قرص إلا ربع هو مونودراما اجتماعية هزلية من تمثيل وكتابة بغالية أحمد وتصميم الاخراجي الطيب رمضان تحت إشراف الفنان محمد آدار من انتاج الجمعية الثقافية مسرح المدينة لوهران . جسد فيها الممثل الوضع الاجتماعي الذي يعيش فيه شباب اليوم و صراعهم مع النظام الإداري من خلال العرض الذي مزج فيه المخرج ما بين الواقع و العبث من خلال توظيفه لصور المتحركة التي أعطت للمتلقي نوعا من الانتباه ، و جعلت للعرض جمالية لكونه يمس جميع شرائح المجتمع من الطفل إلى الشيخ. اعتمد الممثل في عرضه على لغة الجسد إذ أنه كان يستعمل جسده و حركاته فوق الركح لكي يرسل رسائله إلى المتلقي دون أن يتكلم ، فلغة الجسد والحركات تمازجت مع الفضاء المسرحي الذي كان فارغا إلا من جسد الممثل و بهذا استطاع أن يغطي على الفراغ ليجعل المتلقي يتابعه في جميع تحركاته.. كان البناء الدرامي للنص متداخلا لم يركز على نقطة معينة ليبني عليها نصه، وعرضه لكنه راح يطرح العديد من القصص بل أكثر من ذلك ، أخذنا من جو المشاكل الاجتماعية للشباب من بطالة وغيرها لينقلنا إلى جو الأوضاع الإدارية داخل المستشفيات في طرحه لقصة والدته المريضة التي ينتقل بها من مكان لآخر، فقط ليجد طبيبا يعالجها و كل هذه القضايا اشتركت في حبكة واحدة كونها تعالج صراع المواطن مع الإدارة هذا يتجسد في قوله " – كي تعرف لي تحت يقضولك لي الفوق " طرح الكاتب إشكالية اجتماعية إلا و هي بيروقراطية الإدارة ووظف فيها شخصيات الحارس والقابلة والطبيب ووالدته ، ليخدم الفكرة التي أراد أن يوصلها كونه يتصارع في نظام مغلق خيوطه في يد هؤلاء الشخصيات ما زادته و قوة إلا الضحية التي بني عليها الصراع و فكت بها العقدة بهذا عرف كيف يلعب بالأدوار ليستعمل الطابع الكوميدي الهزلي في حواره لكي لا يشعر المتلقي بالملل ، إلا أنه لم يعتمد على النوع الكوميدي وأضاف إلى عرضه بعض الأغاني التي تدخل في جو مسرح الطفل ربما هذا ما أعطى للعرض نكهة . " قرص إلا ربع " هو مونودراما يحاكي الواقع ينتقده في وضعه، و في نفس الوقت هي كوميديا ساخرة من حالة اجتماعية متردية عرف فيها المخرج كيف يوصل الأفكار ووظف جماليات الصورة والصوت بالأغاني .