يشتهر الجزائريون بخاصية فريدة من نوعا لا تجد مثلها في باقي الدول الإسلامية و هي الإسراف في الشراء و الأكل خلال شهر رمضان المعظم ، مع الخمول في النهار و السهر في الليل . و هو ما ينعكس سلبا على كمية الفضلات المرمية بالحاويات و التي تعرف ارتفاعا كبيرا طيلة مدة شهر الصيام. هذه الطبائع نجدها بولاية مستغانم التي استعد سكانها لهذا الشهر قبل حلوله بأسبوع من خلال اقتناء العديد من المواد الغذائية كالديول و المايونيز و الفلان و الجبن للطلي و التوابل... و من العائلات من تتجه نحو الأسواق ومحلات البيع بالجملة لاقتناء الخضر بالصناديق و بكميات هائلة ونفس الأمر بالنسبة للمواد الغذائية الواسعة الاستهلاك كالسكر و القهوة و الزيت والطماطم المعلبة وحتى المشروبات والعصائر و منتجات التحلية وجميع الكماليات تدخل ضمن قائمة المواد التي تخزن بالجملة استعدادا لاستقبال رمضان. و تواصلت عملية الشراء و بقوة عند أول رمضان و إلى غاية أمس ، حيث تشهد الأسواق الشعبية إقبالا كبيرا من طرف السكان بهدف اقتناء مستلزمات مائدة رمضان، وبالرغم من ارتفاع أسعار بعض المواد الاستهلاكية، على غرار اللحوم و الفواكه والخضروات، إلا أن نكهة رمضان كانت الأقوى، حيث عجت طاولات الأسواق بمحبي الزلابية والشامية (أو الهريسة كما يحل للمستغانمية تسميتها) والشاربات وغيرها من المواد التي لا تكاد تخلو منها الموائد خلال الشهر الفضيل. وهو ما يفسر الازدحام والاختناق التي تشهده يوميا الأسواق الشعبية . بائع جملة يؤكد أن نشاطه يتضاعف مع اقتراب رمضان و ذكر احد بائعي الجملة بالمدينة ، أن نشاطهم يتضاعف مع اقتراب المناسبات إلى درجة أن إقبال المواطنين على محلاتهم يفوق تجار التجزئة وتصل في بعض الأحيان فاتورة المواد لتي يقتنيها رب عائلة دفعة واحدة إلى 20 ألف دج يدفعها الزبون في لحظة ، مع العلم أن الأجر القاعدي للموظف الجزائري يقل عن ذلك لكنك تجد السواد الأعظم منهم محدودي الدخل يحتلون الصفوف الأولى في الطوابير. ازدحام بسوق عين الصفراء وقد تم رصد هذه الظاهرة خلال جولة قادتنا إلى سوق عين الصفراء الشعبي الذي شهد ازدحاما كبيرا على غير العادة من المتسوقين الذين يشترون كل شيء دون توقف و كذا الأمر بسوق المغطاة المعروفة بغلاء الأسعار و التي هي الأخرى تعرف يوميا إقبالا منقطع النظير يتسبب في غلق منافذ المرور به. طوابير على اللحوم و الحليب و «الكارانتيكا» و كانت كل المحلات على اختلاف نشاطاتها مكتظة بالزبائن لاسيما القصابات لشراء مختلف الأنواع اللحوم الحمراء و البيضاء لدرجة أن طوابير الانتظار تمتد إلى الخارج بفعل الاجتياح العارم من المقبلين على التسوق خلال هذه الأيام بشكل يوحي إلى أن هناك أمر ما ستحدث من فرط ما يقتنونه من أصناف المواد الغذائية و الخضر و اللحوم و الأسماك رغم غلائها ، كما تم ملاحظة طابور طويل أمام شاحنات توزيع الحليب بسوق التضامن من اجل الظفر بكيس واحدة في هذا الشهر . و الغريب في الأمر أن بعض المستهلكين تهافتوا بقوة أول أمس على الأسماك رغم غلائها الفاحش ، حيث تراوح سعر الباجو ما بين 700 دج إلى 1000 دج للكلغ و الخورير ب 600 دج و الكراميل ب 500 دج و السردين ب 450 دج . دون نسيان «الشربات» التي تعرض أكياسها هي الأخرى بالمحلات والأسواق الشعبية ، إلى جانب اقتناء الكارنتيكا التي يشتهر سكان هذه الولاية بتناولها عند الفطور و التي تباع بكثرة قبيل آذان المغرب . منظمة حماية المستهلك:« المواطن له ضلع في غلاء الأسعار» و حسب احد أعضاء منظمة حماية و إرشاد المستهلك بمستغانم «ابوس» ، فان المستهلكين لهم ضلع كبير في بقاء الأسعار مرتفعة من خلال تهافتهم على شراء المواد الاستهلاكية و بكميات كبيرة و هو ما يشجع حسبه التجار على رفع الأسعار بشكل متواصل إلى جانب تسبب السكان في رمي العديد من المواد الاستهلاكية في الحاويات على غرار الخبز و الفاكهة و حتى المأكولات المطبوخة كالبوراك . طالبا المستهلكين التعقل في الشراء دون الإسراف.