وفي حدود الساعة العاشرة صباحا، التحق المئات من أصحاب الجبة السوداء بساحة البريد المركزي بالعاصمة، قادمين من مختلف ولايات الوطن على غرار بجاية ومعسكر وبومرداس وحنشلة، استجابة لدعوات أطلقها اتحاد المحامين أول أمس الجمعة، حاملين الرايات الوطنية ولافتات، على غرار " نعم للعدالة المستقلة " " لا لخرق الدستور " و " الدفاع يريد رحيل الفاسدين " . وشهدت الوقفة التي استمرت ساعة كاملة جوا حماسيا صنعته الهتافات التي كانوا يرددونها على غرار " لا شرقية لا غربية وطنية وطنية " و " جزائر حرة ديمقراطية و " النضال النضال حتى يسقط النظام ". وعلى هامش الوقفة، اعتبر المحامي والحقوقي مصطفى بوشاشي، أن " استقواء السلطة بالخارج هو أمر خطير وقع في الجزائر المستقلة "، وقال بوشاشي الذي كان من بين المشاركين في مسيرة المحامين " هؤلاء يتعنتون ولا يريدون ان يسمعوا صوت الشعب يريدون الالتفاف حول مطالبه ويستقوون بالخارج وهو شيء خطير وقع في الجزائر المستقلة "، وأضاف ن " لجوء لعمامرة إلى الخارج جاء بعد أن لفضهم الشعب ليستقووا به لأنهم في خدمة هذه الدول ". وفي الساعة الحادية عشرة صباحا نجح المحامون في كسر الحاجز الأمني الذي كان يطوق وقفتهم الاحتجاجية للسماح للسيارات المارة بالعبور، متجاوزين بذلك الموانع التي أقامتها مصالح الأمن دون وقوع حوادث أو إصابات تذكر بين المحتجين أو أعوان الشرطة، وتمكنوا من الوصول إلى ساحة " موريس أودان " عبر النفق، حاملين لافتات كتب عليها " نعم لبناء دولة المؤسسات " و " لا لخرق الدستور ". وبسرعة تمكن العشرات من أصحاب الجبة السوداء في الوصول إلى ساحة الأمير عبد القادر أين كانت تنظم مجموعة أخرى منهم مرفوقة ب " الموفقين " وقفة، ليسيروا بعدها نحو محكمة سيدي امحمد بشارع عبان رمضان، واستذكر المحامون المشاركون في المسيرة الوطنية المحامي الجزائري" على بومنجل " الذي أعدمته السلطات الفرنسية إبان ثورة التحرير الجزائرية. وبالتوازي تظاهر العشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة بوسط العاصمة، للتعبير رفضهم لقرارات بوتفليقة والمطالبة برحيل رموز النظام، وحمل المحتجون شعارات كتب عليها " نحن أكبر المتضررين من هذا النظام " وتعد هذه المظاهرة الثانية من نوعها حيث سبق وان نظموا وقفة احتجاجية بالبريد المركزي للتعبير عن رفضهم لهذا النظام والمطالبة بتغييره. كما نظم عمال الفروع النقابية، أمس، وقفة احتجاجية أمام المركزية بساحة أول ماي، للمطالبة برحيل الأمين العام لاتحاد عمال الجزائر عبد المجيد سيدي سعيد، ورفع العمال لافتات كتب عليها "لا لتمديد العهدة الرابعة" و "ارحل سيدي السعيد".