تواترت هذه العبارة مع إعادة النظر في بعض جواهر السرديات، وفي التمفصلات الممكنة للمعنى، أي مع غزو الفلسفة للسرد والمسرح والشعر ومختلف الأجناس، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، وقد استعملها بعض الكتّاب والنقاد، ومنهم كافكا، لنقد النصوص التي لا تولي أهمية سوى للحكاية، دون أي اعتبار للثقافة والأبنية كأجزاء قاعدية للمرويات، أو متممة للأحداث والحالات التي تنتظم وفق أشكال مخصوصة للتدليل على المعاني كامتداد للكيفيات الناقلة لها. كما استعملت هذه العبارة كسخرية ضمنية من المؤلفات التي لا تقول شيئا ذا أهمية، أو تلك التي تنتهي مباشرة بعد القراءة الأولى، ولا تسهم في طرح أسئلة جديرة بالاهتمام، كأسئلة الأشكال والوجود والعدم والقضاء والقدر والله والموت والمعنى، على اعتبار أن "الأدب الجيد هو الأدب الذي ننتهي من قراءته ولا ننتهي" من حيث إنه مفتوح على التأويلات بالنظر إلى عمقه، أو إلى اشتغاله على مختلف التقنيات والزاد المعرفي الذي يتكئ عليه لتقديم الشخصيات ومحمولاتها. المعاني والحكايات مشتركة إلى حد ما، لكنّ الثقافة أمر أساسي قلّ ما نجده في المنجز السردي، قد يظهر أحيانا كعنصر من عناصر التاريخ الواقعي، مع أنّ التاريخ، مهما كانت قيمته المرجعية والاستدلالية، ليس أدبا بالمعنى الحقيقي للكلمة، بقدر ما هو موضوعة، كما أشار إلى ذلك الناقد الروسي بيلنسكي عندما طرح سؤال: ما الشيء الذي يضفي على الأدب قيمة فنية رغم أنه تاريخي؟ هناك إذن طبقات أخرى مشكلة للنص الجيد. لذلك أعادت الكتابة النظر في تفاصيل ظلت غائبة، مع أنها ضرورية لترقية الموضوعات، ولتأثيث الحكاية، بتعبير إيطالو كالفينو في كتابه ست وصايا للجيل القادم. من المهمّ الإشارة إلى الطابع النقلي الذي ميّز جزء كبيرا من كتاباتنا الجديدة، بما في ذلك أدب المؤسسات، وأدب الجوائز والجماعات الضاغطة، وأدب الثالوث المحرم الذي ولد في حضن الآخر لأنه لا يفكر بقدر ما يمتص، وفي الوقت الذي يدافع فيه عن الحرية يسجن نفسه في المنظورات والأبنية التي يكتسبها عن طريق الحفظ. لقد ظلت المحاكاة متكأ لتجارب لم تذهب إلى المحكي بالاعتماد على القراءة والبحث والمساءلة النوعية للتقنيات والمقروء، وللرؤى، بقدر ما اكتفت بتقليد جهود بنت على حلقية سردية عارفة بالتفصيل الوظيفي لأنها وليدة تجربة طويلة. يقول رولان بارث: "لا يوجد شيء مجاني في النص". في حين أننا نجد في منجزنا، بقضه وقضيضه، إضافة إلى الفراغ والتكرار والأخطاء والتفكك والركاكة، عدة أحشاء يمكن الاستغناء عنها لأنها ليست ذات قيمة دلالية أو فنية أو فلسفية، ومن ذلك طريقة فهمنا لمسألة الزمن المتشظي، لعلاقة المكان بالأحداث، للمعجم في ارتباطه بالشخصيات والحيز، للوصف الذي لا يقوم باستيراد التجارب الناضجة دون تمثل، كتجربة الكاتب هونوري دو بالزاك، أو الكاتب الأمريكي جيمس جويس. الكتابة ذات وبحث مستمر بالدرجة الأولى، وعلينا أن نعي ذلك جيدا لأن الذات جوهر ثابت في الفعل الإبداعي المستقل عن أي تبعية، ذاك الذي لا يستنسخ جهد الآخر دون أن يعرف معناه وأصوله وأبعاده. إن محاكاة مارسيل بروست في خياراته الزمنية تستدعي الإطلاع الدقيق على مرحلته وثقافته الفلسفية الواسعة، وعلى الدوافع التي أنتجت الأزمنة المركبة، كنظريات وممارسات، متجاوزة البنية الحدثية الأحادية التي لا يجب الاعتقاد بأنها قديمة، وغير نافعة، كما هو متواتر في فهمنا الحالي، وهو فهم ظرفي لم يبن على معرفة فعلية بالمكوّنات النصية، ومنها فلسفة الزمن كشكل له أبعاده، وكمادة يتمّ التبئير عليها عن دراية بقيمتها في خدمة المتون. إن بلبلة الزمن لا تدخل في باب الحداثة إن لم تقترن بالجانب الفلسفي كخيار مسؤول، وبالفهم العميق لعلاقة الأحداث بالزمن كوعاء له مسوّغاته التركيبية، كما تجلت في كتابات أمريكية وأوروبية لم تغفل هذه السببية الداخلية التي فرضت شكلا بعينه، ومن ذلك رواية الصخب والعنف لوليام فوكنر، وغيرها من النصوص التي كانت نتيجة منطقية لمسارات اجتماعية ونفسية وثقافية وتاريخية، وليست مجرد ترف ذهني، أو تجريبا أعمى. التجريب الزمني ليس قفزة في الظلام، شأنه شأن التجاوز والتحديث، وما إلى ذلك من المصطلحات التي أسأنا فهمها بفعل زحام النظريات الوافدة إلينا من المخزون الغربي، ومن جهوده العالمة بالخلفيات، وبما تمليه السياقات المتحولة للمجتمعات، ثقافيا وفلسفيا وفكريا ودينيا وجماليا، إلخ. ما علة وجود الزمن المركب في المنجز الغربي؟ لهذه التقنية علاقة وطيدة بمجموعة من العناصر المشكلة للرواية في حقبة معلومة، كما أشار إلى ذلك ميشال بوتور وألبيريس، ومن ذلك طبيعة المجتمع في حدّ ذاته، بنياته، حالاته، واقعه، روحه، انكساراته، سياسته، إضافة إلى علاقته بالشخصيات القلقة، أو المضطربة في مكان مغلق، أو في محيط مناوئ لها، عدواني، مشيئ، مضاد للقيم، أي في عالم يستدعي بنية مجاورة لبنيته، متماسة، أو متطابقة، رغم أن التطابق غير ضروري أحيانا لتفادي الانعكاس الآلي الذي لا يخدم الفعل الإبداعي من حيث إنه تجاوز للمتواتر. وهناك، إضافة إلى ما تقدم، البنية النفسية للساردين المحتملين حين نكون في مواجهة السرد من الدرجة الأولى، أو من الدرجة الثانية أو الثالثة، أو من الدرجة س أو ع، كما أشار إلى ذلك تودوروف في شعرية النثر، أو كما ورد مع غاستون باشلار في تمييزه بين الزمن المادي والزمن الفلسفي. هناك إذن علل ومعلولات عقلانية وجب أن نأخذها في الحسبان أثناء انتقاء بنية ما. أمّا ادعاء التحديث، دون بيّنة من أمرنا، فلا يقود إلا إلى العمى، إلى انكسار السرد عبثا، أي إلى خلل بنيوي يعتقد بعضهم أنه تجريب، أو تجاوزٌ للبنية المعيارية القائمة، في حين أنه خطأ وجب التنبيه إليه لأنه يقوّض تماسك أركان النص، والأمثلة كثيرة عن هذا الزلل الذي أصبح فتحا سرديا يتم الاحتفاء به عن جهل مقنن بالخيارات البنائية الوافدة. أشرنا إلى هذا العنصر حصرا كمدخل لتوضيح جزء من فهمنا لتقنية روائية من مجموع التقنيات الممكنة، وللتدليل على عدم اعتباطية هذا البناء المدروس بإتقان في النصوص التي نحاول تقليدها، دون أن نعرف أسباب لجوئها إلى خيارات مماثلة. الشيء الذي قد لا نعثر عليه دائما في كثير من الكلاسيكيات الكبرى، رغم أنها عظيمة، ولا زالت تثير دهشتنا، كما لو أنها كتبت البارحة. الأدب الصغير لا يستمر في الوقت لأنه وليد محاكاة عمياء بحاجة إلى مراجعة جذرية تستخرج منه ما يمثله لأنه لا يقدّر نفسه، بقدر ما يحاول تمثيل غيره بشكل غير مؤهل لأن يقلد بطريقة تجعله ذا شخصية مستقلة، تماما كما حصل لشعر النهضة حين وجد نفسه بين بين، كما أشار إلى ذلك أدونيس في الثابت والمتحول. وهناك، إلى جانب ضياعه، فقره المدقع للزاد، للخصوصية الجمالية والفنية، وللقيم الفلسفية والإنسانية التي تجعله قابلا لعدة قراءات بالنظر إلى انفتاحه على ممكنات تأويلية كثيرة. أشير ها هنا إلى رواية الإخوة الأعداء لكازانتزاكيس، أو إلى رواية ذئب البوادي للكاتب الألماني هرمان هيسه. لقد اكتسبت هذه الأخيرة ألقها من المنظورات الفلسفية المثيرة، لذلك اتخذها علم النفس متكأ له في دراساته. هذه الرواية، وغيرها من الروايات المتقنة من ناحية الفكر والتقنيات، هي التي تكشف عن بؤس الأدب الصغير الذي ظل يتلعثم في جغرافية الهويات السردية المستوردة، دون أن يبذل جهدا كافيا لتحقيق ذاته، أو للخروج من الحكاية الموضوع كمنطلق وغاية. أن تكتب عشرات الحكايات الباهتة لا يعني أنك أصبحت كاتبا مكرسا، وذا قيمة اعتبارية غير قابلة للنقد، أو كاتبا كبيرا ما لم تشحذ قدراتك الإبداعية وموهبتك انطلاقا من ثقافتك الفنية والمعجمية والتصويرية والسردية والبنائية، من إطلاعك على الدرس الفلسفي، من تأسيسك على الرؤية المخصوصة للمادة المبأرة التي تشتغل عليها كراء يدرك التفاصيل ببصيرة حادة، وليس بعيون مستعارة لا تبصر سوى ما يبصره غيره. أمّا إن ظللت تؤلف القصص العاطفية الساذجة، أو النصوص الإباحية بحثا عن التميز الفجّ الذي يصدم المتلقي دون أدنى إقناع، فسيظل أدبك صغيرا، وعابرا، كبقية الآداب التي تموت مباشرة بعد ولادتها لأنها غير ضرورية للمستقبل، ولا للحاضر. ذاك مصير أغلب كتاباتنا التي لا تفكر قبل الشروع في الكتابة، قبل القراءة والفهم والتمثل والأسئلة ا الوجودية، قبل الصناعة العارفة، قبل مراجعة اللفظة والجملة والمقطع والإيقاع، قبل اكتساب الرؤية المؤثثة، قبل أن تتعلم كيف تمزق ما تكتبه لأنه ضحل، وقبل النشر الذي غدا وباء وجب أن ينتبه إليه النقد العارف للحدّ من هيمنة هذه الأشياء التي تسمّى أشعارا وروايات ومسرحيات تبرمج في الجامعات ومخابر البحث، كما لو أنها إبداعات توجه الوعي والمعرفة والعقل والمجتمع، في حين أنها آداب ضحلة لا تفسد سوى الذوق، لا تبذر سوى الوقت والورق، وذاك إنجازها الكبير في قبائل أدبية تحسب نفسها إمبراطوريات سردية محصنة من النقد، مع أنها قبضة ريح. /////////// "أناشيد الملح..سيرة حراڤ" للعربي الرمضاني بقلم : أسماء جزار " العربي الرمضاني سافر في البحر وعاد ، و أتمّ الرحلة بأن كتب عن هذه الشهادة التي تفتح أسئلة أكثر مما تعرض إجابات، وتوسع من الاستفهامات التي تطفو على مخيلتنا ، وتنبهنا أن البحر ازداد ضراوة في قبض الأرواح وطراوة في قذف الحكايات ".. سعيد خطيبي مقدمة " سيرة جثة تطفو على البحر " / من أناشيد الملح الصفحة 7 كنت أعتقد فيما سبق أن "الحرڤة" مأساة لا تتعدى بيوتنا نحن الجزائريين وجيراننا الأفارقة لهوس متجذر بدواخل كل شاب يقطع البحر ويجد نفسه في الضفة الأخرى، التي رسمها في مخيلته فردوسا سرمديا وخلاصه الأوحد من البطالة والفقر والحياة البائسة ككل، لكن بتوغلي في "أناشيد الملح" اكتشفت أن الحرڤة مأساة إنسانية يعايش الجنوبيون أهوالها سعياً لحياة كريمة وآمنة افتقدوها في أوطانهم الأصلية التي تركها تحت وطأة أنظمة اللصوصية أو ممزقةً بفعل الحروب والصراعات العرقية و الطائفية . "العربي الرمضاني" في تجربته السردية الأولى ضمن أدب السير لا يروي مغامرته وأحلامه وتشظياته فحسب، بل يتحدث عن جميع رفاق البحر والموت والسجون والاغتراب من أبناء بلده ومن بلدان وأعراق أخرى . وداعا أمي.. ينطلق "العربي الرمضاني" في سرد مكثف منذ الصفحات الأولي عن رغبته الجموحة وشغفه بالمغامرة في عرض البحر بعد أن تمكن منه اليأس وثقته التامة أن العيش في بلده بات أمرا مستحيلاً ، بعد أن وجد نفسه ملقاً في سجن البطالة ، عاطلاً عن الحياة والعمل ،محروماً من مكانته التي يستحقها وحتى من الهجرة بطريقة قانونية ،كل هذا كان كافياً بأن يجعل"العربي" ، يتخذ قراره ويحسم أمره بالرحيل والمضي في غياهب الحرڤة المجهولة عوالمها والملغومة مسالكها : "وداعا أمي وداعا أيها الشهداء النبلاء وداعا أيها اليأس المنتشر في ربوع هذه الجغرافيا البليدة " " تركيا " .. شغف الحرڤة المتقد يصل العربي إلى تركيا، ومن هناك يزداد إصراره على مواصلة الرحلة نحو هدفه المنشود، وهو الوصول إلى ايطاليا، انطلاقا من تركيا ومروراً باليونان ،وتركيا تعتبر منطقة عبورٍ لتهريب للمهاجرين الغير شرعيين، الفارين من جحيم الحروب ومن بؤس الحياة ،.. هناك يسرد "العربي" عن كثب فضيحة مراكز اللجوء التي يموّلها الاتحاد الأوربي، لكن تركيا تلهف معظم الميزانية تاركة هذه المراكز في وضع مزري، يغادر "العربي" تركيا بحرا مع فريق الحراقة المكون من أفارقة وسوريين وعراقيين، ومع كل محاولة فشل يزداد إصراره عى العبور إلى اليونان رغم احتيال المهربين وضراوة الصقيع ."تجاوزنا أسبوعا من شهر فيفري في أزمير وبعد أيام سيمضي على وجودنا في تركيا شهر كامل، كل ما قمنا به كان محاولات مخففة، أكسبتنا بعض الخبرة والتعود على همجية بحر ايجة، مصيدة الفارين من آلهة الموت والدمار التي تطاردهم من مناطق عديدة في العالم ."الصفحة 48. ساموس ..الحلم الإغريقي تمكن "العربي" من العبور إلي "اليونان" في إحدى الليالي الصقيعية ، وتحديداً إلى جزيرة"ساموس"، عند إطلالة الصباح توجه إلى مخيم اللاجئين الذي تديره المفوضية السامية للاجئين ،وفي تحقيقات الشرطة لم يكشف عن هويته الحقيقية، بل ادّعى أنه سوري، وصمد أمام الاستجوابات المستفزة ، لكنهم اكتشفوا أنه جزائري عن طريق هاتفه الذي كان يحتوي على وثائقه الشخصية، فأقفلوا على حلمه بالشمع الأحمر عن طريق بصمة " ساموس" الجنائية ،والتي تضع مصيره بين البقاء في اليونان أو الترحيل إلى بلده الأصلي، لكن هذا لم يطفئ جذوة " الحرڤة " بداخله بل جعلها تتوقد أكثر . في المخيم تعرف إلى حراڤة من جميع أصقاع الضفة الجنوبية، بالإضافة إلى الكثير من الشباب الجزائري الذين ضاقت بهم الحياة في بلد صار سرطان بؤس ويأس ينهش أرواحهم وشبابهم ويحليهم إلى موت بطيء ،.لا يتواجدون في مخيم اللجوء فقط بل حتى في العاصمة أثينا، سالونيك وبتراس، من مختلف الفئات العمرية جامعيون، مثقفون و تجار، منحرفون. يكابدون حياة التسكع والضياع والسجون فقط من أجل الوصول إلى أوروبا " بدأ أفراد الشرطة في تفتيش الشاحنات، عثروا فيها على عدد من المهاجرين، أغلبهم تعرضوا للضرب والدهس بالأرجل فيما نجا أكثر من عشرة كانوا مختبئين بشكل جيد عاد ، الذين أخفقوا في الالتحاق بالباخرة، بعضهم سعيد لنجاح رفاقهم والبعض الآخر يندب حظه ويتطلع لمحاولة أخرى "139 سير الموت والضياع "أناشيد الملح" لم تنفرد بسيرة صاحبها فقط، بل جمعت بانوراما سردية لحيوات كل رفاق البطل في رحلته من تركيا إلى اليونان، وثقت تفاصيل الموت الذي تهبه البحار بحرارة ملحها، وذاك الموت الذي تحمله أصفاد السجون واليأس، وذلك العيش المهين الذي لم يكن سوى امتدادا لبؤسهم القديم ، مع هذا كله لم يزدهم إلا إصراراً وتعلقاً بالمضي إلى المجهول في تلك المسالك الوعرة الملغومة بالموت وبالشرطة التي تستحضر أسماءهم وتروي مصائرهم، فمنهم من مات شهيد البحار، ومنهم يقضي محكوميته بين قضبان السجون ، وهناك من نجح في العبور إلي أوروبا وآخرون عادوا إلى ارض الوطن بعد استحالة المغامرة.. هذه " الأناشيد" أرواح الحراڤة المتفسخة في البحار والتي تصرخ عالياُ فاضحة فساد وتعفن أنظمة بلدانهم، ولعنات الحروب مع تآمر الدول والقوانين التعسفية على اللاجئين والمعاملة الغير إنسانية رغم ما تضخه الهيئات الإنسانية من أموال في أرصدتهم ، ..إلا أنهم لم يزيدوا بسياستهم الجائرة الوضع إلا تأزما وتعقيدا.