الزكاة عبادة مالية واجتماعية، وشعيرة من شعائر الإسلام الكبرى، وهي الركن الثالث في الإسلام وذلك لما صحّ عن النبي صلى الَله عليه وسلم من أحاديث، منها: عن ابن عمر رضي الَله عنهما قال: قال النبي صلى الَله عليه وسلم: (بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا) [متفق عليه]. حديث جبريل لما سأل الرسول صلى الَله عليه وسلم: ما الإسلام؟ فقال النبي صلى الَله عليه وسلم: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله أن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا) [متفق عليه]. معنى الزكاة والصدقة : لغة: مصدرها زكا، يقال زكا الشيء إذا نما وزاد.وفي لسان العرب الزكاة معناها: الطهارة والنماء والبركة...، أما شرعا فهي الحصة المقدّرة من المال التي فرضها الله للمستحقين.، والصدقة بمعنى الزكاة: قال الماوردي في الأحكام السلطانية الباب 11 ولاية الصدقات: « الصدقة زكاة والزكاة صدقة يفترق الاسم ويتفق المسمى» الماوردي، الأحكام السلطانية. وقد تأكد في نصوص شرعية منها:﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(103)﴾ [سورة التوبة].﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(104)﴾ [سورة التوبة].، ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(60)﴾ [سورة التوبة]. فرضيتها : فُرضت الزكاة في مكة ولكن لم تكن مقدرة بل كانت مطلقة، ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ(38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ(39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ(40) عَنْ الْمُجْرِمِينَ(41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ(42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ(43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ(44)﴾ [سورة المدثر].، ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ(19)﴾ [سورة الذاريات].، ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ(24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ(25)﴾ [سورة المعراج]. ثم فرضت الزكاة في السنة الثانية للهجرة قال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(110)﴾ [سورة البقرة]. ﴿...فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(5)﴾ [سورة التوبة]. لقد ذكر الله تعالى الزكاة ثلاثين مرة، وفي سبع وعشرين منها مقترنة بالصلاة في آية واحدة، وردت 8 مرات في السور المكية، و22 مرة في السور المدنية، ولقد جاءت الزكاة في القرآن الكريم كحكم كلي فصلته السنة النبوية قولا وعملا. التحذير من منع الزكاة . العذاب الأخروي: عن أبي هريرة رضي الَله عنه أن رسول اللهصلى الَله عليه وسلم قال: (من أتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مَثُل له يوم القيامة شُجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه – يعني شدقيه – ثم يقول: أنا مالُك أنا كنزك، ثم تلا النبي صلى الَله عليه وسلم الآية: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(180)﴾[سورة آل عمران]) [رواه البخاري]. . العذاب الدنيوي: الجوع والقحط، قال الرسول صلى الَله عليه وسلم:(ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين) [رواه الطبراني]، يراد بالسنين: القحط والمجاعة. العقاب الشرعي القانوني: يتولاه الحاكم حين يمنع الناس أداءها، وهذا ما فعله أبو بكر الصديق رضي الَله عنه. شروط المال الذي تجب فيه الزكاة الملك التام للمال: وهو المال الحلال الذي يملكه صاحبه سواء كان من عمل بدني أو فكري أو ميراث أو وصية أو هبة لقوله تعالى ﴿...وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ(7)﴾ [سورة الحديد]. القابلية للنماء: أي الأموال التي تعود على صاحبها بالربح: الأنعام والنقود وعروض التجارة... بلوغ النصاب: وهو المقدار الذي حدده الشرع في كل نوع من أنواع المال. الفضل عن الحوائج الأصلية. حولان الحول: بالنسبة للنقود والسلع التجارية والأنعام، أما الزروع والثمار فزكاتها يوم حصادها أو جنيها.