وبناء شرعية شعبية من خلال انتخابات شفافة وحرة ومفتوحة". ويعتبر "طلائع الحريات" بعد هذا البيان، ثاني حزب من المعارضة يتبنى مطلب عقد حوار وطني، بعد حركة مجتمع السلم، التي تعتبر أول حزب يدعو إلى مرشح توافقي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في الصائفة الماضية، غير أن ذلك المطلب قوبل برفض من قبل أحزاب الموالاة. وتلتقي كل من مبادرة حزب طلائع الحريات وحركة مجتمع السلم، مع مبادرة حزب تجمع أمل الجزائر (تاج)، في الدعوة إلى الحوار للخروج من الأزمة الراهنة، غير أن الهدف قد يختلف من مبادرة إلى أخرى وهو ما يمكن اعتباره تحد قد يصعب من مهمة الوصول إلى الهدف المرجو من قبل جميع الأطراف. ويجسد هذا تأكيد حزب بن فليس أنه يرفض أن يكون الحوار السياسي الذي دعا إليه "مطية أو أداة ظرفية للسماح بديمومة السلطة السياسية القائمة، واستمرار استيلاء قوى غير دستورية على القرار السياسي، لأن كل مسعى لا يعتمد حوارًا حقيقيًا وجادًّا هو حوار من شأنه أن يزيد في تفاقم الأزمة، بدل الحل الناجع والدائم للانسداد السياسي الحالي". ويتضح من خلال بيان حزب طلائع الحريات أنه يرفض كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في أفريل المقبل، حيث شدد على "إجراء انتخابات حرة وصحيحة ونزيهة وشفافة في الآجال الانتخابية المحددة دستوريًا، من شأنه أن يجنب بلدنا خطر عدم الاستقرار ويمكّن حقًا الشعب الجزائري من التعبير على اختياراته بكل سيادة". ولا تزال مبادرة حزب عمار غول يلفها الكثير من الغموض، فقد لاذ صاحبها بالصمت منذ أن أعلن عنها، في موقف ينبئ بأن الرجل غير جاد في مسعاه، بدليل أن الكثير من الأحزاب السياسية التي يفترض أنها معنية بمبادرة غول، لم تصلها الدعوة للمشاركة في الندوة الوطنية الموعودة، في الوقت الذي يضغط الوقت، على اعتبار أن موعد الدعوة لاستدعاء الهيئة الناخبة لم يعد يفصلنا عنه سوى نحو عشرين يوما فقط. ويتطلب عقد ندوة وطنية بالأهداف التي ينتظرها الكثير تحضيرا كثيفا وحضورا كبيرا لأطراف المعادلة السياسية، وهي المعطيات التي قد يتعذر تجميعها في ظل الفارة القضيرة التي تفصل البلاد عن موعد استدعاء الهيئة الناخبة.عمار. ع