واصلت فرنسا طعناتها للجزائر، لكن هذه المرة تأكيدا لموقفها الداعم للطرح المغربي في القضية الصحراوية، والمتمثل في الحكم الذاتي، الذي ترفضه الجزائر وتحاربه جبهة البوليساريو وعموم المجموعة الدولية باستثناء بعض القوى. فقد أكد سكرتير الدولة الفرنسي المكلّف بالشؤون الأوروبية، أرليم ديزير، أن فرنسا، العضو الدائم بمجلس الأمن، حريصة على أن ينص القرار الجديد للمجلس على تمديد مهمة بعثة المينورسو، وعلى كون مقترح الحكم الذاتي أرضية للتفاوض من أجل حل النزاع في الصحراء الغربية. ديزير الذي يقوم بزيارة إلى المغرب، قال إن التطور الذي تشهده العلاقات المغربية الفرنسية يترجمه على أرض الواقع الدعم الفرنسي للمغرب في مجلس الأمن، مؤكدا أن بلاده تعمل على تجاوز حالة التوتر الحاصلة بين المغرب وبان كي مون، الذي أدلى بصريحات أرعبت سلطات المخزن. وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أكد خلال الزيارة التي قادته للمنطقة المغربية الشهر المنصرم، بأن الوجود المغربي في الصحراء العربية، ما هوإلا احتلال، وهي دعوة ضمنية لإنهاء هذا الاحتلال، وهوالتصريح الذي أدخل العلاقة بين بان كي مون والرباط، الثلاجة. المسؤول الفرنسي الذي التقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار، أوضح أن فرنسا تأمل في أن يساهم التقرير الذي سيقدمه الأمين العام حول الصحراء في إنهاء الأزمة مع المغرب، لا أن يزيد في شحن الأوضاع بشكل أكبر، وهو ما يعني أنها مرعوبة من التقرير الأممي المرتقب. وفي سياق متصل، يشرع الملك الغربي محمد السادس، ابتداءً من غد الأربعاء، جولة خليجية تقوده إلى عدد من دول المنطقة، كما يشارك خلال هذه الزيارة في القمة المغربية الخليجية، التي ستنعقد الأربعاء المقبل في العاصمة السعودية الرياض، التي تعتبر الأولى من نوعها بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي. وتندرج هذه الزيارة برأي متابعين في سياق بحث النظام المغربي عن مخرج من المأزق الذي يوجد فيه، قبل أيام من مناقشة مجلس الأمن الدولي لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية، وهو التقرير الذي يفزع المخزن، وخاصة في ظل الأزمة التي اندلعت بين بان كي مون والمخزن في الأسابيع الأخيرة.