- بقايا الهدم لم ترفع بالحي الفوضوي لحد الآن رغم مرور 5 أشهر على عملية الترحيل - شوارع بدون أرصفة وطرقات لم يسبق لها وإن استفادت من عمليات التهيئة لا زال حي «سيدي البشير» التابع لبلدية بئر الجير يعاني التهميش و يغرق في فوضى عارمة رغم الميزانيات الهامة التي تدعمت بها البلدية من أجل إعادة الاعتبار لهذه المنطقة و هو ما وقفت عليه جريدة «الجمهورية» خلال زيارة استطلاعية للحي الذي يضم ما يقارب ال 180 الف نسمة ، فقد أصبحت المفرغات العشوائية للنفايات تشكل ديكورا له عبر مختلف أرجائه لا سيما بحي» بن داود 1» و بوسط المنطقة و لم تسلم منه حتى المقبرة التي لم يوليها القائمون على هذه المنطقة حرمتها أين أضحت تحيط بها من كل جانب و خاصة أمام مدخلها الذي تحول الى نقطة سوداء . عودة مفرغة حي «سيدي البشير » بعد أقل من سنة علما بأن حتى «المفرغة العشوائية» التي سبق لوالي وهران السيد مولود شريفي و أن أمر العام المنصرم رئيس بلدية بئر الجير بضرورة القضاء عليها باعتبار انها كانت تشكل اكبر نقطة سوداء امتدت على مدار العشر سنوات بالجهة وتسببت في انتشار الأمراض والأوبئة على غرار الحساسية والربو والأمراض الجلدية الخطيرة عادت من جديد و تحولت إلى فضاء للقمامة و حتى للدخلاء القادمين من مناطق بعيدة و الذين يرمون مخلفات البناء و الاوساخ في هذه المفرغة و أضحت مرتعا لتنامي الزواحف و الافاعي اضافة الى الروائح الكريهة التي تنبعث منها و التي نغصت حياة السكان . فلا تكاد أي جهة تخلو من التعفن و الروائح النتنة و الحشرات و الباعوض و حتى من القطط و الكلاب الضالة و الجرذان في ظل الاهمال و التسيب من قبل مصالح البلدية الذي حول يوميات سكان هذا المكان إلى هاجس كبير ، و هو ما صرح به العديد منهم الذين أكدوا الغياب التام لمصالح البلدية و غياب شاحنات النظافة و حتى الحاويات المخصصة لذلك ، و أشاروا الى أنهم لم يجدوا حلال أمامهم سوى رمي القمامة عشوائيا على الارض و بالطريق الرئيسي لعل ذلك يجبر المسؤولين على جمعها و لكنهم اصدموا بالعكس تماما وأكدوا بأن النفايات المرمية لم يتم جمعها منذ قرابة خمسة أشهر . الوعاء العقاري المسترجع بعد هدم أكبر حي فوضوي مهمل وما تجدر الاشارة اليه هو أن النفايات و التعفن أضحى لا يقتصر على المناطق التي تطرقنا اليها فحسب بل حتى بالنسبة للموقع الذي كان يضم أكبر حي فوضوي و الذي تم اعادة اسكان 1600 عائلة كانت تقطن به بسكنات جديدة شهر جانفي الماضي ، و رغم أن ولاية وهران وجهت تعليمات الى مصالح البلدية من أجل جمع بقايا القصدير الذي تم هدمه مباشرة بعد الترحيل بغية استرجاع هذا الوعاء العقاري و تخصيصه لانجاز 1200 مسكن اجتماعي جديد لاعادة الاعتبار لهذه الجهة بعدما شوهها القصدير ، الا أن مصالح البلدية لم تحرك ساكنا الى يومنا هذا ، حيث لا تزال بقايا الهدم و الألواح و البلاستيك و الحديد و الحجارة ميزة لتلك الجهة و التي دفعت بعدة مواطنين صادفناهم بها إلى مناشدة والي وهران السيد مولود شريفي من أجل التدخل و الزام القائمين على بئر الجير و سيدي البشير بجمعها مؤكدين بأنهم كانوا يأملون بعد ازالة الحي الفوضي أن تزال معه النقاط السوداء الا أن أطلالها لا زالت باقية ، علما بأنها تحولت إلى قبلة للكلاب الضالة و لرمي القاذورات أيضا ، يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه مواطنون آخرون بأن حي «سيدي البشير» أضحى بقعة منسية و مفرغة للنفايات فقط ، منوهين الى أن جميع شكاويهم التي رفعوها الى بلدية بئر الجير لم تؤخذ بعين الاعتبار ، و صرحوا بان مشاكلهم لا تتعلق بهذا الجانب فحسب بل حتى ما تعلق بالانقطاعات المتكررة للمياه الصالحة للشرب والتي تجعلهم مضطرين الى الاستنجاد بالصهاريج المتنقلة لاقتناء هذه المادة الحيوية مقابل مصاريف اضافية هم في غنى عنها ، اضافة الى ذلك تذمروا لمشكل تسربات مياه الصرف الصحي منذ أزيد من ثلاثة اشهر بمحاذاة مسجد «مالك بن أنس» و التي لم تتدخل مؤسسة «سيور» لصيانتها رغم رفع عديد المصلين هذا المشكل اليهم ،علما بان الروائح الكريهة المنبعثة منها أضحت لا تطاق و هي تزداد حدة مع ارتفاع درجات الحرارة . محلات غير مستغلة ، مصاعد معطلة و انعدام الغاز يؤرق سكان حي 1600 مسكن أما بالنسبة للمجمع السكني الجديد 1600 مسكن اجتماعي الذي لم يمض على توزيع سكناته سوى أربعة اشهر فأصبحت مظاهر الفوضى تلازمه و باتت النفايات تشكل ديكورا له في ظل انعدام حاويات القمامة ، هذا اضافة الى التهيئة الخارجية التي لم تكتمل بعد لا سيما بجهة عمارات «ج» و التي لا زالت المقاولة التي أوكلت اليها الاشغال تعتمد على أربعة عمال فقط هذا إضافة الى غياب الانارة العمومية بها حسبما صرح لنا به أحد قاطني هذه العمارات و الذي أكد بأن والي وهران سبق له و أن وقف على هذا المشكل خلال زيارته للموقع و طالب المؤسسة المكلفة بالانجاز بضرورة الاسراع في وتيرة الاشغال و لكن هذه الأخيرة لم تعر ذلك أي اهتمام ، و نوه الى أن قاطني هذا الحي لا زالوا يعانون من غياب الغاز الطبيعي و يعتمدون على قارورات غاز البوتان التي أثقلت كواهلهم لا سيما بالنسبة للعائلات التي تقطن في الطوابق العليا باعتبار أن المصاعد لم يتم تشغيلها منذ أن تم ترحيلهم ، مؤكدا بان كبار السن و المرضى باتوا يواجهون صعوبة كبيرة في صعود السلالم ، مع الاشارة الى أن حتى الخدمات الاخرى غائبة بحيهم الجديد الذي تحول الى مجرد مرقد فقط خاصة و أن المحلات المتواجدة أسفل العمارات لم تستغل بعد و لازالوا بانتظار التفاتة ديوان الترقية و التسيير العقاري اليهم لاسيما و انهم مضطرين الى اقتناء حاجياتهم من بعض المحلات الفوضوية التي لم يتم هدمها و كذا الى التنقل الى غاية منطقة بلقايد من أجل تسديد فواتير الماء و الكهرباء لغياب اية وحدات ادارية بهذه الجهة . و في ذات الاطار أكد سكان آخرون بان الحي لا زال يعاني العزلة رغم التعليمات التي وجهها الوالي الى مدير النقل من أجل تمديد مسار خطوط حافلات « 41» الى هذا الموقع و لكن ذلك بقي مجرد حبر على ورق حيث يضطر المتمدرسون الى اللجوء الى «الستوب « للتوجه الى مدارسهم باعتبار أن المؤسستين التربويتين الجديدتين لازالتا قيد الانجاز و آخرون الى التوجه الى غاية الطريق الرئيسي الذي يبعد كثيرا عن مجمعهم السكني لاستقلال الحافلات . و في سياق الحدث عن الخدمات نذكر بأن سكان حي «سيدي البشير» يعانون كثيرا من غياب المرافق الخدماتية خاصة ما تعلق بمصلحة الحالة المدنية التي تعرف ضغطا كبيرا عليها وأضحت غير قادرة على التكفل بطلبات 180 ألف قاطن بالحي و حتى بالنسبة للملحقة الجديدة « بن داود 3 « التي تدعمت بها المنطقة فهي غير مستغلة ، و نفس الأمر أيضا بالنسبة لمركز البريد الوحيد المتواجد بسيدي البشير الذي لا يلبي خدمات السكان ويفتقر للسيولة يوميا .