8 آلاف مؤلف تاريخي في «مكتبة المجاهد بن عيسى عبد القادر » فيلم وثائقي حول أحداث 08 ماي 1945 بمشاركة المجاهدين بلقاسم بن زازة ومدني بلجيلالي متحف المجاهد لولاية مستغانم الذي دشنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم 10 فبراير 2004 ، يتربع على مساحة 15 ألف متر مربع ، يجمع عددا كبيرا من الوثائق و القطع الأثرية التي تمتد من مقاومة الأمير عبد القادر إلى غاية سنة 1994 ، وقد وزعت عبر تسعة 9 أجنحة ، يحاكي كل جناح مرحلة من المراحل التاريخية لولاية مستغانم والوطن وكذا 4 فضاءات خصصت للكتب التاريخية والعلمية و فضاءين للمطالعة و الأنترنت، وآخر لتسجيل الشهادات الحية ، وفي هذا الإطار زارت يومية الجمهورية وعشية الإحتفال بالذكرى ال 56 لأحداث 17 أكتوبر 1961 هذا الصرح التاريخي والتقت مدير المتحف بلال دقيوس . - حدثنا عن نشاطا المتحف منذ تدشينه إلى يومنا هذا ؟ - بدأ المتحف نشاطه ابتداء من 10 فبراير 2004 ، عندما قام رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بتدشينه خلال زيارته الرسمية لولاية مستغانم، وتتجسد مهامه الأساسية في جمع المادة التاريخية و حفظها وصيانتها ، ومن ثمّ عرضها عبر الوسائط المتاحة كالواجهات أو بطريقة رقمية وإلكترونية ، أما فيما يخص الأغراض المتحفية التي نمتلكها ، فهي عبارة عن وثائق رسمية ، أسلحة ، ألبسة وأغراض تعود إلى المقاومة الشعبية الوطنية مرورا بالحركة الوطنية إلى غاية الثورة التحريرية ، كما أننا نملك أشرطة مسجلة لشهادات حية ممن عايشوا الحدث و أرامل الشهداء وحتى من أبناء الشهداء والمجاهدين ، كما يحتوي متحفنا أيضا على نبذات تاريخية عن الشهداء و أشرطة عن المنطقة . - ما هي الأهداف التي تطمحون لتجسيدها ؟ - متحف مستغانم يستهدف بالدرجة الأولى العقل الجزائري ، حيث أنه يعمل على الحفاظ على الذاكرة الوطنية ، لأنه في حال نسيان التاريخ يكرر الإنسان نفس الأخطاء ، وقد ثبت هذا بين الأمم التي تغافلت عن تدريس تاريخها ، ثم ينتقل متحفنا من جهة أخرى ليخاطب القلب الإنساني وهنا أتحدث عن الأجيال المتعاقبة ، فالجيل الذي لم عايش الثورة أو سمع عنها يمكن أن يتكيف مع المعطيات التاريخية ، لكن الأصعب أنك توصل الرسالة إلى الجيل الذي سيأتي بعد رحيل كل المجاهدين ، لهذا نحن نعمل على جعل المتحف شاهدا على تاريخ أبائنا وأجدادنا بالأدلة و الصور والأشرطة المسجلة . - حدثنا عن الأجنحة التي تضمها المؤسسة المتحفية ؟ - المتحف يضم 9 أجنحة ، الأول يضم المعارض المتزامنة مع الأحداث ، والتي تسمح للزائر بالتعرف على المادة التاريخية لاسيما الوثائق و إلى من ترجع ، إلى جانب الألبسة والأسلحة ، أما الثاني فهو جناح خاص بالأمير عبر القادر ، وكل ما يخص حياته وشخصيته العسكرية والسياسية، وكذا دولته الحديثة ، ليأتي جناح الرئيس الراحل هواري بومدين من خلال التعريف بمآثره وأقواله التاريخية ومواقفه عبر العالم وخاصة في هيئة الأممالمتحدة ، ويتبع بجناح الرئيس محمد بوضياف ، و آخر خاص بالراية الوطنية وتطورها عبر التاريخ الممتد من القرن ال 16 إلى غاية 1934، بعدها ندخل جناح الكشافة الإسلامية وهو مستحدث ، لعلمكم فإن الكشافة الإسلامية بمستغانم ظهرت من خلال فوج « الفلاح «، كأول فوج في الجزائر بعدما أخذ اعتماده في 1939 ، أضف إلى ذلك أن معظم شهداء مستغانم هم من خريجي مدرسة الحركة الكشفية ، وفي الأخير لنا جناحين الأول خاص بالمأساة الوطنية التي راح ضحيتها 4 كشفيين في مقبرة سيدي علي صبيحة 1 نوفمبر 1994، ثم جناح الثورة التحريرية وكيفية انطلاقها عبر تراب الولاية من خلال المجسمات التي تظهر كل من الألبسة ، الطعام وكذا الحياة البسيطة التي كان يعيشها المجاهدون في الجبال . المتحف في خدمة الباحثين و الطلبة - وماذا عن مكتبة المجاهد « بن عيسى عبد القادر « ؟ - مكتبة المجاهد والمثقف « بن عيسى عبد القادر « فضاء يضم مجموعة مميزة من الكتب التي ترجع إلى 3 قرون من تاريخ الجزائر ، كما تجمع ما يفوق 8 آلاف كتاب ، إضافة إلى منشورات المجاهدين ، كما أننا نملك فضاء خاصا للقراءة والانترنت، و آخر يستغله « أصدقاء وسفراء المتحف» الذين يتسمون بالوفاء ويشاركون من خلال تمثيلهم للمتحف في المحيط الذي يعيشون فيه ، إضافة إلى فضاء رابع وأخير مخصص لتسجيل الشهادات الحية ، و الذي يحوي معدات وأجهزة جد متطورة تساعد على تسجيل الشهادات بدقة وجودة فائقة . - حدثنا عن عملية تسجيل الشهادات التاريخية ؟ - التسجيلات الخاصة بالشهادات متنوعة ، فمنها ما هو مكتوب ومنها ما هو مصور أو مسجل ، التسجيلات المكتوبة قليلة مقارنة بالتسجيلات عبر الأشرطة التي يفوق توقيتها 200 ساعة ، أما عن التسجيلات المصورة فهي حديثة ، حيث نقوم بتسجيل 3 إلى 4 مرات في الشهر ، والحصة الواحدة تدوم بين ساعة أو ساعة ونصف ، كل هذا العمل مجمع وسوف ينقل إلى الجزائر العاصمة لترقيمه وتنظيمه . - وهل ما تقومون به يستغل في البحث العلمي ؟ - طبعا ، ففي السمعي البصري مثلا أنجزنا فيلما وثائقيا حول أحداث 08 ماي 1945 ، وبالرغم من بقاء شخصين عايشوا الحدث وهم المجاهدين بلقاسم بن زازة ومدني بلجيلالي، إلا أننا حصلنا على الجائزة الثانية وطنيا ، ثم المكتبة وكل الوثائق موضوعة تحت تصرف الأساتذة والطلبة الذين يتعاملون معها في أبحاثهم الخاصة ، بعد المعالجة سوف ننقل كل هذه الوثائق إلى وزارة المجاهدين ، حيث سيتم رقمنتها ووضعها من جديد تحت تصرف الباحثين الذين يمكنهم استغلال كل الملفات المتاحة وطنيا دون عناء أي البحث سيكون انطلاقا من المتاحف الولائية . اتفاقية مع مديرية التربية و برنامج مكثف لزيارة « الدواوير» - كيف تتعاملون مع الوسط التربوي ؟ - قطاع التربية يعد حساسا وهاما جدا، حيث لنا اتفاقية مع مديرية التربية لولاية مستغانم تنص على إحياء كل النشاطات التربوية ونقل التلاميذ إلى المتاحف المتواجدة خارج الولاية ، و مؤخرا قمنا بتطوير فكرة التبادل مع عدد من متاحف الولايات كالبليدة ، سيدي بلعباس ، الجزائر العاصمة ... أما محليا فنعمل على أخذ التلاميذ والمتربصين في التكوين المهني في زيارات ميدانية إلى معتقل التعذيب بسيدي علي ومتحف بن عبد المالك . كما أننا نعمل على زيارة المدارس الابتدائية عبر قافلة تقدم أشرطة ورسوم متحركة لإيصال رسالة الشهيد والمجاهد وغرسها في نفوس البراعم ، وقد قمنا في البداية بتغطية الجهة الجنوبية الغربية (ماسرى سيرات وبوقيراط)، ثم انتقلنا إلى الجهة الشرقية إلى غاية عشعاشة ، والآن سنشرع في تغطية الدواوير ، ضف إلى أننا نرافق نشاطات المكتبة الرئيسية في المتوسطات و الثانويات ، حيث نقدم أفلاما تاريخية تتبع بمناقشة مع التلاميذ ، من خلال أسئلة التلاميذ شعرنا ولتمسنا تلك المرجعية التاريخية عندهم ، ما ينقصهم هو المرافقة . - كيف تمت عملية جمع الأغراض المتحفية من المواطنين ؟ - جمع الأغراض المتحفية لم تكن سهلة ، لذلك قمنا بإطلاق نداء عبر الإذاعة ووسائل التواصل الاجتماعي كما قمنا بعمليات تحسيسية حول كل نشاط كنا نقوم به ، إلا أن المشكل القائم هو أن من يمتلكون هذه الأغراض لا يريدون تقديمها للمتحف ، فمنهم من يرجع السبب إلى الحنين ، لكن يجب أن يعي هؤلاء أن هذه المادة التاريخية هي ملك جماعي ، فكلما يصلنا غرض ما، أول شيء نقوم به هو منح صاحبه شهادة شرفية ، ثم نضع مع الغرض بطاقة تقنية ، ونحن بصدد جمع الصور الخاصة بالشهداء والمجاهدين، بمشاركة رسامين وفنانين يرسمون لنا صورا تقريبية لشهداء غير معروفين ، كل هذا من أجل إثراء المتحف الذي يعد عقل الذاكرة الجماعية ، نحن اليوم في مرحلة جمع وترتيب مكثفة ، وغدا سيكون لهذا المتحف دور كبير في نقل وإيصال الرسالة إلى الأجيال القادمة ، وهذا بعد 50 أو 100 سنة . - نحتفي بعد أيام قليلة بالذكرى ال 56 لأحداث 17 أكتوبر 1961 ، ما هو برنامجكم المسطر ؟ - لقد حضرنا برنامجا ثريا ، يجمع نشاطات مختلفة ، معارض ، محاضرات وخرجات ميدانية ، هذه السنة ربما سنقيم الاحتفال الولائي ببلدية بوقيراط ، وبالتحديد وسط السكان ، كما سننظم ندوة تاريخية حول الشهيد حمو بوتليليس ، و سنقدم بالمناسبة وقفة بالإذاعة المحلية من خلال حصة « أبطال الظهرة » .