عندما تكشف التحقيقات الشرطة والدرك الوطنيين في قضايا القتل أو الاعتداءات الخطيرة أن الجناة أطفال فالأمر غير عادي، وعندما تحقق ذات المصالح الأمنية في قضايا قتل ضحاياها أمهات و آباء أزهقت أروحهم على يد فلذات أكبداهم فهنا أيضا الأمر غير عادي، وعندما يتحوّل الطفل القاصر إلى وحش كاسر ينقض على فرائسه من داخل وخارج أسرته فهنا الأمر يستدعي التحرّك العاجل لان الأمر غير عادي أيضا... فالعادي أن ندير ظهرنا لما يجري من جرائم و قضايا طرف معادلتها القوي هو الطفل الذي كان من الأجدر أن يعيش طفولته بكل ما تحمله من عفوية و براءة لا أن داخل أسوار الإصلاحية أو في مراكز صحية نفسية ، أو لم نسأل أنفسها من أوصل هؤلاء الأطفال إلى هذا المصير ؟ و من كان سببا لولوجهم عالم الكبار المنحرفين الخارجين عن القانون ؟ ومن أخرجهم من عالم البراءة الخوف ليزج بهم الى غياهب العنف و الدم والوحوش الآدمية ؟ الواقع المرّ لجنوح الأطفال ودخولهم عالم الكبار يجعلنا نتحرك لتحديد مواطن الداء و استقراء الدواء الذي لن يكون الا بتشخيص هذه الظاهرة و تحديد الأسباب و المتسببين وإيجاد الحلول المناسبة لعلاج هؤلاء الأطفال المنحرفين ومحاولة إعادة إدماجهم في المجتمع من جهة و السعي إلى تجنيب البقية من نظرائهم والأجيال القادمة ما مرّ عيه القصر الأحداث الضحايا من خلال تفعيل دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية انطلاقا من الأسرة والمدرسة التي هي عماد جيل سويّ ومتزن.