دخلت الأحزاب، هذه الأيام، مرحلة التحضير لعقد الجامعات الصيفية، تتناول فيها أهم المستجدات. وقررت حركة مجتمع السلم والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة النهضة عقدها، والاستثناء وقع مع الحزب العتيد الذي شذ عن القاعدة، وحزب العمال الذي قرر إلغاء الجامعة الصيفية واستبدالها بنشاطات ميدانية. ألغى حزب العمال جامعته الصيفية، لأسباب مالية بحتة، وقال في القيادي في الحزب إسماعيل قوادرية، ل"الجزائر الجديدة"، ان المكتب السياسي للحزب، قرر الغاء الجامعة الصيفية، وتكثيف الخرجات الميدانية والتجمعات الشعبية التي ستشرف عليها الأمينة العامة للحزب لويزة حنون، تحضيرا للتشريعيات القادمة. ومن جهة أخرى، ذكر مصدر قيادي أن الحزب ألغى جامعته الصيفية خلال السنوات الفارطة، لأنه لم يعد في إمكان التشكيلات السياسية تنظيمها في الحرم الجامعي مثلما اعتادت عليه، بسبب القرار الحكومي القاضي بمنع تسخير الجامعة لاحتضان أي نشاطات حزبية. وفضل حزب جبهة التحرير الوطني، هو الآخر، إلغاء تنظيم الجامعة الصيفية هذا العام، حسبما كشف عنه مصدر قيادي من الحزب، الذي تعود على تنظيمها كل سنة لجمع قياداته وإطارات وقاعدته بهدف تقييم أدائه ومدى إخفاقه أو نجاحه في تنفيذ برامج، ولحد الساعة لم تبرمج بعد قيادة الحزب أي نشاطات لتعويض الجامعة الصيفية. وبالمقابل، سيشرف الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد اويحي، السبت المقبل على افتتاح الجامعة الصيفية بوهران، ليشرف بعدها على ترؤس اجتماع لمجلس ولائي موسع. ومن جهة أخرى، يجتمع المكتب الوطني لحركة مجتمع السلم، اليوم، لدراسة أهم مستجدات الساحة والتحضير للجامعة الصيفية التي ستركز هذا العام على التشريعيات والخطط المستقبلية للحركة، ويناقش إطاراتها الخيارات المحتملة لدخول المعترك الانتخابي في ظل قانون الانتخابات الجديد، وتحديد مسار الحركة داخل التنسيقية بعد نداءات طفت مؤخرا على السطح داخل بين مقري، تطالب بانسحاب الحزب الإسلامي من التكتل المعارض. وفي هذا الشأن قال رئيس الكتلة البرلمانية للحركة بن فرحات، للجزائر الجديدة، إن اجتماع اليوم يتطرق لنقاط تتعلق بالخطوط العريضة للمرحلة المقبلة لحمس، من خلال دراسة وضعها في الساحة، والخيارات المطروحة أمامها، وتقييم مواقفها السابقة، وستخصص حصة الأسد في نقاش الإطارات للإستحقاق التشريعي المقبل، في ظل قانون الإنتخابات الجديد والصعوبات التي يضعها أمام الحزب الذي ينوي الظفر بحصته في قبة زيغود يوسف. ولم يستبعد البرلماني أن تعقد الحركة جامعتها الصيفية غير بعيد عن النشاط السياسي، وينتظر أن تُباشر الحركة -بعد اجتماع مجلس الشورى المزمع عقده أيام 21 و22 من الشهر الجاري- التحضير للجامعة الصيفية المحتمل تحديد تاريخها بعد أيام من الدورة العادية للمجلس، أي أواخر جويلية الجاري أو بداية شهر أوت المقبل على أقصى تقدير. وفي هذا السياق قال النائب عن تكتل الجزائر الخضراء ل"الجزائر الجديدة" أن الحدث الذي يسيطر على مجريات الجامعة الصيفية هو التحضير للموعد الانتخابي المقبل، حيث سيتم تحديد الآفاق السياسية للحركة، وتقييم حزمة القوانين التي اعتمدتها السلطة مؤخرا، وتوجهاتها الجديدة، مع مناقشة مواقف ووضع الطبقة السياسية. وينتظر من إطارات الحركة إعادة النظر ومراجعة خطها السياسي. وفي هذا السياق تساءل النائب "هل المقاطعة هي السلاح الوحيد لمواجهة السلطة ودفع الطبقة السياسية للمشاركة في عملية البناء؟" موضحا أن المقاطعة التي تعتمدها المعارضة لمواجهة مشاريع الحكومة لم تعد مجدية وأصبحت سقوطا في مطب تحاول السلطة وأحزابها دفع المعارضة إليه.