أبدى مدرب مدرسة وداد تلمسان إسماعيل بن يامينة تفاؤله حول مستقبل فريق وداد تلمسان وهذا بعد عودته إلى اتباع سياسة التكوين والإهتمام بالفئات الصغرى التي عانت التهميش في الماضي ،حيث جزم اللاعب السابق لاتحاد العاصمة أن المسيرين الحاليين يحاولون تصحيح الأخطاء التي وقع فيها سابقيهم خاصة في مجال التكوين. - أول تجربة لك في ميدان التدريب اخترت الفئات الصغرى ، ما السبب ؟ أظن أن عالم التدريب يحتاج إلى الإنطلاق من القاعدة للوصول إلى قمة الهرم فلا يمكن لأي مدرب أن ينجح في مهمته إن لم تكن له نظرة عن عالم تدريب الفئات الصغرى،فأنا بصفتي لاعب سابق تخرجت من مدرسة الوداد وتدرجت في جميع فئاتها قبل أن أتقمص ألوان عدة أندية ، أعرف جيدا معنى التكوين ولهذا أصررت على العمل في المدرسة الكروية ،فلما تشرف على الفئات الشابة فإنك تقوم بدور المربي ودور المدرب ،زد على ذلك فإنني من بين الأشخاص الذين يؤمنون أنه لا يمكن لفريق أن يضمن مستقبله إذا تخلى عن خزان المواهب. - لاحظنا أنكم تتدربون على الساعة الثامنة صباحا، هل هذا بسبب مشكل الإكتظاظ ؟ كما تعلم فإن هؤلاء البراعم يتواجدون في عطلة الربيع وهو الأمر الذي يجعلني أبرمج الحصص في الصباح الباكر لكي أستثمر في الوقت ،وأعطيهم الفرصة لاستعادة أنفاسهم في ما تبقى من اليوم فنحن في الأيام العادية لا نتدرب يوميا أين نخوض 3 حصص في الأسبوع أي في أوقات فراغ هؤلاء اللاعبين ، وهو ما يحتم علينا استغلال فترة العطلة لبرمجة حصص إضافية ،ولهذا فأظن أنه ليس لدينا مشكل في الملعب فأرضية ميدان بودغن تحت تصرفنا ،لكن حديثي لا يعني أننا لسنا بحاجة لملاعب إضافية فسياسة التكوين كما يعلم الجميع تحتاج إلى كل الوسائل اللازمة ولذلك اتمنى أن تتدعم تلمسان بملاعب جوارية أخرى. - على ذكرك العطلة كيف يستطيع اللاعبون التوفيق بن الدراسة والكرة ؟ في الحقيقة نحن نولي اهتماما شديدا لهذا الجانب حيث نحاول التنسيق قدر المستطاع مع الأولياء للتوفيق بين الدراسة والكرة ،ولهذا فكما قلت لك سابقا أن دور المدرب في الفئات الشابة لا يقتصر على الكرة فقط وإنما يجب الدمج بين مهنة المربي والمدرب في الوقت نفسه. - ما هي المشاكل التي تعترض طريقكم ؟ في الحقيقة لحد الآن ومنذ أن توليت مهام تدريب الفئات الشبانية ،لم نواجه مشاكل عويصة فالطاقم الإداري يسهر على توفير كل الظروف من أجل إنجاح عملنا فعلى سبيل المثال الكرات موجودة،أرضية ميدان ملعب بودغن تحت تصرفنا،فكما يعلم الجميع أننا لما اتخذنا مسؤولية القدوم إلى وداد تلمسان خططنا جيدا لإحداث التغيير والقضاء على جميع المشاكل التي عانى منها الفريق في السابق بداية من تهميش الفئات الشبانية فنحن نعمل كطاقم واحد أو بالأحرى كعائلة واحدة، تبقى هناك بعض الجزئيات ونحن نعذر الإدارة خاصة وأننا نعي جيدا المشاكل المالية التي يعاني منها الوداد ،ولهذا أظن أنه على السلطات المختصة أن تهتم بالمدارس الكروية من خلال تخصيص مبالغ مالية لجميع الفرق من أجل إنجاح سياسة التكوين التي تعتبر عماد نجاح الكرة . - الجميع يجزم أن الوداد عانى بسبب إهماله للتكوين ،ما رأيك ؟ بالطبع فهذا الأمر يعلمه العام والخاص فمعاناة الوداد أو حتى فرق الغرب الأخرى سببها الأول إهمال سياسة التكوين والجري وراء اللاعبين الجاهزين والدليل أن الفريق قد حصد ثمار ابتعاده عن الاهتمام بالفئات الصغرى بسقوطه إلى الأقسام السفلى ،ولهذا فكما قلت لك أننا لما اتخذنا على عاتقنا مهمة العودة إلى الفريق سواء نحن كمدربين أوحتى المسيرين فقد صممنا جيدا للقضاء على هذه المشاكل وفي مقدمتها تهميش الشباب ،ولهذا أتمنى أن تتم المهمة إلى غاية الوصول إلى النتائج لأن التكوين لن يكون إلا بالمتابعة فالمادة الخام موجودة وتحتاج فقط إلى من يهتم بها. - لماذا لا تلقى الفئات الشبانية المتابعة إلى غاية وصولها سن الأكابر ؟ كما قلت لك فإن الأمر راجع لسياسة البريكولاج ووداد تلمسان ليس هو الوحيد الذي عانى من هذا المشكل وإنما جميع الفرق الجزائرية خاصة بالغرب حيث نرى عدة مدارس كروية تعاني في حين أن لاعبيها يصنعون أمجاد فرق أخرى ،وهذا راجع إلى سوء التسيير أو رغبة المسيرين في النجاح وتحقيق النتائج بسرعة مما يجعلهم يتخلون عن إستراتيجية التكوين على المدى البعيد والجري وراء لاعبين جاهزين لا يقدمون الإضافة. - هل أنت متفائل بمستقبل الوداد بعد التغيير الجذري الذي عرفه في جميع الأصعدة ؟ بالطبع فكما أشرت إليه أننا هذا الموسم نحاول قدر المستطاع تصحيح الأخطاء التي وقع فيها الوداد في المواسم الماضية والتي جعلته يعاني ، فالإدارة الحالية تولي اهتماما كبيرا لسياسة التكوين وعدم تهميش الفئات الصغرى حيث أننا فتحنا المجال أمام جميع اللاعبين بدون استثناء بدليل أن المدرسة تضم أكثر من 120 فردا مع وجود عدة إطارات رياضية من أبناء الفريق يشرفون عليها ويعملون على تنظيم دورات كروية خاصة بهذه الفئات والدليل ما رأيناه في الأسبوع الماضي وكذا خلال عطلة الشتاء ولهذا فنحن نتفاءل بمستقبل الوداد لكن يجب الالتفاف حوله لأن إستراتيجية العمل على المدى الطويل لن تأتي إلا بتظافر الجهود.