تزامنا مع اقتراب ذكرى 12 يناير التي تعتبر بمثابة إيذانا ببداية سنة أمازيغية جديدة، تبذل بعض الجمعيات الثقافية وحتى السياسية في ولاية تيزي وزو على غرار المكتب الجهوي لحزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية جهودا حثيثة ومساعي للمطالبة بإصدار مرسوم رئاسي يعتبر اليوم الأول من السنة الأمازيغية، المصادف ل 12 جانفي عيدا وطنيا. الارسيدي طالب في نداء لأنصاره، الخروج في مسيرة غدا الثلاثاء، بعاصمة جرجرة من أجل مطالبة السلطات العليا للبلاد، باتخاذ قرارات تسمح بتصالح الشعب مع تاريخه والأمة مع الدولة وجعل 12يناير عيدا وطنيا وعطلة مدفوعة الأجر مثله مثل أول جانفي وأول محرم. ويرتقب أن تنظم عدة تظاهرات فنية وثقافية في الولاية احتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة 2966. واعتبر حسين هارون، رئيس المجلس الشعبي لولاية تيزي وزو، والسيناتور الجديد عن جبهة القوى الاشتراكية في مجلس الأمة أن ترسيم اللغة الأمازيغية يعتبر خطوة جبارة ويبقي العمل على بنائها وترقيتها. وأوضح المتحدث أن هذه الخطوة جاءت لتتوج النضال من أجل إعطاء الأمازيغية حقها كمكون للهوية الوطنية إلى جانب العربية والإسلام. كما اعتبر تعليمها ببعض الولايات خطوة متقدمة لهذه الخطوة بعد أن أصبحت وطنية ثم رسمية، وتأطيرها بإنشاء المحافظة السامية للأمازيغية لجمع المجهودات التي تؤدي إلى جعلها لغة تعامل في الإدارات والمحاكم على الخصوص. وكان قد استقبل الشارع القبائلي قرار ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية رسمية بفرح وارتياح كبيرين، حيث اعتبر القرار خطوة هامة في مسيرة النضال من أجل الاعتراف بالهوية الوطنية الأمازيغية والتي بلغت أخيرا هدفها، في انتظار التجسيد الفعلي. واعتبر كل من رجال السياسة، الثقافة، الفن والتعليم، أن هذا القرار سيعطي طابعا رسميا لهذه اللغة العريقة، ليكون لها اليوم وفي إطار الدستور الجديد مكانة هامة، إلى جانب اللغة العربية، حيث انصبت جل تصريحات الشارع القبائلي على جملة واحدة "الجزائر تصالحت اليوم مع تاريخها وهويتها". كما يرى البعض أن هذا القرار تاريخي كونه يتوج نضال طويل من أجل تكريس الأمازيغية كلغة وطنية ثانية. ويؤكد رئيس جمعية أساتذة اللغة الأمازيغية لولاية تيزي وزو، السيد مهنى بودينار، "علينا أن نحيي هذا الحدث الذي يتزامن مع الاحتفال بالسنة الأمازيغية 2966"، مثمنا قرار ترسيم اللغة الأمازيغية، حيث قال "هذا الترسيم يجب أن يكون حاجزا وسدا منيعا أمام كل مزايدة سياسية"، داعيا إلى يقظة الجميع، حيث قال "يجب تقوية هذا المكسب من خلال التكفل به وذلك بوضع كل الإمكانيات الضرورية لتطوير وترقية هذه اللغة"، مضيفا أن ترسيم الأمازيغية هي صفحة تم طيها وأن الشعب الجزائري تصالح مع تاريخه، معبرا عن ارتياحه وكذا ارتياح الأساتذة المنخرطين في الجمعية التي يرأسها.