يتجدد الحديث وسط السكان عن السلالة الحمراء التي تعرضت لنزيف حاد خلال عشريات ماضية على يد مهربين محترفين تمكنوا من تمرير الآلاف من الرؤوس إلى المغرب عبر منافذ تحولت اليوم إلى معبر دولي لتمرير أطنان المخدرات من المغرب، ما تسبب في نفاذ الأسواق من هذه الثروة الحيوانية. وبدأ الحديث عن مشروع جديد يهدف إلى إعادة بعث النعجة «الدغمة» أو ما يعرف بالسلالة الحمراء قصد حمايتها من الانقراض الذي يهددها، رغم أنها تمثل أجود السلالات إلى جانب أولاد جلال، وهذا بعد الحراسة المشددة للأجهزة الأمنية وحراس الحدود قبضتهم على هذه المنافذ وإفشال الكثير من المحاولات بالمناطق وتفكيك عدة شبكات دولية ووطنية في التهريب. ويعتمد المشروع حسب مصادرنا- على جمع وتربية فحول سلالة «الدغمة» بموجب اتفاق بين الموالين ومصالح الفلاحة من أجل تربية قطيع نموذجي وإنتاج فحول مختارة للحفاظ عليه لدى الموالين المعنيين بهذا النوع من التربية بالمتابعة والتنسيق مع المعهد التقني لتطوير تربية الحيوانات وقسم البيولوجيا بجامعة باب الزوار بالجزائر العاصمة. وتراهن الجهات المعنية بهذه المبادرة على المساعدات التي تقدمها مختلف الهيئات ذات الصلة بهذا النشاط على غرار المعاهد الفلاحية، مديرية المصالح الفلاحية، الغرفة الفلاحية وكذا الجمعيات المهنية وتحسيس الموالين والمربين بأهمية هذا المشروع للحفاظ على هذه السلالة التي ظلت ولعدة سنوات مرتبطة بقبائل، أولاد امعلة، الطرافي، الكرارمة، أولاد سيد الشيخ، بريزينة والبيض وغيرها من المناطق الاخرى. ويؤكد بعض الموالين الذين التقتهم الجمهورية أنهم لا زالوا يحتفظون بعدد من الرءوس من هذه الفصيلة التي تتميز عن غيرها بمقاومتها للأمراض الوبائية وتغذيتها غير المكلفة لأنها تكتفي بما تجده من أعشاب بالمراعي التي تتواجد بها-ولإنجاح هذه العملية يوجد هناك فريق من البياطرة على مستوى مركز التربية الحيوانية في بلحنجير بالعين الصفراء بولاية النعامة يقوم بتحديد المؤهلات الوراثية لهذه السلالة وتحسين العوامل الإنتاجية لها فضلا عن تنظيم وإدارة تجارب علمية لتكاثرها عبر المركز قبل نقلها إلى الموالين المشاركين في المشروع.