أكد الأساتذة والمحاضرون في مداخلاتهم التي ألقوها مباشرة بعد افتتاح فعاليات الملتقى "التكوين المهني والأخلاقي للصحافيين وممارسي الاتصال" على ضرورة التزام الصحافيين بالأخلاق و"الاتيقيا" المهنية، مبرزين أهمية تكثيف الدورات التكوينية وفتح معاهد متخصصة في مجال الإعلام، موضحين أننا متوجهون اليوم إلى ما سموه "بالصحافي العالمي"، حيث يمكن لأي فرد أن ينشر أخبارا ووقائع وأحداث عبر مدونات الكترونية أو وسائط اجتماعية، ومن ثمة يجب على رجال مهنة المتاعب تلقي دورات تكوينية تجعلهم يتعرفون على آخر النظريات في مجال علوم الإعلام والاتصال وكيفية التزامهم ب"الإتيقا" والتفرد عن باقي المدونين العاديين الذين باتوا هم كذلك يمارسون المهمة الإعلامية دون معرفتهم واطلاعهم على كيفية التحرير الصحفي، والتعليق والتغطيات التي يقوم بها رجال الإعلام، وأكد بالمناسبة الدكتور علي منعم القضاة من الأردن في محاضرة بعنوان "تكوين الصحافيين أكاديميا ومهنيا وأخلاقيا" أن المؤسسة الإعلامية تمثل أبرز وأهم مؤسسات البناء الاجتماعي ووجودها كأداة للتواصل ضروري من أجل تفعيلها في جميع المستويات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية والتربوية، مضيفا أن الصحفي الناجح هو من يعرف الطريقة للتعبير عن فكرته ويؤثر في أكبر عدد ممكن من الناس وللوصول إلى هذا الصحفي يقول الدكتور علي منعم القضاة، لا بد من إعداده لأنه النائب الحقيقي عن الناس، موضحا أن التكوين يكون على 3 مستويات : الأكاديمية والمهنية والأخلاقية، من خلال إنشاء المعاهد والجامعات المتخصصة فضلا عن بناء خطط وبرامج جامعية في كل التخصصات، ورفد الجامعات بأعضاء هيئة تدريس ومهنيين متميزين، زيادة على تزويد الصحافيين بكل المعارف النظرية لعملهم ومهنتهم دون أن ننسى عمل مقابلات للطلبة قبل السماح لهم بدخول الكليات، أم فيما يتعلق بالجانب المهني فينبغي تأهيل الكفاءات الصحفية والقيام بعملية تبادل إعلامي ضمن اتفاقيات مع دول عربية، وتنظيم دورات تكوينية مهنية في فن التفاوض والحوار، وفيما يخص المعيار الأخلاقي، أوضح نفس المتحدث أنه يجب مد جسور الثقة بين الصحفي والجمهور، السماح للعاملين في الإعلام بالوصول إلى معلوماتهم من المصادر الأصلية ثم نشرها بموضوعية. من جهتها أكدت الدكتورة رقاد حليمة من جامعة مستغانم، في محاضرة بعنوان "الحراسة الايتيقية للشاشة الرقمية أن حاليا تم إحصاء 3 ملايير مستخدم أمام شاشة الانترنت وأن الكثير منهم تحول إلى منتج للرسالة داخل مجتمع إعلامي بامتياز، موضحة أن التدوين الالكتروني (Blog)، أضحى اليوم صحافة هواة ومساحة جديدة للتعبير السياسي والديني والاجتماعي، مشيرة إلى أن مفهوم "الاتيقيا" (Ethique)، مرتبط بجملة من المبادئ أو الأوامر المحددة لكيفية التعامل بين الأفراد والتمييز بين ما هو مقبول أو غير مقبول، من جانبه أوضح الدكتور نورالدين لبجيري من جامعة سكيكدة، في مداخلته حول أخلاقيات الصحفي الناشر للجريمة " أن الممارسة الإعلامية في حد ذاتها متنوعة وأن الحديث عن الأخلاق يحتاج إلى التخصص، حيث أن نشر خبر جريمة يختلف عن الخبر الرياضي، مشيرا إلى أن الجريمة متصلة بالطابع القانوني والأمني وبحقوق المواطنين، مشددا على أن نشر الجريمة كخبر لا يقوم بها للأسف صحافيون محترفون بل مبتدئون في الإعلام، داعيا إلى ضرورة تكوين رجال مهنة المتاعب في هذا المجال، أخلاقيا وتربويا وحتى بمصادر الأخبار ومنتجي البرامج، وأن يتحلوا بالورع والأمانة والتعاطف ...إلخ. من جانب آخر تحدث الدكتور إيكوفان شفيق من جامعة تيزي وزو، في محاضرة بعنوان "الإشهار عبر وسائل الإعلام"، حيث تم التأكيد على أن قطاع الإشهار بات يمارس بأشكال غير أخلاقية، حيث أن قانون الإعلام ينص على أن الإشهار ينبغي عدم تجاوزه الثلث 1/3 من المضمون الإعلامي إلا أنه للأسف يصل أحيانا في بعض إلى الثلثين، موضحا أنه يوجد تجاوزات من قبل القائمين على الإشهار تتعلق بالمساس بالقيم في المضامين التجارية، عرض المنتوج كما هو دون تدقيق طبيعة المنتوج، لاسيما إذا كان مضرا بصحة المواطنين، وعدم احترام السياق الثقافي والاجتماعي في عرض الإشهار التجاري. تجدر الإشارة إلى أن الملتقى سيختتم اليوم بإلقاء عدة محاضرات ومداخلات وسيتوج بعدة توصيات من أجل تطبيقها في مجال تطوير وترقية العمل الصحفي .