هي الشجرة ..وأنا الإنسان ..هي أغصانها محلقة إلى السماء السابعة ، وأنا قدماي مغروستان في وحل الأرض السابعة، كانت عدستي ترقبها دون أن تطرف لها عين ، بدت لي أنها تتحرك نحوي فاتحة ذراعيها ..مسحت زجاج العدسة أكثر من مرة ، يكاد الهوس يمضي بي إلى ما لا تحمد عقباه ، هل أنا مرهق ..؟ سألت ُ . شمس أول أمس لم تغب و ليل يوم غد أكيد لن يسبقها، هل يحق لي أن أصدق ..سألتُ..لن أصدق ..أنا لا أصدق .. لاح لي أني أتحرك نحوها ..أنا أيضا انتبهت إلى قدمي ..كانتا موغلتين في الوحل ، حركت عدستي عساها تخبرني بما ألمّ بها ، فاعتذرت بأن لها شوق وعشق إلى هذه الشجرة أنا لا أصدق ..رأيت فيها كل ما يهواه إنسان .. رأيت أجدادي وآبائي ..رأيت الماضين والقادمين .. رأيت الأساطير والحكايات .. ورأيت شقا عظيما بداخله كهفٌ عجيب يغري الناظرين ، دون تفكير عزمتُ فدخلتُ ، أشعلتُ ضوء عدستي ..وكان النهار متجليا في أحضانها هل أعود ؟..سألتُ في سذاجة ، وكانت في كل مرة تمد ذراعيها حولي لتحضنني أكثر ، كيف تعود ؟ ..ترد في استحياء ، جعلتني أغوص في دهاليزها الدافئة ، كانت الشجرة وكنت أنا الإنسان ...، وقبل أن يلتئم الشق خلفنا كان آخر همي يتشكل في صورة أخيرة .. هل يمكن أن تقوم القيامة من بعدي ..هل ستخون العدسة الوعد ..وهل سيجيء الأحبة والجيران وكل أهل البلدة، تسبقهم كلابهم الكسولة ..ليفتّشوا عني ..ليسألوا عني ..ربما نعم ..ربما لا ؟