الشاعر هيثم سعد زيان ابن البيرين ولاية الجلفة سطع اسمه بين الشعراء العرب و تميز باعماله الادبية و الشعرية فهو يتعاطى الشعر باللغات الثلاث( العربية /الفرنسية والإنجليزية) فلقد صدر له ديوان بالولايات المتحدةالأمريكية و ديوانان تحت الطبع بفرنسا. عضو فعال باتحاد الكتاب الجزائريين. ومشاركات في كل الملتقيات الأدبية للاتحاد. ومشاركات عديدة خارج الوطن. و لقد تم تكريمه من قبل المجلس الأعلى للغة العربية تحت رعاية رئاسة الجمهورية 2007 و تحصل على وسام استحقاق من و زارة الثقافة في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية إلى جانب عدة شهادات تكريم من كذا جمعية وهيئة وطنية *** ما رأيك في الجهات التي تحاول جادة بعث روح الإلهام من جديد و إعادة الاعتبار للشعر و الأدب ؟ ** مشكورة كل الجهات التي تحاول جادة بعث روح الإلهام من جديد ، إعادة الاعتبار للشعر( نبطيا كان أم فصيحا) و الشاعر على حد سواء للسمو بذوق المتلقي الذي يعاني الأمرّين.فها هي بعض القنوات الفضائية و بمعية شخصيات مرموقة، نُكنُّ لها كل الاحترام والتقدير، تطلق العنان لمسابقات ضخمة لانتقاء "شاعر المليون أو شاعر العرب" أو ما إلا ذلك من تسميات وُجِبَ وضعها بين حاضنتين إلى إشعار آخر...و تُشكّلُ لذات الغرض لجان تحكيم من ذوي الاختصاص و الكفاءة ، يبتّون في إبداعات من تسنَّ لهم الوصول إلى بر الأمان... لكن هل مست هذه التظاهرات العملاقة كل مبدعي الشعر عبر الوطن العربي ؟ لا أظن ذلك و بدون تحفظ...! *** إذن فما الطائل من تجربة يُرادُ منها العامة من المبدعين و لا تراود إلا خاصة الخاصة و لربما أقل من ذلك بكثير...؟ ** أثبتت التجربة و أنا أتكلم من منطلق خبرتي التي تفوق العشر سنوات في تنشيط الملتقيات الأدبية بالجزائر سواء ذات الطابع المحلي أو الدولي، أقول أثبتت لي أن هناك طاقات إبداعية كامنة خارقة للعادة ، تصنع الحدث في صمت ،لا يُلتفُ إليها غالبا، هي دوما على الهامش و نظن أن النخبة تمثِّل فقط الحفنة التي تمارس سلطة مطلقة على المنصة(المسرح) أو عبر وسائل الإعلام على مدار الساعة وهذه مغالطة خطيرة ما أنزل الله تعالى بها من سلطان...فكتلة الجليد أو ما يسمى بالأجنبي(iceberg) التي تطفو على سطح المحيط القطبي لا يمثل ظاهرها و إن تعدى أحيانا المائتي متر ،إلا خُمُسَ طولها بينما تبقى أربعة أخماس الطول مغمورة تحت الماء... بهذا يكون لزاما على مشرفي كذا مسابقة عربية التريث و التفكير، بما لا يحتمل الامتعاض و لا الشك ،في اقتناء الوسيلة الأنجع التي تُمَكِّنُ كل المبدعين أو على الأقل جلّهم من المشاركة و إبراز مواهبهم الحقيقية لأن الأمر يتعلق باستحقاق غير عادي ( شاعر العرب أو أمير الشعراء) و التاريخ له مجسّات دقيقة ، لا تغفل شيئا و وحده التاريخ قادر على التمييز بين ما هو لله و ما هو ل:قيصر وإلا آلت الألقاب إلى غير أهلها...و لا نريد هنا للقط أن يحكي بانتفاخه صولة الأسد. *** هل حقيقة إن للشعر متعة استثنائية بكل تفاصيله الممكنة و غير الممكنة ؟ ** حقيقة إن للشعر متعة استثنائية و نحن نستمع إليه من أفواه ناحتيه خلافا لقراءته عبر الكتب أو ما شابه لأن المؤثرات في الحالتين مختلفة. لأن الشعر نعمة و هبة من هبات الله العديدة و إن من الشعر لحكمة و تزداد متعته طراوة و حلاوة كلما تعلق الأمر بإلهام طبيعي أساسه السليقة و الفراسة.وقد عمدت القنوات الفضائية إلى إيصاله إلى شرائح واسعة من المستمعين و المشاهدين عبر العالم العربي و غيره و هذا ما لا ينكره أحد وتم بعث "سوق عكاظ" من سباته العميق... غير أن إدماج المتلقي في عملية الاستماع قصد المتعة و تهذيب الذوق المترهل ، لا تؤهله بالضرورة إلى منصب حَكَمٍ ثانٍ له القدرة على الإدلاء برأيه في نص "زيد" أو نص "عمر" ما دامت وسيلة التصويت (net أو sms) متاحة على نطاق رهيب و يتداولها حتى الصبيان إن لم أقل الرضّع ،ناهيك عن التصويت بدافع القطرية الضيقة ( المهم إبن البلد و لا يهم ما يقول) ... فتخيلوا معي لو تحركت عجلة الزمن إلى الخلف ، و أتيحَ للمتنبي المشاركة في هكذا مسابقة. هل سيسعفه الحظ في تخطي عتبة باب مسرح "شاطئ الراحة" ، إن أُوكِلَ نصه إلى التصويت المزعوم......؟؟؟!!! ما مصير إمارة " أحمد شوقي "...؟!!! و ماذا عن حوليات "زهير بن أبي سلمى" و التي يقضي الحول برمّته في تنقيحها و تهذيبها لترى النور في أحلى أبّها ...؟؟؟!!! أنا لا أجد تفسيرا كون لجنة التحكيم و التي من المفروض هي المخوّل الوحيد و الرسمي للبت في هكذا أمر ، يوكلُ إليها 50% من الحكم و توكل نفس النسبة إلى التصويت عبر (net أو sms).فإذا كانت الحاجة تقتضي إدراج لجنة مستمعين سارية المفعول ،كان الأجدر ضم لجنة إستماع مؤهلة لهذا الغرض في ( علم نفس ، علم الاجتماع، اللسانيات ، الموسيقى ،...) و هذا على غرار ما يحدث في بلاد العم "سام" في انتقاء لجنة القراءة بالنسبة للأعمال الأدبية أو لجنة المحلفين في البت في الأحكام القضائية... *** بين هذا و ذاك هل المعايير التي ما زال يُحتكمُ إليها لحد الساعة في تقييم و تقويم النص الشعري خاصة العمودي منه من بنيوية و سميائية و تمشيط فاضح لقوام القصيدة ، ما زالت تؤدي الغرض بصدق و تنصف الإبداع و لا تبخس المبدع احتراقه لصناعة الجميل ؟ أليس من حق الشاعر الاحتفاظ على الأقل ببعض معاني و أسرار القصيد مَنْعًا لتمييعها ،لأن ليس كل ما يعرف يقالُ وحتى وإن قيل قد لا نجد له تفسيرا آنيا إلا بعد حين و إلا فما معنى الذوق الذي لا يقبل النقاش حوله... ؟ ** أكيد أن لكل عصر معاييره و نحن لا ندعو إلى أدب يضاهي أدب "العقاد " و إلا فلا ...و لا نريد إلزام المتلقي بما لا يلزم إرضاء ل: أبي العلاء المعري فحسب...و لا نريد من اسكتلندا عطايا كي نغني مع "توماس مور" و ليس لنا حاجة ماسة ل:" موليير" كي نعيد تنشيط مسرحنا على بهو القصور و الحدائق ومن المؤكد أننا في غنى عن روايات "حوليين غرين " ... كل ما نحتاجه هو لحظة صدق في ما نعتبره سعيا للحفاظ على الذاكرة العربية من الإندثار.. *** ماذا تقول عن العولمة و عصر الألفية الثالثة ؟ ** من البديهي أننا بعصر( الألفية الثالثة) يعتمد على آليات جد متطورة ، تلبي حاجيات هذه السيولة غير المتناهية من البشر و تخفف عنها عناء البحث المضني عن نغبة ماء عبر صحراء "نِفادا" أو فيافي" كلاهاري" و إن كانت الصورة غير مكتملة في المواقع كلها. و من البديهي جدا أننا لا زلنا نتنفس الأكسجين الذي كان يتنفسه "آدم" - عليه السلام- حين مكوثه على وجه هذه البسيطة ...و من المسلّم به أن ذلك السائل الشفّاف الذي يفتقد إلى أدنى صنوف الزينة ( الرائحة و الطعم و اللون) و الذي أوصلته التكنولوجيا حد الدور 161 في ناطحات السحاب العملاقة، هذا السائل لم يغيّر من إنتمائه شيئا، ما زال جزيؤه يتعاطى مع ذرة هدروجين و ذرتي أوكسجين و هو الذي يصنع الحياة في كل حدب و صوب...فما الذي تغيّر إذن؟... إن بركة التكنولوجيا عظيمة و عظيمة جدا سيما في مجال التواصل و المواصلات ، أُختصِرَ العالم في رمشة عين ، لم يعد مستقيما و لا دائرة بل مجرد نقطة تافهة تحاصرها آلاف الأقمار الصناعية و تراقب كل صغيرة و كبيرة تدب عليها و حواليها...فها نحن و بكبسة زر عبر النت أو عن طريق المبايل نتواصل مع الغير في أقاصي العالم، ندلي بآرائنا ،عن بعد،دون تكبد عناء و تكاليف السفر، في مواضيع شتّى و أحيانا في مواقف نخالها من اهتماماتنا و اختصاصاتنا و في واقع الأمر لا تكاد تعدو مجرد تسلية بالنسبة للكثيرين ...و لم يُستثنَ الإبداع خاصة الأدبي و بالتحديد ما تعلق منه بالشعر من إرهاصات بعض التصويت المزعوم ، غير المسؤول و الذي هو غالبا ، خارج نطاق تغطية الفكر... *** ماذا تقول عن الرتابة التي يعيشها المبدع ؟ *** الرتابة أشبه ما تكون بالتسونامي؟...و أخطرها رتابة الفكر... تتملكنا الحماسة ، فنهتف و نهتف حد البحتة ، نصفق و نصفق حتى تتورم الأيدي و ننسى أن كل شيء منوط بالصبر...ينتهي ثلث المشهد و بالكاد نحن على هامش تصور لم يكتمل... فينتكس كل شيء... *** ما الفرق بين شخص يتشبث بذاكرة النسيان و آخر يتحاذق و يشهر سيف التناسي كلما دعته مواعيد حاسمة لا تقبل القسمة على كل أيام الأسبوع...؟ ** أنا وطن لا يقبل القسمة على العرق و الجنسْ ...أنا وطن يدمن الحاضر و الامسْ...أنا كلٌّ لا يقايَضُ بمنتجع أو فلسْ مجموعة تعريفي: أنا,هو , و هي و أنتم و حدسْ فكيف لي أن أحرّر إحساسي و أعتقل الحبسْ *** نريد منك مقطعا شعريا من قصيدتك الجميلة " غجرية " في مسك الختام ؟ ** تحية عطرة لكل محبي الشعر و أقول في مقطع منها كهديتي لهم : ما للفؤاد تأزه الأشواقُ وتروب في همساته الأحداقُ إن حُقَّ في سرد الجمال تبصر فالقد هند و اللحاظ عِراقُ نزلت بواد مخصب. قسماته من ريق غيث شأوه الإنفاقُ فلتت من الأهل الذين رجونها ألا تسيح وقد ربا العشّاقُ فلتت كحبة لؤلؤ من عرشها مثل الشهاب تثيره الآفاقُ الجيد بور إن نأت عن وصله وإذا دنت،إستعتق الدُرّاقُ غجرية من قوم عيسى أبرقت بخطى عذارى ما لها إشفاقُ همست كشمس فوق مكنون الثرى أحيت رضابا،فانتشت أعراقُ وأنا الذي لم أنسلخ عن خلوتي زادي حداء والأنيس نِياقُ نزلت كريم ساقها عطش و ما رفقت بمهجة من إليه تُساقُ فرمت رؤى حاد بمعسول الشذا السُكرُ باغ و الذهول مُراقُ ويح له قلب يخالجه الهوى بعد المشيب ونبضه يشتاقُ