يعيش القائمون على قطاع التربية في حالة ذهول وصدمة، بعد الأحداث التي طبعت مسابقة توظيف الأساتذة، التي تحولت إلى مهزلة، أبطالها الغش وال3 جي، ما يثبت مرة أخرى سوء التنظيم وعدم قدرة الوزارة على التحكم في تسيير الامتحانات والمسابقات الرسمية، لتجد نورية بن غبريط نفسها مرة أخرى في ورطة، أمام نتائج مسابقة مثيرة للجدل، بدأت بالإعتصامات وانتهت بالغش. لم تجر مسابقة توظيف الأساتذة كما وعدت به وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط في أحسن الظروف، رغم التصريحات والوعود حول تسخير الإمكانيات والظروف لإنجاحها، و ضرب الأساتذة الذين أوكلت لهم مهمة الحراسة أوامر بن غبريط عرض الحائط، فلم يشددوا الحراسة ولم يمنعوا الغش ولم يقصوا المتأخرين، بل ساهم عدد كبير منهم حسب شهادات بعض المترشحين في تسهيل عملية الغش، والتغاضي عن استعمال ال3 جي، وهو ما لم تكن بن غبريط تتوقعه، خاصة وأن المسابقة تتعلق بأساتذة ومعلمين مستقبليين. وفي هذا السياق قال الأمين العام السابق للوزارة أحمد خالد، أن الوزيرة والقائمين على القطاع، في حالة صدمة، بسبب حجم الفضيحة، التي تورط فيها مترشحون تعول عليهم الوزارة والدولة لتربية الجيل الجديد، وقال المتحدث أن جمعية أولياء التلاميذ اقترحت على الوزارة تفعيل إجراءات التشويش على شبكة الهواتف والأنترنيت تفاديا لحدوث الغش، غير أن الوزيرة أكدت تحكمها في كل الظروف من خلال تشديد الحراسة ومنع استعمال الهواتف والحاسبات المبرمجة، إضافة إلى توجيه الأوامر للأساتذة لإقصاء كل من يحاول الغش وكل من يتأخر عن الالتحاق بمركز إجراء الامتحان ولو بدقيقة واحدة. وعن ظروف الامتحان وحسب شهادة الكثير ممن اجتازوا الامتحان بالعاصمة، أكدوا جميعهم تورط عدة قاعات في الغش، بسبب إهمال الأساتذة الحراس وتغاضيهم عن محاولات الغش، خاصة في امتحان اللغة العربية، والمواد العلمية، رغم بساطة الأسئلة التي لم تكن في الحسبان، حيث تعجب الكثير من المترشحين من نوعية الأسئلة، التي كانت في مستوى تلاميذ الإبتدائي، ورغم ذلك استعملت كل الوسائل للغش، وليس الغش فقط ما يثير الجدل حول هذه المسابقة، بل كثر الحديث عن تلقي الرشاوى من طرف بعض إطارات في إحدى مديريات التربية بولايات الوسط، تصل ل40 مليون سنتيم، مقابل إدراج أسماء المعنيين في قائمة الفائزين، وفي حالة فشلهم يتم إدراج الأسماء في القوائم الإحتياطية، وكل هذه الأخبار التي أصبحت واقعا مرا ينخر القطاع والمنظومة التربوية، ما يطرح العديد من التساؤلات حول التنظيم الذي تحدثت عنه ووعدت به الوزيرة، ويفتح التكهنات حول نتيجة المسابقة، التي أثارت الجدل قبل وأثناء وبعد إجرائها حيث ترجح أطراف أن نتائج المسابقة ستكون لصالح الأساتذة المتعاقدين، الذين ستستنجد بهم بن غبريط بدل المترشحين الذين افسدوا المسابقة بالغش، وأثبتوا عدم أهليتهم وكفاءتهم لتربية النشء. توقيف 3 أشقاء بديوان المسابقات والإمتحانات تورطوا في الاختلاس وتزوير القوائم في وقت كثر الحديث عن الفساد في قطاع التربية وعدم نزاهة وشفافية الإمتحانات، تمكنت عناصر الدرك الوطني من توقيف 29 شخصا تورطوا في قضية اختلاس وتحويل أموال عمومية من بينهم 3 أشقاء موظفين بالديوان الوطني للمسابقات والامتحانات، وموظف ببريد الجزائر وآخر مسؤول بالخزينة العمومية، وتورط هؤلاء في تزوير قوائم المترشحين لمختلف الامتحانات التي نظمها ديوان المسابقات، وتورطوا في الرشوة واختلاس عائدات الديوان، حسب التحقيق، الذي تمت مباشرته بعد تلقي العديد من الشكاوي من مواطنين تمت تحويل مبالغ مالية من حساباتهم.