و جاء في بيان صحفي للمركز تم فيه إماطة اللثام عن هذا الإكتشاف الأثري بحضور وزير الثقافة،عز الدين ميهوبي، " أنه بعد العثور على عظام متحجرة ( أحفورية) بمنطقة "واد ملاح " بالمخرج الشمالي لمدينة الجلفة شرع فريق متعدد التخصصات من اثريين ومحافظين ومختصين في الأركيوزولوجيا التابعين للمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ عن الإنسان والتاريخ في الأعمال الضرورية لتحاليل البقايا الباليونتولوجية. وكانت أول مرحلة في هذا الأمر التنظيف الشامل للعظام الأحفورية وتدعيمها وتقويتها وتم تشخيص كل قطعة من حيث تشريحها وتصنيفها السلالي ( النوع والسلالة الحيوانية) كلما أمكن ذلك. وكشفت دراسة هذه البقايا العظمية على ثلاثة افراد يافعة من بينها وحيد القرن من نوع سيراتوتيريوم سيموم متمثلة في "جمجمة كاملة مع الفك السفلي وكذا لوح الكتف وأضلاع وفقرات وعظام الرسغ والمشط والسلاميات" إلى جانب حصان صغير من نوع إيكوس وحيوان بقري صغير تدل عليه عدة اجزاء عظمية. وكان وحيد القرن يعيش في بيئة من نوع السافانا مفتوحة نسبيا مع تواجد نقاط الماء غير أن هذا الحيوان لم يبق له أثر في شمال افريقيا أما في ما يخص الحصان المكتشف فإنه يبدوا في حجم حمار الوحش أو الحمار، وفقا لباحثي المركز. و اضاف البيان أن ما يميز البقايا العظمية هو الحفظ الجيد باستثناء بعض الأجزاء من العينات التشريحية التي تعاني من الإتلاف المناخي والترابي بعد الإنجراف الناتج عن النهر وسوف ترتكز البحوث المستقبلية على دراسة مدققة للمصنفات السلالية التي جمعت من حيث التطور النظامي لكل جنس وتأثرهم بالبيئة القديمة وعلاوة على ذلك فإنه يجري تحليل "تافونوميا" لهذه البقايا للتأكد مما إذا كان تراكم هذه البقايا قد نتج عن فعل بشري و/أو حيواني ( أكلات اللحوم) أم لا وبسؤال آخر تحت اي ظرف تكون قد تراكمت. و اضاف المختصون أنه لا يزال مبكرا القيام بتقدير زمني لوحيد القرن ومع ذلك يمكن أن يمتد على تسلسل زمني يتراوح ما بين 5ر0 مليون سنة إلى عدة الآف سنة فترة الهولوسين (أي المرحلة الأخيرة من الزمن الجيولوجي الرابع.) وإن إكتشاف البقايا الأحفورية لوحيد القرن في هذه المنطقة يكتسي أهمية كبيرة من حيث التطور الباليونتولوجي والباليوإيكولوجي لهذا النوع وكذا في ما يتعلق بتمثيل هذا الحيوان في النقوش الصخرية بالمنطقة كما أن تأريخ الموقع المكتشف يعطي مؤشرات كرونولوجية للفن الصخري بالجلفة خاصة تلك المحطات التي تبرز نقوش وحيد القرن بالمواقع الأثرية (زكار، عين الناقة، واد رميلة ، بوسكين ، فيجة اللبن، واد الحصباية)و تجدر الإشارة إلى أنه تم بعد تبليغ مواطن عن وجود هيكل عظمي كشفت عنه مؤخرا سيول وادي ملاح شمال مدينة الجلفة، تحرك فريق متطوع مطلع شهر يناير الفارط يتشكل من مهتمين بالأثار و التراث ويتعلق الأمر بالأساتذة شويحة حكيم وبن سالم المسعود وجاب الله محمد وشويحة عبد القادر والدكتور عيساوي بوعكاز الأستاذ الجامعي في الآثار. بجامعة زيان عاشور حسب ما علم من هؤلاء. و أضاف المصدر أنه " تم طلب رخصة من مديرية الثقافة لتنفيذ حفرية إنقاذية مستعجلة لاستخراج الهيكل العظمي المهدد بفيضانات واد ملاح في ظل صدور آنذاك نشرية جوية خاصة عن أمطار مرتقبة وعلى إثر ذلك تم وبصفة تطوعية للحفاظ على مكنون الجلفة الأثري تنفيذ الحفرية الانقاذية بالمعايير العلمية مما سمح باستخراج فكي جمجمة كاملة في وضعية ممتازة ومجموعة من العظام الأخرى". و في تصريح لواج أكد أعضاء الفريق على أنه بعد معاينة العظام تم التوصل الى خلاصة أولية تتعلق بتحديد نوع الحيوان وهو "وحيد القرن الأبيض ceratothérium simum". تمت العملية بنجاح نتيجة لاحترافية الفريق في عملية الانقاذ وسرعة التدخل.