أشهر المتظاهرون بوهران أمس البطاقة الحمراء في وجه النظام الحاكم في مسيرة الجمعة الثلاثين تعبيرا عن غضبهم لحملة الاعتقالات المتواصلة على خلفية توقيف الناشط السياسي كريم طابو حيث انطلقت مباشرة بعد صلاة الظهر من ساحة أول نوفمبر دعوات تحرير معتقلي الرأي خلال تجمع المتظاهرين قبل انطلاق المسيرات بلحظات أين أعطيت الفرصة لرواد الحراك من أجل الحديث عن شعارات التظاهر والتحذير من خروج المحتجين عن المطالب الشرعية المتمسكة بالتغيير والرافضة لتنظيم الانتخابات ببقاء حكومة بدوي ورئاسة الدولة تحت قيادة بن صالح المنتهية مهامه دستوريا، حيث استهل الوهرانيون نضالهم في الجمعة الثلاثين برفع شعار «حرروا كريم طابو» «كريم طابو لا يباع ولا يشترى» و»سلٌموا السلطة للشعب « «قبايلي عربي خاوة خاوة والعصاية دارت العداوة»، «سلمية سلمية حتى رحيل الباندية». هذا وبمجرد أن انطلقت حشود المتظاهرين عقب تجمعهم بساحة « بلاص دارم « انضمت أفواج أخرى قادمة من مختلف الجهات إلى المسيرة التي استعادت منذ قرابة الأسبوعين قوتها وزخمها الكبير بشوارع وسط المدينة بحشد أعداد غفيرة من المتظاهرين في سياق موجة أخرى يشهدها الحراك منذ الجمعات التي سبقت الدخول الاجتماعي حيث عادت العائلات مرفوقة بأبنائها للتظاهر السلمي والمطالبة بتجسيد قيادة الاركان لوعودها بمرافقة الشعب إلى غاية تحقيق المطالب المرفوعة. وعبرت فئة كبيرة من شباب الحراك عن غضبها الشديد من عدم بلوغ هذا المسعى لحد الآن لاسيما بعد الإعلان عن تنظيم الإنتخابات قبل نهاية السنة من جهة وإستدعاء الهيئة الناخبة في مثل هذه الأوضاع التي لا تسمح بذلك مادام أن مطالبهم بإبعاد بقايا النظام السابق لم تؤخذ بعين الاعتبار واعنلوا مجددا القطعية للانتخابات كما أصروا على إطلاق سراح أبناء الشعب والنشطاء السياسيين وحل الأحزاب التي لم تقدم شيئا لخدمة الوطن. وتنوعت الشعارات المناوئة في جمعة الأمس بين رفض الانتخابات و رحيل الوجوه المرفوضة وتحرير المعتقلين و منح السلطة للشعب على غرار اللافتات المدون عليها «لا لحكم العصابات نريد حكومة كفاءات» ناعتين الحكومة الحالية بحكومة التزوير»متحكيليش على الانتخاب لأجل التغيير وبدوي صاحب سوابق في التزوير» ومكانش انتخابات أولي يولا لابغا يدونا قاع أولي يولا» «العصابات ميحشموش وحنايا منحبسوش». كما وقفت المسيرة عند مقر محافظة الآفلان مرددين شعارات « كليتو لبلاد يا السراقين «و «مكانش انتخابات يا العصابات» مشيرين بأصابع الغضب إلى العصابات المحلية التي لم يطلها المنجل حتى الآن « المافيا هي، هي، العصابة المحلية»، وجددوا تمسكهم بالوحدة الوطنية واستمرار النضال حتى يرحل النظام وبصوت واحد تعالت صيحات المتظاهرين في تجمعهم الثاني عند ساحة الحرية بشارع العربي بن مهيدي باتجاه مقر الولاية أين انضمت موجة أخرى للمسيرة بشعارات قوية رددوا من خلالها عبارات بالعامية «فاق الغاشي ديقاجي ديقاجي» «هذا الشعب جامي يولي ديباسي ديباسي»، «مكانش الفوط والله ما نديرو بدوي وبن صالح لازم يطيرو لابغا برصاص وعلينا يتيرو والله مارانا حابسين». وحملت على الاكثاف لافتات عملاقة كتب عليها» من أجل جزائر حرة ديمقراطية اجتماعية»، «ياربي وفقنا وكون معانا باش نحوا الخونة». وذكر أيضا اسم وزير العدل الحالي مطالبين برحيله حيث تداول الشعب كلمات «اولاش الفوط اولاش الشعب يريد يتنحاو قاع « اسمعي يادبابة هكذا وصاني بابا ما نفوطي على العصابة «» يا صحاب كسكروط مكانش الفوط « وغيرها من الشعارات التي لم يتوقف الحراكيون على ذكرها طيلة المسيرة مؤكدين وحدة الجزائر وشعبها وطالبوا مجددا بتغيير جذري يطوي صفحة نظام الرئيس السابق وسط إصرار كبير منهم على وضع خيار الذهاب إلى الرئاسيات على الهامش في ظل بقاء عدد من رموز الحكم المرفوض الذين يزاولون مهامهم إلى حد الساعة ما عكسته تلك الهتافات المذكورة سالفا وهي الوجوه التي نالت بدورها حقها من الانتقاد من طرف المتظاهرين(...).