يبدو أن "حرب الإخوة الأعداء" في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية "الأرسيدي" قد وصلت مرحلة بات معها الكشف عن المستور هي السمة البارزة، بل إن هذه الحرب تسير بوتيرة متصاعدة من يوم لآخر، ما تنذر بكشف المزيد من الأسرار. فمنذ قرار الحزب بفصل القيادي والنائب السابق، نور الدين آيت حمودة، نجل الشهيد العقيد عميروش، لم يتوقف الأخير عن الكشف عن الكثير من الأسرار والخبايا، التي ظلت على مدار أزيد من عقدين من الزمن، طي السر والكتمان. وأخذ هذا التصعيد صيغة "الخرجات" الإعلامية المتكررة من قبل نجل الشهيد عميروش، سواء عبر الجرائد الورقية أو الإلكترونية وحتى القنوات التلفزيونية الخاصة، والتي كانت آخرها قناة "بربر تي في"، وكان كلام الرجل موجها بالأساس للأمين العام السابق للحزب، سعيد سعدي. وبحسب ما صدر عن نور الدين آيت حمودة، فإن المسؤول الفعلي لحزب الأرسيدي هو سعيد سعدي الذي غادر قيادة الحزب صوريا تاركا منصبه لمحسن بلعباس، لكن فعليا يبقى سعدي هو الذي يدير دفة الحزب من وراء الستار، على حد تعبيره. ومن بين الخبايا التي كشف عنها القيادي السابق في الأرسيدي والتي تخص رفيقه السابق سعيد سعدي، هو أن هذا الأخير تحصل على عقار بالأبيار في أعالي العاصمة وشيد عليه "فيلا"، وهو اليوم يؤجرها بقيمة شهرية لا تقل عن 12 ألف أورو، أي ما يعادل نحو 200 مليون سنتيم، فضلا عن عقارات أخرى في فرنسا، والعهدة على الراوي، كما يقول المثل العربي السائر. آيت حمودة المعروف بخرجاته غير المتوقعة والمثية للجدل في آن واحد، لم يتوقف عند هذا الحد، بل واصل هجومه العنيف على سعدي، متهما إياه بأنه كان وراء طرد المئات من إطارات الحزب، ليس لاعتبارات تنظيمية تخص الحزب، بل لاعتبارات شخصية ضيقة، على حد تعبيره. وعلى الرغم من كثرة الاتهامات التي ساقها آيت حمودة ضد سعيد سعدي، إلا أن هذا الأخير لا زال يلتزم الصمت رافضا الرد عليها، في موقف لا يمكن تفسيره إلا بحرص سعدي على تفادي التصعيد مع شخصية عرف عنها العناد والتصعيد، وهو ما يخشاه الحزب، الذي لا يتمنى أن يتطور هذا الخلاف ليصبح سجالا إعلاميا قد يأتي على ما تبقى من مصداقية الأرسيدي.