تسببت الأمطار التي تساقطت ليلة أول أمس، بغزارة في خسائر مادية معتبرة عبر العديد من المناطق بالولاية، وبالأخص المحاذية للمجاري والأودية التي غمرتها السيول الجارفة ولم تسلم منها المجمعات السكنية الجديدة، التي حاصرتها المياه من كل جانب. مثلما هو الشأن بالنسبة للأحياء المتواجدة بالقطب العمراني الجديد لوادي تليلات، وببلقايد وقديل ومسرغين والكرمة التي غمرتها المياه وحولت مداخلها وطرقها إلى مسابح، إضافة إلى الجهة المحاذية لفندق «المريديان» و»الشيراطون» وبالطريق الرابط بن حي جمال الدين وحي الصباح والمحور الدوراني لحي «عدل» مشتلة، ولم تستثن أضرارها البنايات الفوضوية حيث تسببت في انهيار جدار لبناية فوضوية بمنطقة «عين خديجة» ببلدية «المرسى الكبير» والذي أودى بحياة الطفلة «آلاء زياني» التي تبلغ من العمر سنة ونصف وتعرض والدتها لجروح بليغة تم تحويلها على جناح السرعة من قبل مصالح الحماية المدنية الى مستشفى بن زرجب وهو ما خلّف حزنا وتضامنا مع العائلة المكلومة، إضافة الى ذلك تسربت المياه الى العديد من المنازل بحي «الشهيد محمود» وسيدي البشير إلى جانب حي «الكيمو» وقارة والحي الفوضوي» المحاذي للسبخة ببلدية سيدي الشحمي، حيث أغرقت الأثاث وجعلت الكثير من العائلات يقضون ليلة بيضاء حاملين الدلاء لتفريغ غرفهم من المياه. ليلة بيضاء ل20 عائلة بمزرعة الشهداء وما تجدر الإشارة اليه هو أن الكثير من المزارع تضررت أيضا من السيول ومنها تلك المتواجدة ببلدية مسرغين والسانيا وسيدي الشحمي على غرار مزرعة الطواهرية و«الشهداء»، هذه الأخيرة التي تتواجد بالقرب من السكة الحديدية تقع خلف كلية الطب الجديدة باتجاه منطقة حي الأمير عبد القادر «سان ريمي» وغرقت بسبب فيضان الوادي المار بجانبها وجعل 20 عائلة تضطر إلى مغادرة منازلها وتقضي ليلة بيضاء بإحدى المصليات والتي عبرت عن استيائها الكبير من الفيضان الذي أرجعته الى غياب دور المنتخبين في تنظيف مجاري المياه و»البريكولاج» والترقيع في صيانة الطرق وشبكات الصرف وتلك الناقلة لمياه الأمطار وأظهرت العيوب بمجرد سقوط الأمطار لبضع سويعات فقط. وبالنسبة للسكنات الهشة المتواجدة بوسط المدينة، فكانت مصدر قلق كبير لقاطنيها الذين تخوفوا من تعرضها الى الانهيار بعدما غمرت المياه شققهم، خاصة تلك التي تتواجد بحي سيدي الهواري والدرب و«سانت أنطوان» وحي الحمري الذين لم يجدوا أمامهم سوى وضع الدلاء في أماكن التسربات لجمع المياه أملا في أن تلتفت السلطات المحلية إليهم وتقوم بترحيلهم من هذه السكنات القديمة خاصة المدرجة في الخانة الحمراء المعرضة للسقوط في اية لحظة . يأتي هذا دون أن ننسى الإشارة الى الطرق والمحاور الدورانية والأنفاق المسدودة والتي حاصرت فيها المياه العديد من السيارات ومن ضمنها الطريق الوطني رقم « 2 « والطريق الاجتنابي الرابع وانسداد أنفاق الملينيوم وكناستيل ومحور دوارن مشتلة عدل، مما استدعى الاستنجاد بمصالح الحماية المدنية التي تدخلت على الفور، وقامت بضخ المياه وتسليك المواسير والبالوعات المسدودة بالنفايات والأتربة، إلى جانب مصالح الأمن والدرك والسلطات الولائية التي كانت حاضرة بدورها، وعلى رأسها والي وهران عبد القادر جلاوي، الذي تابع تطورات الوضع في الميدان وتنقل رفقة أعضاء اللجنة الأمنية إلى العديد من الأحياء والطرق التي تأثرت بفعل التساقط الغزير للأمطار على غرار الطريق الوطني رقم «2» الذي غمرته المياه على مستوى مدخل مدينة المرسى الكبير وشكل خلية أزمة حينها تحت اشراف الأمين العام للولاية تضم ممثلي مختلف المصالح الأمنية والحماية المدنية الى جانب مديرة الأشغال العمومية ومدير الموارد المائية وسيور لتقوم بمعاينة مختلف المناطق المتضررة من أجل التدخل السريع وتسخير كافة الإمكانات اللازمة لإعادة فتح الطرق والقضاء على النقاط السوداء المسجلة. الحماية تفتح الطرق وتنقذ 2800 ديك رومي وقد قامت مصالح الحماية المدنية في هذا الصدد بالتدخل من خلال وحداتها عبر العديد من الأماكن والنقاط والطرق والمحاور وتمكنت من امتصاص المياه المتسربة لبعض السكنات ببلدية المرسى الكبير مع إزالة خطر التربة المنجرفة وفتح الطريق الولائي رقم « 84 » مع إنقاذ العديد من الأشخاص العالقين، إضافة الى ضخ المياه من عدة سكنات بطفراوي وعين الترك، وتدخل أعوانها على مستوى حي جمال الدين وإيسطو وضخ المياه بالطريق الوطني رقم «11» وبمحور دوران عدل مشتلة وبكناستال وحي الملينيوم وفتح الطريق الوطني رقم «2» ببلدية مسرغين والقيام بعدة عمليات لامتصاص المياه بحي سيدي البشير وبحي فلاوسن ببلدية العنصر وارزيو وبالصديقية الى جانب امتصاص المياه من نفقي الميلينيوم وكناستال، ناهيك عن قيامهم بإنقاذ 2800 طائر من نوع الديك الرومي من النفوق بمزرعة «طواهرية» ببلدية مسرغين .