* شارك في عدة معارك بالبيض و حكم عليه بالإعدام بسجن الحراش و أطلق سراحه بعد 19 مارس 1962 زارت الجمهورية أول أمس المجاهد "زاهي محمد بن الدين" البالغ من العمر 107 سنوات في ببيته العائلي بحي الغربي بمدينة الأبيض سيدي الشيخ جنوب ولاية البيض و ذلك بمناسبة عيد النصر 19 مارس حيث استقبلنا بصدر رحب برفقة مجموعة من أولاده وأحفاده حيث يعتبر المجاهد "الحاج محمد" من كبار المعمرين والمجاهدين القلائل الذين فجّروا الثورة النوفمبرية بالجهة ويعد من أبرز الشخصيات الثورية هو من مواليد 1911 بالأبيض سيدي الشيخ ينحدر من قبيلة أولاد سيدي الشيخ المعروفة بالجهاد والكرم والعلم و لديه من الأولاد والبنات والأحفاد أكثر من 50 فردا ويحظى بمكانة مرموقة في أوساط سكان الأبيض سيدي الشيخ وبالرغم من تقدم سنه روى لنا بعض الأحداث التي عاشها خلال الحقبة الاستعمارية ولا تزال دامغة في مخيلاته ويقول بأنه قد خانته الذاكرة لكي يسرد لنا نضاله الثوري منذ التحاقه بالثورة سنة 1956 "بالقعدة" بضواحي جبل "قرقور" بمنطقة أفلو بين حدود ولايتي البيض و الأغواط و اسمه الثوري "بخطط " و أضاف الحاج محمد بأنه نسى معظم الأحداث ولكن يتذكر جيدا حادثة اعتقاله من قبل القوات المستدمر الفرنسي بمركز الثورة بجبل "بوقرقور" وزج به في السجن بتاريخ 17 ديسمبر 1956 وبقي فيه حتى افريل 1962 بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار عبر كامل التراب الوطني خلال19 مارس 1962 *"كنت في سجن الحراش رفقة الشهيدة حسيبة بن بوعلي و العنقى" كما أضاف محدثنا بأنه خلال القبض عليه حول إلى سجن تيارت ثم نُقل إلى قسنطينة وحكم عليه بالإعدام بسجن الحراش ووضع في زنزانة وكان بالزنزانات المجاورة الشهيدة حسيبة بن بوعلي والفنان "العنقى" ونسي الكثير من الشخصيات الوطنية و الثورية المعروفة التي كانت تقبع بالسجن معه آنذاك وتعرض لأبشع أساليب التعذيب ملتزما بالصمت دون إعطاء أي معلومة عن أسرار الثورة وتحركات الثوار البواسل بصفته كان مسؤولا بالمركز بمعية المجاهد "لعماري" ويتذكر يوم القبض و هو يوم اندلعت خلاله إشتباكات من الساعة 5 صباحا حتى الخامسة مساء و استعمل فيها العدو الفرنسي أكبر العتاد من طائرات وأسلحة فتاكة وقام بضرب المركز وحاصره و استشهد بعض من رفقائه وكانت بحوزته 3 أسلحة منها "السداسية" و"فوشي" و"زويجة" ومن رفقائه الذين رحلوا إلى الأبد منهم المجاهد بن زغمان محمود والشهيد "شيبوب" من اربوات والشهيد لزرق احمد والمجاهد عبد القادر والثائر مناد أمعمر . و أثناء حديثنا مع المجاهد زاهي محمد ساعدنا حفيده الطالب الجامعي بلخنيفرات عبد القادر الذي يدرس بجامعة بلعباس في طرح الأسئلة عليه نظرا لضعف حاسة سمعه و كان الحديث معه شيقا. ورغم تقدم سنه حكى لنا بحسرة وألم وقلبه يعتصر دما على ما اقترفه المستدمر الفرنسي من جرائم ضد الشعب الجزائري بالمنطقة . ولقد عاتبنا على تأخرنا في تسجيل شهادات المجاهدين وكتابة التاريخ . و فقد زوجته المجاهدة الحاجة أم الخير بلخنيفرات سنة 2015 التي عاشت أحداث انتفاضة الزريديب سنة 1961 وظل زاهي محمد طيلة حياته مرجعا تاريخيا ويحضر دائما في المناسبات ولا يزال يترأس الاجتماعات في إصلاح ذات البين ويقصده السكان لحل مشاكلهم .