مرت الجمعة الماضية 09 مارس 2018 ، أربعون سنة بالضبط على صدور أول عدد من النادي الأدبي الملحق الثقافي لجريدة الجمهورية . لقد لعب ، خلال العشر سنوات الأولى من صدوره ، ويلعب الآن بعد إعادة بعثه ، دورا فاعلا في حركتنا الأدبية والثقافية .تم تأسيسه من طرف الإعلامي الكبير المرحوم بلقاسم بن عبد الله والروائي حبيب السايح . بعد توقف دام 25 سنة ، عاد إلى الظهور في سنة 2013 وأعادت الروح فيه الصحافية المتميزة والأديبة زهرة برياح ، وتشرف عليه اليوم الإعلامية النشيطة عالية بوخاري . عمره اليوم 40 سنة . ولد ، ترعرع ، وتطور بفضل التضحيات ونكران الذات مع تظافر مجهودات الجميع ، وبدعم من مدراء الجريدة القدماء على رأسهم الأستاذ عيسى عجينة ، والمدير الحالي الكاتب والمسرحي الأستاذ بوزيان بن عاشور ، رؤساء التحرير والعاملين بالمطبعة وكذا مساندة الكتاب والقراء عبر أنحاء الوطن الجزائري والعربي .كان النادي الأدبي وما يزال فضاء إبداعيا وفكريا يسمح للكثير من الكتاب الجزائريين والعرب فرصة التواصل وتبادل الأفكار . أغتنم هذه الفرصة السعيدة لأتكلم عن هذا المنبر الهام ، الذي كنت انتظر يوم الخميس ثم يوم الاثنين بشوق لأقرأه ، من حيث نشأته ، صداه في الصحافة الجزائرية والعربية ، وفي الأوساط الجامعية ، وأيضا الذين كتبوا فيه أثناء المرحلة الأولى من وجوده الممتدة من 1978 إلى 1988 . نشأة النادي الأدبي : كانت جريدة الجمهورية تصدر بالفرنسية " la republique"وبدأت تتعرب في الأسبوع الأول من شهر جانفي 1976 بداية من الصفحة الأخيرة . وفي يوم السبت أول جانفي 1977 ، صدر أول عدد معربا كليا ، وذلك في إطار سياسة التعريب التي مست آنذاك الكثير من القطاعات منها قطاع الإعلام . وجاء ذلك ، بعد أربع سنوات من تعريب جريدة النصر التي تصدر بقسنطينة بالشرق الجزائري ، في عهد وزير الثقافة والإعلام د. أحمد طالب الإبراهيمي . في جانفي 1978 ، عرض المرحوم بلقاسم بن عبد الله، الذي كان فيما سبق أحد مساعدي الروائي المرحوم الطاهر وطار المشرف على الملحق الثقافي " الشعب الثقافي " ، ابتداء من شهر جوان 1972 إلى غاية مارس 1974 ، مشروع النادي الأدبي بتسميته وأركانه الثابتة على الأستاذ عيسى عجينة ، الذي رقي من رئيس تحرير إلى مدير بالنيابة اثر مغادرة المدير السابق السيد عبد الحميد سقاي ، الذي انفتح على النخب الثقافية والجامعية وظهرت في عهده الملاحق الثقافية ، والذي وافق على المشروع مبدئيا و لم ير مانعا في ذالك ، واقترح عليه إضافة المرحوم عمار بلحسن الذي اعتذر بسبب انشغاله كطالب علم الاجتماع بجامعة وهران ، واقترح عليه ثانية حبيب السايح الذي كان يدرس بمعهد الادب ، فوافق المرحوم بلقاسم بن عبد الله ، وباشر الاثنان تحضير أول عدد الذي ولد يوم الخميس 09 مارس 1978 بصفحة واحدة.واستمر حبيب السايح يساعد المرحوم بلقاسم بن عبد الله في إعداد المادة الأدبية إلى غاية جوان 1980 عندما انهي دراسته الجامعية وعاد إلى مسقط رأسه مدينة سعيدة ليزاول مهنة التعليم بإحدى ثانوياتها . كانت بدايته بصفحة واحدة ، أضيفت إليه بعد شهرين صفحة ثانية ، واستمر على هذا الحال إلى غاية 11 فيفري 1985 ليتحول إلى ملحق كامل بثماني صفحات . وتواصلت التجربة إلى أن توقف في شهر مارس 1988. وبعد غياب دام ربع قرن عاد مجددا في عهد المدير السابق لجريدة الجمهورية السيد مختار سعيدي عام 2013 بإشراف من الإعلامية برياح زهرة، ليتواصل المشوار الأدبي أيضا مع المدير العام الحالي السيد بوزيان بن عاشور والإعلامية عالية بوخاري التي تسلمت المشعل نهاية 2015 . يقول الروائي واسيني الأعرج في كتاباته عن جمهوريته ويعني بها جريدة الجمهورية: " بأن نقاش السينترا وهي مقهى في وهران قريب جدا من مقر جريدة الجمهورية كان يلتقي فيه المثقفون والأدباء هو الذي كان النواة الأولى لنشأة الملحق الثقافي النادي الأدبي.." إن الملاحق الثقافية الكثيرة التي ظهرت بجريدة الجمهورية ، منها النادي الأدبي ، قد لعبت دورا حاسما في المشهد الثقافي في الجزائر لتصبح الجمهورية مدرسة ثقافية وإعلامية حقيقية .حتى قالت عنها الأدبية السيدة أم سهام : هي كعبة المثقفين وبوصلة المبدعين وفسحة الفنانين أصداء النادي الأدبي لدى الصحافة الجزائرية والعربية : رغم ضيق الرقعة الجغرافية التي توزع داخلها جريدة الجمهورية ، فإن النادي الأدبي استطاع أن يتخطى الحدود وان يصل صداه إلى العديد من الصحف والمجلات الجزائرية والعربية .فكان له صدى في الصحف والمجلات الجزائرية مثل الشعب ، النصر ، أضواء الأسبوعية ، أسبوعية الجزائر الأحداث الناطقة بالفرنسية والتي توقفت .كتبت مجلة الشعلة التي كانت تصدر من مدينة غليزان في عددها الرابع شهر فيفري 1986 " إن النادي الأدبي ، كان المنبر الثقافي الذي اعتلاه جل أدباء ومثقفي غليزان،.لا أحد ينكر تشجيعه للأقلام الجادة التي شقت طريقها بثبات أو للمواهب التي تواصل نشاطها الأدبي. " وقد اهتمت الصحف والمجلات العربية ونشرت مقالات عن مسيرة النادي الأدبي ، مثل صحيفة الرأي العام الكويتية ، صحيفة الصباح اليومية التونسية ، الأسبوع الثقافي الليبية ، الثقافة العربية الليبية ،المجلة السورية الموقف الأدبي ، تشرين السورية ، النداء اللبنانية، الأقلام العراقية ، أنوال المغربية ، والمنتدى التي تصدر شهريا بدبي بالإمارات العربية . صداه في الأوساط الجامعية: كان أساتذة جامعة وهران يكلفون طلبتهم بانجاز بحوث مطولة حول تجربة النادي الأدبي تتناول شتى مواضيع أدبية منهم المرحوم د. عمار بلحسن و د. عز الدين المخزومي، كما قام الطلبة بإعداد أطروحاتهم للماجستير حول الكتابات المنشورة به ، وكذا رسائل لنيل شهادة الليسانس .وقد فرض النادي الأدبي نفسه على الساحة الثقافية بالجزائر ، وبالوطن العربي .فقد أصبح مرجعا مسجلا في أطروحة جامعية أنجزها سنة 1982 الأستاذ محمد بشير بويجرة عن الشخصية في الرواية الجزائرية .وقد أقامت بعض المؤسسات التربوية ندوات حول تجربته، و في شهر أكتوبر سنة 1986 راسله من مصر الأستاذ نهاد شريف ، عضو مؤسس لاتحاد كتاب مصر ، ومؤسس جمعية كتاب ومحبي أدب الخيال العلمي وعضو كل من " نادي القصة" وجمعية الأدباء ورابطة " الأدب الحديث"، وهو من أبرز كتاب الخيال العلمي على مستوى الوطن العربي ، وله مؤلفات عديدة في هذا الشأن ترجمت إلى عدة لغات . قيل عنه : مخلوف عامر: " النادي الأدبي جعل نصب عينيه منذ البداية تشجيع المواهب الناشئة مما غذى الجو الثقافي إلى حد كبير وساعد القارئ على معرفة الحركة الأدبية في الجزائر والوطن العربي والعالم قدر المستطاع .وهو يقدم للقارئ باستمرار مادة دسمة قوامها الإبداع في القصة والشعر والدراسات النقدية والترجمة والمقابلات التي يجريها من حين لآخر زيادة عن الأخبار الثقافية المتنوعة ." الخميس 13 مارس 1980 . السيدة زليخة :" ظهر كمولد جديد يحمل سمات العروبة والإسلام دون تقوقع وواكب العصر دون اغتراب ، احترم المحبة والخير التي مجدتها العقيدة .وفي نفس الوقت عاش في بيئة إنسانية لا تحدها الحدود ولا تقيدها السدود وجنح مع العصر دون أن يعبث بالتراث ولم يتشاءم من المعارف العالمية بل ضم التراث إلى معاناة الظروف الحاضرة واستعد للمستقبل .فكان وثيقة عصرنا يشهد على جيلنا في معركته المادية والروحية ." الاثنين 10 مارس 1986 . الحاج محجوب عرايبي :" نافذة تتنفس منها الأقلام الناشئة الباحثة عن وجودها في عالم الفكر والإبداع .وعبر هذه الفجوة يطل المبتدئ على ما أنتجته مخيلته الخلاقة للنوع الذي اقتحمه وبفضلها يقف على رجليه تدريجيا ليبلغ بعد المحاولة والخطأ والممارسة الطويلة المحكمة رشده ." الاثنين 10 مارس 1986 . الشيخ قدور بن عالية :" وأكرم به من مولود أتت الجمهورية به قومها تحمله ، وتدعوه بالنادي الأدبي ، دعوتها إلى لسان أصله العربي البيان" . الاثنين 01 / 09 / 1986 . حبيب مونسي:" كنا ننتظر إطلالة النادي الأدبي لنقرأ لأسماء تقربنا منها الصفحات وتدخلنا الكلمات عالمها السحري بين نقد وقصة وقصيدة شعر ثم تجرأنا على الكتابة قليلا قليلا" . واسيني الأعرج :" صدور الملحق الثقافي لصحيفة الجمهورية كان حدثا ثقافيا جهويا ووطنيا انتميت إليه بلا تردد فكان يربطني بحبي الأول الجمهورية " . جمال فوغالي:" كم لك من إياد بيضاء على الأدب واعترف للتاريخ أنه الملحق الأدبي الأوحد الذي ظل شجرة مباركة جذورها تربة خصبة معطاء وجذعها متطاول في سماء الفكر والأدب ". أم سهام:" كان النادي الأدبي تجربة رائدة في الصحافة الأدبية ، وكان العمل في أركانه عملا ممتعا متحركا ينبض بالجديد والمفاجآت ويبعث في النفس أنواعا من الدهشة والانبهار " . محمد بشير بويجرة :" النادي الأدبي يعتمد في مراجع البحوث الجامعية ".