هدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أبو عبد الله غلام الله، بتسليط عقوبات صارمة في حق بعض الأئمة الذين أفتوا بعدم بشرعية النشيد الوطني واعتبروه " بدعة " ولم يكتفوا بفتواهم فقط بل وصل بهم الأمر أمس إلى عدم الوقوف والإستعداد للنشيد الوطني قبل افتتاح أشغال الندوة الوطنية الختماية لسلسلات الندوات والملتقيات لنهاية السنة. وقال في هذا الشأن الوزير غلام الله في تصريح لوسائل الإعلام على هامش الندوة، أن ما حدث بقاعة الاجتماعات والمحاضرات نهار أمس " غريب ولا يمكن القبول به "، وأوضح ان تصرف هذه الفئة من الأئمة لا يمكن تصديقه ويدخل في خانة المساس والإساءة لرموز السيادة الوطنية، وأبدى امتعاضه من هذا التصرف السلبي لمجموعة من الموظفين بسلك الأئمة بقطاع الشؤون الدينية، وهو ما يضطرنا إلى اتخاذ إجراءات عقابية في حقهم. وفي سياق متصل قال ذات الوزير إن أشغال إنجاز المسجد الأعظم ستنطلق قريبا، فيما فضل عدم الخوض في موعد تنصيب مفتي الجمهورية، مكتفيا بالقول في رده على أسئلة الصحفيين، ان هذا الأمر يتجاوزني وليس من صلاحية وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، حيث ان استحداث وتنصيب مؤسسة الإفتاء من صلاحية رئيس الجمهورية وهو المخول الوحيد للفصل في هذا الموضوع، فيما يخص رغبة السلطات السعودية في تقليص حصة الجزائر من المعتمرين لموسم العمرة لشهر رمضان القادم، قال غلام الله إن هذه الأخبار يبدو أنه مبالغ فيها، وأنني غير متأكد منها وإذا ما تأكدت صحة هذه الأخبار التي تناولتها وسائل الإعلام مؤخرا وركزت عليها، سأتصرف معها بحكمة بصفتي مسؤول في الحكومة، وفيما يتعلق بموضوع الندوة الختامية لمجموعة الندوات والملتقيات لنهاية السنة، قال المسؤول الأول عن القطاع المذكور إن الندوة المشارة إليها تتزامن مع الحدث الكبير الذي تستعد له الجزائر، والمتمثل في الاحتفالات بالذكرى المزدوجة لعيدي الإستقلال والشباب المصادف للخامس جويلية المرتبط باسترجاع الشيادة الوطنية وهي الذكرى السادسة والأربعين، وكذا تقييم حصيلة أداء الأئمة والوقوف عن مدى تطبيق والدروس المرتبطة بمكافحة الإنحرافات والآفات الإجتماعية وكذا تفعيل المدارس القرآنية خلال العطلة الصيفية، حيث قال بشأن هذه الأخيرة أنه سيلجأ إلى اتخاذ تدابير غير إيجابية ضد كل من يلتزم بفتح المدار المدارس القرآنية خلال هذه الصائفة. من جهتهما، مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر ورئيس المجلس العلمي عمار طالبي، أبديا استيائهما من تصرفات بعض الئمة أمس بدار الإمام بالمحمدية بالعاصمة معتبرين إياها بالمشينة. وفي سياق متصل، قال مدير الشؤون الدينية لولاية الجزائر ان قطاعه استفاد من 1200 سكن لفائدة الأئمة والموظفين، حيث تضم ولاية الجزائر 535 مسجد اشتغل في مجموعها 1300 موظفا، فيما قدر عدد المسجلين في المدارس القرآنية لهذه الصائفة بعشرة آلاف.