها الزفت منذ نشأتها وقد تغلبت عليها الطابع الترابي الذي أصبح يغطي كل المنطقة، خصوصا وأن جوانب المنطقة تقع بها أراضي فلاحية، ولم يستتثن السكان من ذكر تبعات المأساة التي أثرت سلبا على وضعيتهم خاصة من ناحية إدخال السيارات إلى منطقتهم وبالقرب من فيلاتهم، حيث يجدون صعوبة جمة في ركنها بسبب عدم استواء الأرضية وكثرة الحفر فيها إلى جانب الحجارة من كل أنواعها وأحجامها، كما أن الأزمة تشتد حدتها في فصل الشتاء، ويبدوا أنه من المستحيلات السبع أن يمشي حتى الراجلون وإلا تغرق أرجلهم في الأوحال والطين ويصعب استخراجها. خيوط كثيرة وكهرباء قليلة من جهة أخرى اشتكى السكان من حالة الكهرباء المتذبذبة والتي تعرف انقطاعا منقطع النظير في جميع الأحوال الجوية، خاصة وأن بعضهم عمد على جلب الكهرباء من الأعمدة الكهربائية المتواجدة في الحي، والتي هي الأخرى تعرف اكتظاظا في تغطية السكان بالكهرباء ما ينذر بخطر التكهرب والإصابة بشرارات كهربائية قد تؤدي إلى الموت. وعن النظافة فإنها تبقى المشكلة الكبيرة لدى هؤلاء كون أن المصالح لا تأتي إلا في القليل وقد يضطر معظمهم إلى تنقية جهته بنفسه.كما أن الأمراض صارت تتربص بهم من كل عين بسبب انتشار الحشرات المحلقة فوق رؤوسهم في كل وقت، ومع ارتفاع درجة الحرارة فإن الحشرات تزداد حدتها ويرفع من حجمها بسبب كثرة النفايات المترامية. حشرات فتاكة تحلق كالطائرات السكان تذمروا أيضا من كل صيف يقضونه في اصطياد الباعوض والناموس، حتى لا يفتكوا بدمهم إلى قسم الإستعجالات بسبب الميكروبات التي تحملها، وصار الخوف يطبع أيامهم بالأخص الرضع الذين يبقون الأكثر عرضة للأمراض، وفيما ينتظر السكان حلا سريعا لمشاكلهم الكثيرة، فإن الخطر يزداد كل يوم بإزدياد الفوضى على مستوى مدينة الغربي ببواسماعيل. وفي عجالة يناشد السكان التدخل العاجل لفك الأزمة والعقدة وإعطاء الوجه الحقيقي للمنطقة حتى يخرجون من الأزمة.