نفت العديد من الجمعيات والهيئات الممثلة لمختلف الفئات التي عرفت خلال هذه الأزمة الصحية بنشاطها التطوعي في مجال خياطة الكمامات، القيام ببيع الألبسة الوقائية والكمامات مؤكدة بقاء عملها الخيري لحد اليوم ومنذ بداية الوباء بدون مقابل ومساهمة منها فقط في التكفل باحتياجات الأطقم الطبية ومختلف الاسلاك الأمنية والهيئات المتدخلة في الوقاية والتحسيس من مخاطر الجائحة، فيما بررت وجود بعض هذه المنتجات بالصيدليات وبنفس المواصفات والنوعية بقيام بعض الحرفيين الأحرار بخياطة الكمامات مثلا وبيعها للتجار وهو عمل مستقل لا علاقة له بالجمعيات النشطة في العمل التطوعي في هذه الفترة قد يعود لحالة البطالة التي وجد هؤلاء أنفسهم في مواجهتها. وفي هذا الصدد صرح لنا المنسق الولائي لمبادرة الحرفيين في خياطة الكمامات على مستوى غرفة الحرف والصناعات التقليدية مباركي نصر الدين بأن قيام بعض الحرفيين المستقلين بصناعة الكمامات وبيعها هي تصرفات رغم كونها قد تكون اضطرارية لتحقيق مداخيل يومية يضمن بها هؤلاء قوتهم اليومي غير أنها قد تشوش على الأعمال التطوعية التي تقوم بها الجمعيات ويقدمها الحرفيون بوقوفهم مند بداية الأزمة الصحية، لأن أصابع الاتهام قد توجه لهم ظلما رغم أنهم يقدمونها مجانا بشهادة العدد الكبير للهيئات والأسلاك التي تحصلت عليها، كما صرح السيد مباركي نصر الدين بأن المشكل لا يكمن في بيع الحرفيين للكمامات بقدر الرفع في أسعارها، وهو أمر قد يتحمله الصيادلة أيضا مصرحا في هذا الإطار، بأن تكلفة خياطة كمامة واحدة لا يمكن أبدا أن تتجاوز قيمة 20 دج فهي بين 10 و20 دج فيما أنها تتوفر بالصيدليات بما بين 100 و150 دج. ومن ثمة فإن هذا المجال أصبح هو الآخر قطاعا خصبا للنشاط غير النظامي، الذي يسحب منه بعض المتدخلين أرباح جيدة بداية من ورشة الحرفي إلى محل الصيدلي . فيما يبقى الحرفيون الحقيقيون يواجهون مصيرهم بأعمال خيرية تطوعية خدمة للوطن وهو نفس ما يقدمه حرفيو الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين فرع "حي البدر" لصناعة الأحذية والتي صرح رئيسها بأن جميع عمليات خياطة الكمامات التي يقوم بها حرفيو الفرع من الجمعية تطوعية محضة بشهادة مختلف الهيئات المستفيدة من العملية. ومن ثمة فإن مثل هذه الأعمال تستحق التشجيع خاصة وأن القائمون بها حرفيون بسطاء واجهوا مصيرهم وقدموا خدمات للوطن في أحلك الظروف.