لا يزال مشكل نقص في الأطر الطبية و المعدات و التجهيزات الصحية الضرورية مطروحا بمستشفيات و مؤسسات الصحة الجوارية بولاية غليزان يزيد من معاناة المرضى بالرغم من الميزانيات الكبيرة المرصودة لهذا القطاع فهو لا يزال بحاجة لإيجاد الحلول و لاسيما لسد الخصاصة الكبيرة في عديد الاختصاصات منها المعدة و الحنجرة و الأنف و أخرى باتت مفقودة كأمراض القلب و الشرايين و الأشعة و كذا تحسين الخدمات الطبية المقدمة للمرضى الذين يعانون مرارة الإهمال في تلقي العلاج في عديد الأقسام بالمستشفيات و العيادات و مراكز العلاج و إلى معالجة الحالة المتردية التي أصبحت عليها البعض منها دون الحديث عن سوء الاستقبال و اللامبالاة و نقص الأدوية و طول المواعيد و غياب الصيانة و الترميم و النظافة على مستوى العديد من المرافق الصحية ناهيك عن سلسلة من الإضرابات داخل المستشفيات التي تهدد مصلحة المريض و ضاعفت حدة التذمر وسط شريحة واسعة من المواطنين كما هو حال مشفى مازونة و حالة من التسيب في مؤسسات أخرى بل و غلق أبواب بعض المنشآت الصحية أثناء القيام بأعمال التنظيف مثلما هو حال مؤسسة الصحة الجوارية (برمادية) بغليزان و ما يعمق من معاناة المرضى و الموظفين إغلاق المدخل الرئيسي لذات المؤسسة . نقص ملحوظ في الأطباء و شبه الطبيين و رصدت الجمهورية مستوى الخدمات الطبية التي تقدم للمرضى داخل استعجالات المؤسسة الإستشفائية العمومية محمد بوضياف و مدى المعاناة على مستوى مرافقه سواء من ناحية تلقي العلاج أو الحصول على الأدوية أو الولوج إلى قاعات الأشعة و التحاليل المخبرية . فالنقص الملحوظ في الموارد البشرية من الأطر الطبية و شبه الطبية يخلق ضغطا كبيرا على نفسية هؤلاء المرضى الذين يضطرون إلى البحث عن العلاج بالقطاع الخاص رغم ارتفاع تكاليف العلاج كما هو الحال بالنسبة لذات المستشفى بعاصمة الولاية ذات الكثافة السكانية العالية و الذي يعاني من الضغط و من مشاكل كثيرة في ظل عدم وجود بعض الاختصاصات أو التحاليل مما يحتم على المرضى انتظار المواعيد خصوصا بالنسبة لغالبية الحالات المرضية التي تتطلب الخضوع للجراحة . السكانير لمن استطاع إليه سبيلا مشاكل عديدة لا تزال تؤرق المرضى الذين يطالبون بإيجاد الحلول و تقليص مدة المواعيد لإجراء العمليات الجراحية و تغطية النقص في بعض الأطباء و التخصصات و كذلك الأمر بالنسبة للأشعة مثل جهاز السكانير الذي لا تظفر بخدماته شرائح واسعة من المواطنين و لا تختلف مصلحة الاستعجالات في هذا المستشفى عن غيرها من الأقسام الأخرى إذ تعاني كل من مصلحة التوليد و طب الأطفال من اكتظاظ يومي و هو ما أدى إلى تدني الخدمات الصحية المقدمة للوافدين عليها بسبب العدد غير الكافي من الأسرة و بالتالي عدم استيعاب أعداد المرضى في تلك الأقسام حيث يفترشون الأرض هناك و يزيد مشاكل مهنيي القطاع . تأخر مواعيد الفحوصات و الأشعة و يشتكي العديد من المرضى من تأخر في مواعيد الفحوصات الإشعاعية و السكانير و إجراء التحاليل أو الخضوع للعمليات الجراحية لاسيما المستعجلة كلها مشاكل تؤدي حتما لمضاعفة الألم على المرضى ، و ما زاد من حدة معاناة المواطنين مجموعة من الظواهر السلبية التي يجدونها بالإضافة إلى النقص الفادح في مستلزمات العلاج و المعدات الطبية ، كالإهمال و التقصير في استقبال المرضى داخل هذا المستشفى حيث بات الولوج لبعض الخدمات يحتاج إلى وساطة و هناك العديد من المرضى يجدون صعوبة في تلقي العلاج بحجة عدم وجود إمكانيات و هناك آخرون يضطرون إلى شراء أدويتهم من صيدليات القطاع الخاص على نفقاتهم مما جعلهم و ذويهم في حالة استياء من الإهمال و التسيب . تحويل المرضى إلى الولايات الأخرى و من جهة أخرى اشتكى هؤلاء من معاناة توجيههم من و إلى استعجالات و أقسام المستشفيات و عيادات مناطق الولاية أو خارجها و هو ما يحول دون استقبال العديد منهم أو إجراء عمليات جراحية مما يضطرهم إلى الذهاب إلى العيادات الخاصة كما أن معظم المترددين على المستشفى الذي يقصده سكان عدة مناطق مجاورة يشكون من تدني مستوى النظافة الذي لا يرقى إلى المستوى المطلوب . هي من أبرز شكاوى المرضى التي تفاقمت حالتهم المرضية ذوو الأمراض المزمنة و الأورام والفشل الكلوي يعانون و الأمر لا يختلف كثيرا عن مؤسسات و عيادات أخرى بالولاية التي تعاني نقصا شديدا في الكوادر الطبية و التمريضية و نقصا في الإمكانيات و التخصصات ما يتسبب في معاناة حقيقية للكثيرين الذين يجدون خلال البحث عن العلاج صعوبة كبيرة و عناء التنقل لمسافات طويلة خاصة ذوي الأمراض المزمنة كمرضى السكري و ضغط الدم أو المصابين بالأورام السرطانية و كذلك معاناة مرضى القصور الكلوي بخصوص الخدمة الطبية المقدمة رغم وجود هياكل و مرافق عديدة من شأنها ضمان تغطية صحية و توفير الرعاية الطبية للسكان . و تبقى جل المستشفيات و المؤسسات الصحية بحاجة لمراقبة و توفير الإمكانات و المعدات من أطباء و ممرضين و النظافة و توفير المعايير الوقائية و مكافحة الحشرات لمواجهة انتشار الأمراض و الحد من معاناة المرضى و النهوض بالخدمات المقدمة لهم و ضمان بيئة آمنة للمرضى و العمال على السواء .