أكد نجم الثمانينات عبد الكريم بن جميل أن الفرق التي قاطعت البطولة الإمتيازية هذا الموسم لها الحق في الإحتجاج على قرار الإتحادية الجزائرية لكرة اليد القاضي بتغيير صيغة المنافسة قبل شهر واحد من إنطلاقها مضيفا ل »الجمهورية« أن هذا الإجراء الذي أقدم عليه أشخاص من ذات الهيئة لا يخدم هذه الرياضة. لأن زيادة عدد الفرق إلى 20 ناديا في القسم الأول سيؤثر على المستوى العام للبطولة ويقلل من شأن المنافسة خصوصا وأن هذه الصيغة الجديدة التي تقسم الفرق إلى خمس مجموعات لا تلتقي فيما بينها على أن يتشكل كل فوج من أربعة فرق فقط، تتنافس على مدار المنافسات من أجل بلوغ دورتي اللقب والبقاء ولا جدوى حسب اللاعب الدولي السابق لخضر إعتماد هذا النظام الذي لن يعمل على تطوير اللعبة وناشد القائمين على تسيير القطاع بالبلاد إعادة النظر في هذه الصيغة التي ستقضي على مستقبل كرة اليد. وتأسف لنشوب الخلافات داخل بيت الإتحادية وإقصاء 8 أعضاء بطرق تعسفية وأكد أن هذه الأمور لن تفيد الكرة الصغيرة سوى في إثارة المشاكل ما بين النوادي وتوتر العلاقة بينها وبين المسؤولين والأكيد حسبه أن المتضرر الأكبر من كل هذا هو الفريق الوطني الذي تنتظره كأس أمم إفريقيا بالمغرب وسيؤثر ذلك على مشواره الإعدادي تحسبا لهذا الموعد القاري الهام. وأوعز اللاعب السابق لنادي مولودية وهران السبب في ذلك إلى سوء التسيير على مستوى الإتحادية التي تكيل بالمكيالين وتهمش فرق الغرب والكفاءات التي تملك خبرة في الميدان وتستغل فقط الأشخاص الذين يخدمون مصالحها. واستغرب في حديثه حول وضعية رابطتي وهران وسيعدة اللتين تسيّران بطاقم مؤقت منذ سنوات دون اللجوء إلى عقد الجمعيات لتجديد الهيئات المذكورة وأضاف محدثنا أن ما تعيشه وهران من تدهور في هذه الرياضة هو نفس الوضع الذي تمر به هذه اللجنة بقسنطينة وعنابة العاصمة وما جاورها فلم تعد تنجب هذه المناطق لاعبين مميزين بل أن أحسن العناصر هجرت هذه النوادي. بداية كيف تقيم مسيرتك على رأس فريق كاسطور؟ كما يعلم الجميع أننا أنشأنا هذه الجمعية الفنية منذ موسمين تقريبا لتجسيد هدف رئيسي وهو إعادة بعث كرة اليد من مهدها الأصلي وهو الحي المعروف بكاسطور الذي أنجب العديد من اللاعبين المتميزين ودعم الفريق الوطني بخيرة العناصر التي صنعت أفراح كرة اليد الوهرانية وكذا كان لزاما علينا نحن بصفتنا قدامى اللاعبين أنا ومصطفى دوبالة وسعيد دوبالة، وعلي حود وبن سنوسي التفكير في إنشاء هذه الجمعية لتكوين فريق قوي يمثل وهران مستقبلا في الدرجة الأولى، علما أن النادي يضم عدداً كبيراً من الرياضيين في جميع الأصناف إلى غاية صنف الأشبال ولدينا 20 فريقا وما يربو عن 120 منخرط وانشأت هذا الموسم صنف الشبلات. من لاعب إلى مدرب إلى رئيسي فريق.. محطات مهمة في مشوارك أليس كذلك؟ هذا صحيح. فكل ما يهمني هو رد الإعتبار لهذه الرياضة وحقيقة حَز في نفسي كثيرا الوضع الذي آل إليه فريق مولودية وهران الذي يلعب في القسم الثاني ولأنني كنت من المحرومين من تقديم خدماتي لهذا الفريق الذي لا أنكر فضله علي قررت أنا وزملائي من قدامى »الهوندبال« إنشاء هذا الفريق بحي كاسطور لتوظيف خبرتنا لفائدة الشباب وإعادة الإعتبار للكرة الصغيرة بوهران على المدى البعيد. ترأسك لفريق كاسطور هل يعني أنك قد وضعت حدا لمهنتك كمدرب؟ لم أتوقف عن التدريب فأنا مازلت أشرف على تكوين اللاعبين بالجمعية وأترأس الفريق وأتلقى دعما كبيرا من زملائي الذين يشرفون على بقية الأصناف. هل تواجهون بعض العراقيل في تسيير الفريق؟ مشكلتنا الوحيدة هي غياب قاعة للتدريب، فاللاعبين يعانون كثيرا في فصل الشتاء عند تهاطل الأمطار بغزارة بملعب سول حيث نضطر لإلغاء الحصص التدريبية كما أنه لا تتوفر الإنارة بهذه المنشأة مما نريد من مشقة اللاعبين والمدربين ورغم النداءات التي وجهناها للمسؤولين من أجل إيجاد حل لهذا الإشكال لكننا لم نتلق سوى الوعود بحيث تعهد لنا المدير السابق رمعون بتخصيص ملعب »الأبيجي« لفائدة الجمعية على أن تصبح رهن إشارة ممارسي رياضة كرة اليد فقط مثلما هو الشأن بالنسبة لتحويل قاعة ملعب كاسطور إلى فضاء مخصص للمصارعين وتتوسم في المدير الجديد غربي تجسيد هذه الوعود خاصة وأن المشكل الكبير الذي يعترض طريقنا هو عدم إمتلاك الجمعية لقاعة مخصصة للممارسة كرة اليد بكاسطور بالرّغم من أن هذه المنطقة أنجبت خيرة اللاعبين الذين تخرجوا من مدرسة بن زرجب. هل تتابع أخبار فريق مولودية وهران بإستمرار وهل يمكن أن نر اك يوما ما تشرف على تدريب الحمراوة؟ أنا في خدمة المولودية الوهرانية متى إحتاجت إلى خدماتي ولم أرفض أبدا أي عرض يخص فريقي السابق لكنني لم أتلق الدعوة من المسؤولين لذا أسست فريقي وسأعمل على تكوين اللاعبين وإعداد النشء وإعادة النشاط لمدرسة كرة اليد بوهران. ماهي الأسبباب التي جعلتك أنت وبقية رفقائك تبتعدون عن الحمراوة؟ نحن لم نبخل على الفريق ومتى وجهت لنا الدعوة فسنكون في خدمة الفريق حبا لألوان المولودية وغيره على النادي الذي كان يشرف كرة اليد الوهرانية. كيف تعلق على عودة مدربك السابق مكي إلى المولودية؟ ليس لدي تعليق متى يمكن أن نرى المولودية تستعيد أمجادها وترتقي إلى القسم الأول؟ العودة إلى التكوين والإهتمام بالفئات الصغرى هي الحل الوحيد الذي سيعيد المولودية إلى سابق عهدها. لكننا حاليا نرى العكس فليست هناك استراتيجية واضحة تهتم بالتكوين في المولودية. بدليل أن الفريق أصبح يعتمد على لاعبين قادمين من مسرغين وبعض البلديات المجاورة فلا يوجد لاعبين كبار تخرجوا من رحم المولودية. لقد إنقطع الخلف تماما ماهي الأسباب حسب رأيك؟ هناك عدة عوامل تزيد من تدني الكرة الصغيرة الوهرانية وأتذكر جيدا أنه في سنة 1985 اختيرت وهران كأحسن مدينة رياضية بالجزائر لتألقها في بعض الإختصاصات الرياضية. لكنها فقدت هذه المكانة مع مرور الوقت للأسف واعتقد أن الأسباب واضحة من بينها عدم إيلاء أهمية كبيرة للرياضات التي شرفت الولاية وتهميش الإطارات المتخصصة. ماذا تقول بشأن مقاطعة النوادي للمنافسة ومارأيك في الصيغة الجديدة وإسقاط المجمع البترولي والأبيار؟ - اعتقد أن قرار المقاطعة الذي إتخذته النوادي المحتجة على صيغة البطولة كان صائبا وأن النظام الجديد لا يخدم مصلحة كرة اليد بل يزيد أمورها تعقيدا لأنه سيؤثر على المستوى العام للبطولة ومن غير المعقول اعتماد منافسة قوية ب 20 فريقا. ومن المفروض أن يتقلص عدد فرق القسم الأول إلى 12 ناديا يستحق اللعب في هذا الموسم. ويرفع من قدرات اللاعبين حتى يكون مستوى متقارب ويخلق تنافسا حادا، فصراحة مستوى البطولة الجزائرية ليس من مستوى الفريق الوطني الذي يتكون من بعض اللاعبين الذين ينشطون في البطولات الأوروبية القوية. خاصة إذا علمنا أن التشكيلة الوطنية تضم حاليا 7 لاعبين محترفين في الدوري الفرنسي لكرة اليد. كما أن قرار إسقاط العميد والأبيار إلى القسم الثاني غير منطقي وسيعاد النظر فيه مادام أن الفرق المعنية لها مطالب شرعية لغياب الشفافية والنزاهة في تسير شؤون البطولة الوطنية. إذا أنت تؤيد مقاطعة النوادي للمنافسة؟ حاليا الوزارة جمدت البطولة إلى حين مشاركة المنتخب الوطني في منافسة كأس الأمم الإفريقية بالمغرب. وهي فترة مناسبة لإعادة ترتيب أمور الإتحادية وأظن أن القائمين على هذه الهيئة لم يحترموا القوانين الداخلية. ولم يمرروا قرار تبني الصيغة الجديدة على الجمعية العامة للمصادقة عليه. كما أن معظم أعضاء المكتب التنفيذي رفضوا هذه الصيغة وقوبلوا بالإقصاء والطرد. في رأيك ما سر اعتماد صيغة ب 20 فريقا رغم تواضع المستوى؟ على ما يبدو أن عملية التحضير لإنتخابات الخاصة بالعهدة الجديدة إنطلقت مبكرا من طرف المشرفين على الإتحادية وتعزيز القسم الأول بعدد كبير من الفرق من شأنه أن يمنحهم المزيد في الأصوات وهذه الصيغة ساعدت فريق تڤرت على الصعود وبقاء جياسكا في هذا القسم. وهي فرق ذات مستوى محدود شأنها شأن بقية النوادي الأخرى التي إحتلت المراتب الوسطى في الموسم الماضي، والأكيد أنه من تابع أطورنهائي كأس الجزائر للموسم المنصرم يجزم قطعا بمحدودية المستوى لدى بعض الفرق التي لا تستحق اللعب في بطولة الإمتياز حيث أن فريق المجمع البترولي هزم صاحب المركز الثاني شبيبة سكيكدة في نهائي الكأس بفارق شاسع يقدر ب 12 نقطة. وهي نتيحة تؤكد تواضع مردود نوادي القسم الأول بإستثناء مولودية العاصمة. ماهي الحلول التي تراها كفيلة بإعادة الإعتبار للكرة الصغيرة ببلادنا؟ يجب إعادة النظر في الصيغة المعتمدة حاليا واعتقد أنه من الأحسن اعتماد بطولة ب 12 فريقا كافية لتحسين المستوى شريطة أن يكون المستوى متقاربا فيما بينها لخلق التنافس على اللقب وليس اللعب فقط من أجل البقاء. هل كان من المفروض أن تستفيد فرق الغرب كالمولودية من هذا النظام وترتقي إلى المستوى الأول؟ لا أعتقد أن هناك رغبة ملحة لتطوير كرة اليد بعاصمة الغرب الجزائري بدليل أن رابطة وهران مازلت تسير من طرف هيئة مؤقتة لفترة 6 سنوات وهو ما يتنافى مع القوانين وإذا كانت فرق تقرت والوسط الشرقي استفادت من هذه الصيغة فكان من المفروض أن صعود مولودية وهران وعودة مزغران إلى حظيرة الإمتياز لكن كما هو معروف فإن فرق الغرب مهمشة وبعيدة عن إهتمامات المسؤولين وهي تدفع دائما ضريبة السياسة العرجاء وسوء التسيير. وماذا عن مشاركة الفريق الوطني في الإستحقاقات القادمة؟ الفريق الوطني في مثل هذه الظروف لا يمكنه أن يجسد الهدف الذي سطره الطاقم الفني في المنافسة القارية والمتمثل في إحتلال المرتبة الأولى في هذا الموعد القاري ذلك لأن المدرب الوطني أصبح يشتكي كثيرا في المدة الأخيرة من العديد من النقائص كما أن التربصات التي يقوم بها غير كافية لبلوغ هذا المسعى. والبرنامج الإعدادي ناقص من حيث المباريات الودية. لكن النخبة الوطنية قادرة على التأهل إلى الدور الثاني في كأس أمم إفريقيا بالمغرب لأجل ضمان مشاركة مشرفة للجزائر في هذه المنافسة، خصوصا وأن الفريق مشكل من 7 محترفين و7 لاعبين محليين بإمكانهم الدفاع عن الألوان الوطنية في هذا الموعد. لماذا يبقي بن جميل في وهران ولم يعد إلى قطر؟ مازلت لدي اتصالات بفرنسا وقطر لكن عائلتي متواجدة بوهران وفضلت البقاء هنا لتوظيف خبرتي وتكوين فريق قوي مستقبلا.