لم أجد في محنتي سوى عائلتي، أشاهد "عاشور العاشر" في رمضان وأحب كثيرا "الجلبانة" «الله يهديكم يا مسؤولين... لم تعودوا للأسف تتفكرون الفنانين المرضى والمهمشين المنسيين" بهذه العبارة استهل الفنان القدير هواري عوينات، حديثه مع "الجمهورية" التي زارته صباح أمس في منزله بحي ميموزا بوهران، حيث وجدناه طريح الفراش، يعاني لوحده في صمت، من مرض عضال وآلام حادة على مستوى الظهر ويشتكي من بحة شديدة في صوته، ليؤكد لنا أنه ومنذ إصابته بالمرض، لم يقم أي مسؤول في قطاع الثقافة عندنا بزيارته والرفع من معنوياته... صحيح أننا وجدناه شاحب الوجه وخائر القوى، إلا أنه كان راضيا بقضاء الله وقدره، موضحا لنا في سياق حديثه، أنه سعيد بقدوم الشهر الفضيل، وأن ما يحز في نفسه هو التهميش واللامبالاة التي لقيها منذ تعرضه لهذه الوعكة الصحية، حيث ما عدا مسؤول لم يسمه من الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بالجزائر العاصمة والفنان باي بكاي وبعض أقاربه، لا أحد قام بزيارته والاطلاع على أحواله والتعبير له عن دعمه والوقوف إلى جانبه في محنته التي ألمت به في الآونة الأخيرة، ليؤكد لنا أن هذا الأمر أثر عليه كثيرا وأشعره بالوحدة والحزن، خصوصا وأنه يعد من الفنانين القدامى البارزين، الذين أفنوا حياتهم في إدخال الفرحة والبسمة في نفوس الملايين من الجزائريين، لاسيما في عز الأزمة الأمنية التي ضربت الجزائر في التسعينات، الأمر الذي جعله ينهمر في البكاء ويقطع حديثه معنا لبضع ثوان، ليقول لنا "إنه لم يكن يتصور أن يأتي هذا اليوم ويجد نفسه مهمشا وحيدا بين جدران غرفته المتواضعة، ليتساءل هواري عوينات، :«أبهذه الطريقة نكافئ فنانينا ومثقفينا"؟ لماذا يهمش القائمون على قطاع الثقافة مبدعينا؟ هذا الأمر يحز في النفس ويزيد من معاناتنا وآلامنا... ليضيف بصوت خافت يكاد لا يسمع :«صراحة لم أجد في محنتي سوى أبنائي وزوجتي، الذين تكفلوا بي وشملوني برعايتهم وحنانهم"، كاشفا لنا في سياق حديثه أنه سيقوم بعد قضاء شهر رمضان، بالسفر إلى مدينة ليون الفرنسية من أجل الخضوع لفحص شامل على ظهره وحنجرته واتمام العلاج من المرض الذي أصاب رئتيه منذ قرابة سنة، موضحا أنه وبالرغم من هذه البلوى التي أصيب بها، إلا أنه يواظب على الصلاة وصيام شهر رمضان، ولا يضيع البرامج التلفزيونية التي تبثها مختلف القنوات الفضائية وفي مقدمتها المسلسل الفكاهي "عاشور العاشر"، ليكشف لنا بابتسامة عريضة فيها الكثير من الأمل والرجاء بالشفاء والتعافي من مرضه، بأنه يحب كثيرا أكل طبق "الجلبانة" في الشهر الفضيل، وأنه مهتم بمتابعة النشرات الإخبارية في مختلف القنوات الفرنسية وفي مقدمتها قناة "تي أف 1" ليختم حديثه معنا بالدعاء للجزائر بأن يشملها المولى عزّ وجل بالأمن والاستقرار ولسكان مدينة وهران بالنجاح والتوفيق في حياتهم، وللفنان مزيدا من الرعاية والاهتمام من قبل مسؤولي الثقافة في بلادنا.