عاد الممثل الفكاهي حكيم دكّار، إلى المسرح مؤخرا، واصفا عودته إلى الركح بالقوية، وقال إنه سيبتعد عن الدراما، وأنه كان مرغما على الابتعاد عن الوسط الفني بسبب إقصاء تعرّض له بمسقط رأسه قسنطينة. ووصف حكيم دكّار في حديث ل"الجزائر الجديدة"، الفنان بالإنسان غير العادي وهو من يخلق التنوع ويصنع التميز، لذلك "ليس من العدل أن يتعرض للتهميش"، وهو ما حدث معه بعد أن حلُم بالعالمية من المحلية، مشيرا الى أن الفن حاليا يعاني الرداءة وأي شخص يصبح بين ليلة وضحاها كاتب سيناريو ومخرج، "هناك طفيليات تملأ الميدان ولا علاقة لها به، خاصة في قطاع السمعي البصري الذي استغلته فئة قليلة من الفنانين" يقول دكار، ويضيف "الفنان الحقيقي من يتربع على عرش قلوب الجمهور لفترة طويلة". ونفى أن يكون سبب عودته إلى الفن سعيا منه إلى الشهرة، فهو في البداية قد قرر الاعتزال بعد فترة من الإحباط، ولأنه أراد اجتناب الإهانات والعراقيل، رغم سعيه لطرح أفكار جديدة لكنه لم يستطع الاعتزال كليا، لأن الفن يسري في عروق، مثلما يقول. وذكر دكّار أن أكثر ما آلمه أنه قدم الكثير وتحدّى الصعاب وقاوم كل العراقيل خاصة خلال "الفترة السوداء التي عاشتها الجزائر في التسعينات في الوقت الذي هرع كثيرون نحو بلدان أخرى، ولكنهم يكافأون حاليا ويحصلون على الإمكانيات للقيام بإنتاجاتهم"، بينما هو وأمثاله يعيشون ظلما وجحودا. وفي سياق آخر، قال دكّار أن مسرح اليوم بدون جمهور، رغم المهرجانات، و"إذا أراد المسرح ترك بصمات لابد من إبداع، فذلك ما استطاع تحقيقه الأوّلون على غرار الراحل عز الدين مجّوبي"، واصفا إيّاه بشهيد الخشبة، وبفقدانه فقدت الجزائر جزءً منها، مشيرا الى أن المسرح شكّل بداياته في وقت حسّاس خاصة بمونولوڤ "خباط كراعو" سنة 1995. وتابع الفكاهي، أنه ندم بشدة عندما ترك المسرح، وقال إن تجربته التلفزيونية لم تكن سلبية، اشتهر بسلسلة "جحا" الناجحة، وفي أعمال سورية على غرار مسلسل "ظلّ الحكاية" سنة 2011.